وبين الزعبي في حديث لقناة الميادين ضمن برنامج حديث دمشق أن الوفد الرسمي السوري اكتشف منذ جلوسه مع وفد الائتلاف المسمى المعارضة أن هذا الوفد ليس مطلعا على بيان جنيف1 لانه لو كان مطلعا عليه لعرف أن الوفد الرسمي قدم له مقترحات تشكل صلب بيان جنيف1 والذي يشكل قاعدة مشتركة يمكن البناء والتأسيس عليها.
وقال الزعبي: هم جاؤوا باتجاه القفز فوق كل مقدمات بيان جنيف1 وحتى خطواته وبنوده الاولى بالذهاب إلى الفقرة التاسعة في البيان والحديث عن هيئة حكم انتقالي وفق التفسير الامريكي وتفسيراتهم وتمنياتهم هم لهذه الهيئة أو مشروعها مضيفا.. لذلك لم يساهموا اطلاقا بالتأسيس لقاعدة أو مواقف مشتركة لا يختلف عليها السوريون وفي مقدمتها مسألة السيادة الوطنية والبنى التحتية في سورية ورفض التدخل الخارجي وادانة الإرهاب ورفض قرار الولايات المتحدة الامريكية بالتسليح وبالتالي بتسعير نار المواجهات في سورية.
وردا على سؤال فيما لو توسع تمثيل المعارضة هل سيغير ذلك من سير المفاوضات لتدخل ربما فيها مكونات من معارضة الداخل وهل سيحرج وفد الائتلاف ومن يقف وراءه من دول وأطراف داعمة قال الزعبي: الوفد الذي كان حاضرا أمامنا في جنيف كان محرجا منذ اللحظة الاولى.. أولا بشكل بنيوي لانه يعرف أنه لا يشكل حتى المؤسسة أو الكيان الذي يفترض أنه يمثله على اعتبار أنه جاء يمثل الائتلاف والذي انسحب معظم أعضائه قبل انعقاد جنيف وثانيا كان محرجا لانه لا يمثل كل أطراف المعارضة في الخارج والداخل بما في ذلك المعارضة الوطنية.
وأضاف الزعبي.. بالاضافة إلى ذلك نحن طلبنا من المبعوث الاممي إلى سورية الاخضر الابراهيمي أن يكون في الجولة القادمة تمثيل واسع لاكبر طيف من المعارضة الوطنية السورية ولكن أيضا هناك أزمة بنيوية في المعارضة السورية بشكل عام سواء الذين شاركوا أو الذين لم يشاركوا.
وأكد الزعبي أنه من الضروري تجاوز واقع أزمة التشكيل داخل هذه القوى والكتل السياسية المسماة المعارضة أو التي تندرج تحت عنوان المعارضة قبل الذهاب إلى أي نقاش سياسي حول أي شيء سواء بيان جنيف أو أي شيء اخر قد يكون في خدمة مصالح الشعب والدولة.
وأوضح الزعبي أن المشكلة الحقيقية هي أن الخطاب السياسي للبعض سقفه مرتفع وعال جدا وغير واقعي وغير موضوعي وأحيانا غير عقلاني ويتصور أنه يملك حلولا سحرية ولو كان الامر كذلك فلم التفاوض.
وقال الزعبي: نحن ذهبنا إلى جنيف ونعرف جيدا أننا ذاهبون إلى تفاوض وحوار وللقاء أشخاص نعرف تماما حجم تورطهم في سفك الدم السوري والحرب في سورية وتورطهم الاستخباراتي والامني مع الآخرين وحتى أكون منصفا فعلي الاقل ان لم يكونوا جميعهم فجزء كبير منهم لان لنا ملاحظات عليهم قد نوضحها فيما بعد.
وأكد الزعبي أن الوفد الرسمي السوري كان لديه دافع حقيقي ذهب من أجله إلى جنيف وهو المصالح الوطنية للدولة السورية وكان مفوضا من قبل السيد الرئيس بشار الأسد أن يناقش كل التفاصيل تحت هذا العنوان الكبير ولم يكن ذاهبا لقضية شخصية ولم يتعامل مع وفد الائتلاف المسمى المعارضة كأشخاص. وأشار الزعبي إلى أن الامريكيين وروبرت فورد شخصيا خدع حتى هيئة التنسيق الوطنية في سورية وقوى سياسية أخرى من المعارضة في الخارج عندما كان يصور أن الامور ستشمل طيفا واسعا من المعارضة فما حصل أنه في الليلة السابقة لانعقاد مؤتمر جنيف2 قدمت لنا أسماء أعضاء الوفد الاخر ولم يكن لكثير من قوى المعارضة فيه أي تمثيل أو تعبير.
وردا على سؤال ما اذا كان الوفد الرسمي السوري سيذهب إلى الجولة الثانية من المفاوضات ما لم يوسع وفد المعارضة.. قال الزعبي: نعم سيكون الوفد السوري في جنيف فهذا الوفد لسنا طرفا في تشكيله بل شكله الامريكيون والسعوديون والقطريون وغيرهم ونحن عندما ذهبنا كنا ندرك جيدا أن هذه التشكيلة يقف خلفها هؤلاء لكن كنا نريد ونحاول بكل الوسائل بما فيها اللغة الوطنية والنقاش الموضوعي والواقعية والعقلانية السياسية أن نجلبهم إلى مكان يحسنون فيه حتى من صورتهم أمام الناس من أجل مصلحة البلاد ولكنهم كانوا مصرين على الا يغيروا مواقفهم.
ولفت الزعبي إلى أن وفد الائتلاف كان يرفض كل ما كان يطرحه الوفد الرسمي السوري من اجل ايجاد أرضية مشتركة على أمل أن ينجح الحوار خدمة لمصالح السوريين لكنه بسبب خضوعه لقيادة أمريكية تقول له مهما سعى الوفد الحكومي السوري إلى بناء أرضية مشتركة فلا يجوز أن توافق.. لم يستطع هذا الوفد اتخاذ قرار يخدم مصالح السوريين.
وفيما اذا كان الوفد الرسمي السوري مستعدا لتقديم تنازلات في الجولة الