وهذا الامر كان محور الخطاب السياسي وفي هذا السياق اعتبرت شخصيات لبنانية ان الوضع الحالي والتشنج في الخطاب الذي يستهدف في الدرجة الاولى الجيش اللبناني في وقت تكشف بعض الخيوط في التفجيرات التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور أوضح ، أنه «لا يمكن ان نتكهن في الأزمة الوزارية التي بات عمرها عشرة أشهر وما زلنا نراوح مكاننا من خلال الأرقام وتوزيع الحقائب، ومع الأسف ما زلنا في الدوامة ذاتها. وكنا نتمنى ان لا ندخل في هذه المعمعة ولاسيما وفي هذه الأوضاع الإقليمية الضاغطة».
وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور أكد أن «الدولة اللبنانية كدولة لا تتدخل بالأزمة في سورية».
وقال منصور «هناك على الساحة السياسية في لبنان من يريد أن يأخذ السياسة إلى منحى آخر» وقد حرصنا على سياسة النأي بالنفس مشيرا إلى أن «بعض الدول الخارجية البعيدة عن سورية أخذت موقفا ضدها وهذا لن يؤثر عليها غير أن لبنان القريب من سورية لا يمكنه أن يتخذ الموقف ذاته ولاسيما أن التواصل الإجتماعي والأمني والاقتصادي للبنان مع دول العالم يمر عبر سورية».
وشدد على التزامه بإعلان بعبدا والبيان الوزاري وقال «الغاية إننا لا نريد ان ينجرف لبنان بالازمة الدائرة في سورية وقد رفضنا منذ البداية التدخل بالأزمة في سورية» متسائلا «منذ متى نتكلم بأفكار متطرفة أو بدولة اسلامية في لبنان».
من جانبه أوضح عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي إننا «نقاوم الإرهاب التكفيري قبل أن يتمدد ويستشري في بلادنا، لأننا نريد الحفاظ على قضية مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، فنحول دون أن يتمكن الإرهاب التكفيري من إرسال قواعده وتدمير الصيغة اللبنانية التعددية، وبالتالي استبدال الصراع مع إسرائيل بصراعات مذهبية وطائفية وعرقية وقومية وما إلى ذلك».
وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى الى ان «المداورة كانت مطلب رئيس الحكومة المكلف تمام سلام وبالتالي الاتفاق الذي عقد كان على عدة نقاط منها شكل الحكومة»، لافتاً الى ان «رئيس مجلس النواب نبيه بري موافق على المداورة، ولكن المطلوب ان شارك الجميع في الحكومة وان تكون حكومة وحدة.
وشدّد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب آلان عون على أن الدستور ينصّ على ضرورة ان تكون السلطة ميثاقية أي مشاركة كل المكوّنات الطائفية وهذه الميثاقية هي التي تشكل الضمانة للطوائف التي تتقاسم السلطة وتتشارك فيها.
وأشار عون الى أن هناك عرفاً بين اللبنانيين ان تتشارك الأحزاب التي تمثّل المكوّنات الطائفية في السلطة ما يعكس هذه الميثاقية.
من جهته عضو قيادة حركة امل الدكتور قبلان قبلان اعتبر ان «فعل المقاومة التي جسدها جبل عامل هو فعل تراكم تاريخي بدأ بمواجهة الاحتلال العثماني والفرنسي، وصولا الى الاحتلال الاسرائيلي،
من جهته استنكر المكلف من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى متابعة قضية المطرانين المخطوفين الشيخ عباس زغيب «مطالبة البعض الجيش اللبناني ان يطلق سراح من شارك بالتخطيط والتحريض والتجهيز لقتل مواطنين هم شركائه بالوطن واخوانه بالدين ونظرائه بالانسانية.
وأكد رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير ان قلة قليلة في طرابلس تسير في مشروع الانتحاريين»، مؤكدا دعمه لسورية بقيادة السيد الرئيس بشار الاسد .
وأوضح الخير ان «أكثرية أهل طرابلس مع ان يعيشوا في طرابلس وان تعود هذه المدينة آمنة من جديد»، ورأى انه «على العلماء ورجال الدين ان ينزلوا إلى الأرض ولا يخافوا لارشاد الناس وتوعيتهم».
من جانبه أشارنائب وزير خارجية البرلمان الدولي للأمن والسلام السفير الدكتور هيثم ابو سعيد الى ان البحث في الملف الإنساني والتوسع فيه وجعله الملف الوحيد من أصل ستة ملفات هو في غير محلّه ولا يخدم الموضوع الأساسي لمؤتمر جينيف 2. ان المجتمع الاوروبي والحكومات باتت مقتنعة ان مكافحة الإرهاب بات من الأولويات لعمل الدول التي تعاني من هذه الحالات سورية والعراق واليمن ومصر ولبنان.
بدوره أكد طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني أن تماسك الوفد السوري الرسمي ظهر بشكل فاعل وواضح أمام المجتمع الدولي بأسره خلال المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 مقابل تضعضع الآخرين وتفككهم لعدم امتلاكهم أي شيء على ارض سورية أو حتى مشروع لمصلحة البلاد ما يدلل على الخسارة الفادحة التي لحقت بهم جراء الرهان على الوضع في سورية.
وأعرب أرسلان عن تفاؤله بالتقدم الحاصل على مستوى تماسك الوضع في سورية نتيجة وعي الشعب وحكمة القيادة في مواجهة الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله والذي بات يهدد كل العالم معتبرا أن انعكاسات هذه الاجواء ستكون ايجابية على الوضع اللبناني.
كما صنف أرسلان التفجيرات الإرهابية التي يتعرض لها لبنان عموما والضاحية الجنوبية خصوصا بأنها تندرج في سياق الإرهاب الدولي التكفيري الذي يستهدف خط المقاومة المتصدي للعدو الاسرائيلي وللمتآمرين داخليا وخارجيا على المستويين اللبناني والعربي فهذه المؤامرات لن تزيد قوى المقاومة الا قوة وتماسكا ويقينا بأنها على طريق الحق.
وحذر أرسلان من أن ما يحصل في سورية ولبنان من مؤامرات على نهج المقاومة سيرتد سلبا على من يخلقها لأن ثقافة الفكر التكفيري الجديد أصبحت تشكل خطرا وتهديدا على السلم العالمي معتبرا أنه ساذج من يعتقد أن الإرهاب متى خرج من القمقم يستطيع ضبطه فهذه قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في وجه أي كان.