وقال المقداد في مقابلة مع قناة الاخبارية السورية امس: ان الوفد الرسمي السوري قام باعداد ملفاته محكوما بقيم وأخلاق الولاء للوطن وأبدى استعداده لمناقشة كل الجوانب في بيان جنيف1 بينما كان الوفد الاخر على قدر كبير من الانحطاط ومارس الكذب والدجل على الشعب السوري وعلى العالم كعادته التي يقوم بها منذ ثلاث سنوات.
وشدد المقداد على أن الوفد الاخر هو من يتحمل المسؤولية التامة عن عدم التوصل إلى أي نتيجة من هذا الاجتماع فهو رفض ما لا يمكن لاي سوري أن يرفضه وهي مبادئ تتعلق بوحدة سورية واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة أراضيها المغتصبة.
وأوضح المقداد أن الوفد السوري ذهب إلى جنيف من أجل انجاحه عبر وقف نزيف الدماء في سورية ووقف التدخل الخارجي ومكافحة الإرهاب لافتا إلى أن المؤتمر كان فرصة لسورية من أجل اللقاء مع الاعلام العالمي وشرائح واسعة من ممثلي الدول من أجل وضعهم بصورة حقيقة ما يجري على الاراضي السورية.
وأشار المقداد إلى أن سورية أعلنت ترحيبها ببيان جنيف1 عندما صدر وتحفظها على بعض ما ورد فيه لانها لم تكن طرفا في صياغته وأبدت استعدادها لمناقشته والتعامل معه ولكن الولايات المتحدة أقنعت الطرف الاخر بأنه ذاهب إلى جنيف لاستلام مفاتيح دمشق فتوهم هذا الطرف الكذبة الامريكية الكبيرة.
وقال المقداد: اننا لم نتهرب على الاطلاق من مناقشة البيان وقلنا اننا سنناقش بدءا من النقطة الاولى أي البدء بوقف العنف والإرهاب وبعدها نستمر إلى كافة النقاط الأخرى ونحن مستعدون لها ولدينا ملفاتنا وأوراقنا.
وأضاف المقداد.. ان الاصدقاء الروس كان لديهم فهم دقيق للفقرة المتعلقة بهيئة الحكم الانتقالية وهم عندما خرجت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون بعد انتهاء المؤتمر وقالت ان الهدف هو تغيير نظام الحكم في سورية ردوا عليها عبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بعشر دقائق وقالوا اننا لم نتفق اطلاقا على ذلك بل اتفقنا على أن يكون المؤتمر للسوريين كفرصة كي يتناقشوا ويتفقوا على كل شيء يتعلق بحاضر ومستقبل سورية.
وبين المقداد أن لافروف أسقط الادعاء الامريكي وهو شارك بصياغة كل الفقرات المتعقلة بالجانب الذي يترك للسوريين أن يناقشوا كل شيء يتعلق بمستقبلهم مشيرا إلى أن روسيا لم تعترف حتى هذه اللحظة ولن تعترف اليوم أو غدا بمفهوم هيئة الحكم الانتقالي كما تروج له الولايات المتحدة وكما تحدث عنه وزير خارجيتها جون كيري وزبانيته من وزراء خارجية الدول العربية التابعين.
ولفت المقداد إلى أن الاصدقاء الروس يمارسون دورهم بكل مسؤولية واحساس بالمأساة التي تمر بها سورية وهدفهم الاساسي هو وقفها وليس تغيير نظام الحكم لانهم يعرفون أن هذه المأساة مستمرة بسبب التدخل الخارجي في الشؤون السورية.
وأكد المقداد أن الطرف الاخر جاء إلى جنيف من أجل بند واحد هو هيئة الحكم الانتقالي وتغيير نظام الحكم ولكننا في سورية لا نتعامل مع بلدنا كغرباء أو كفندق أو كقطعة جبنة نرحب بكل من يأتي لقضمها بل نتعامل معها على أنها بلدنا وضميرنا وكل ذرة تراب فيها من لحمنا ودمنا ولا يمكن أن نسمح للولايات المتحدة الامريكية ولا لغيرها أن تقرر نيابة عن الشعب السوري.
وأضاف المقداد.. اننا قلنا لهم منذ البداية بأنه لا يمكن أن نسمح لاحد بأن يختار لنا قيادتنا أو حكومتنا أو مستقبلنا وحتى لو لم يبق الا سوري واحد منا فلن يقبل بذلك.
وبين المقداد ان بيان جنيف يقول بأنه لا يمكن أن يصار إلى خلق حالة فراغ في سورية ولذلك يجب أن يبقي الدستور الحالي فاعلا ومطبقا حتى يتم تغييره من خلال الحوار الوطني والذي نأمل أن ينتقل إلى دمشق في أقرب فرصة ممكنة لانه لا يمكن أن نصل إلى توافقات الا على أرض الوطن وهذا يعكس وطنية الآخرين وسيتم توفير كل الظروف من أجل انجاح مثل هذا الحوار الوطني.
وقال المقداد: ان الدساتير هي من يضمن السلطات وفي كل أنحاء العالم هناك سلطات محصورة بيد رئيس الجمهورية بما في ذلك الجانبان الامني والعسكري ونحن لسنا بالاستثناء في هذا المجال واذا كانوا يقصدون تدمير سورية من خلال خلق حالة من الفراغ الدستوري فيها فهم واهمون ولذلك قلنا منذ بداية مؤتمر جنيف وسنبقى نقول ان من يعتقد أنه قادم إلى جنيف من أجل التغيير أو المس بمقام الرئاسة فهو واهم ونحن لن نقبل بذلك لان من يغير في سورية هو شعبها فقط بناء على دستورها الحالي أو القادم وما يتم التوافق عليه بين جميع السوريين.
وأوضح المقداد أن الوفد الاخر رفض ادانة الإرهاب الذي يقتل السوريين وكان كل همه ليس الهيئة الانتقالية التي تناقش بين جميع السوريين بل الهيمنة على السلطة في سورية وفرض العيش بذل ودون كرامة على شعبها كونهم أصدقاء وحلفاء للولايات المتحدة الامريكية والغرب واسرائيل.
واكد المقداد أن وفد الائتلاف مقبل على شيء يتوهمه ولن يصل اليه أبدا لافتا إلى أنه لا يمثل أحدا الا نفسه لانه تعرض خلال الاشهر الاخيرة إلى انقسامات عديدة رغم أن هناك عددا من الدبلوماسيين الامريكيين تابعوا تصرفاته خلال المحادثات وعلموه ولقنوه ورغم أن مجلس التعاون الخليجي شكل له هيئة استشارية توجهه سياسيا وقانونيا واعلاميا مستخدمين أموالا طائلة.
وبين المقداد أن القرار الامريكي باستمرار تسليح المجموعات الإرهابية في سورية كان هدية لمؤتمر جنيف من اجل تدميره وافشال جهود الحل السياسي في وقت تعلم فيه واشنطن أن كل المعدات والاسلحة التي أرسلتها إلى عملائها في سورية وصلت إلى يد ما يسمى دولة الاسلام في العراق والشام وجبهة النصرة التابعين لتنظيم القاعدة الإرهابي وغيرها ممن يقتل السوريين.
وقال المقداد: ان الامريكيين طلبوا لقاء معنا ولكن لم نرد عليهم نهائيا لاننا لا نشعر أن هناك أي مبرر لهذا اللقاء في اطار السياسات الامريكية المعادية لسورية كما انهم ليسوا وسطاء على الاطلاق وكلمة كيري في افتتاح المؤتمر كانت واضحة وتدل عليهم.
وأشار المقداد إلى أن كلام المسؤولين الروس دائما متوازن ومعقول ويليق بهيبة الاتحاد الروسي وسورية على اتصال دائم مع الاصدقاء الروس ومتفقة معهم على أنه لا يمكن الدخول بنقاش جدي حول القضايا الواردة في جنيف1 دون وجود طيف واسع من المعارضة.
وقال المقداد: اذا ارادت الولايات المتحدة أن تكون منسجمة مع الحد الادنى من القيم الاخلاقية فعليها أن تسمح للمعارضة الوطنية السورية بالمشاركة في الجولة القادمة لانه اذا لم يكن هناك معارضة تستطيع أن تنفذ ما يتم الاتفاق عليه فلا فائدة في نهاية المطاف من محادثات جنيف.
ولفت المقداد إلى أن المبعوث الاممي إلى سورية الاخضر الابراهيمي يعي جيدا أن هذا التمثيل للمعارضة ليس هو المطلوب كما أن الجانب الروسي مصر على أن تكون هنالك معارضة ذات مصداقية باعتبار أن هذا الائتلاف لا يمثل أحدا وحتى وفده إلى جنيف لا يمثل الا جزءا صغيرا منه.
وأضاف المقداد ان الطرف الاخر لم يكن لديه أي شيء وهو فشل في ايصال أي رسالة للشعب السوري أو للراي العام وكان يعتمد على قصاصات الورق التي كانت تأتيه من الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين.
وشدد المقداد على أن الاعلام الوطني السوري أثبت خلال الايام القليلة الماضية أنه اعلام مناضل ومشرف وصادق ومسؤول ويمثل ضمير المواطن السوري رغم كل ما تعرض له من ضغوط دولية وعقوبات لا انسانية وهو يقوم بجهد كبير من خلال امكانيات مادية متواضعة متحديا محطات فضائية تصرف في اليوم ما يصرفه الاعلام السوري كله في عام.
وشدد المقداد على أن رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته احمد داوود أوغلو وأجهزة استخباراتهم يتحملون مسؤولية سفك الدماء في سورية ويجب أن يقدموا إلى محاكم دولية لافتا إلى أن أوغلو هو أكبر كاذب في العالم وهو خاضع دوما لفكر الاخوان المسلمين.
وأوضح المقداد أن صمود الشعب السوري وتضحيات جيشه دفاعا عن وحدة سورية وسيادتها وكرامتها طوال الفترة الماضية هي التي خلقت مؤتمر جنيف2 لان خطة أعداء سورية كانت اسقاطها خلال عشرة أيام أو أكثر كما فعلوا في دول عربية أخرى.
وقال المقداد: ان الجيش العربي السوري يسطر الان الملاحم في مواجهة هذا التكتل العالمي العدواني الذي لم يترك ولو جانبا صغيرا الا واستخدمه في محاربة سورية بما في ذلك عملاؤه وزبانيته في الدول العربية الذين أصبحوا يدافعون عن المصالح الاسرائيلية أكثر مما يدافعون عن المصالح الامريكية بعيدا عن مصالح شعوبهم.
وأضاف المقداد.. اننا نقول للولايات المتحدة واسرائيل وعملائهم في المنطقة ان سورية تصمد وستصمد لان شعبها وجيشها وقيادتها قرروا الصمود والاستمرار في النضال من أجل الحفاظ على سيادتها وكرامتها وكرامة كل شعوب المنطقة العربية والدول النامية في كل مكان من هذا العالم.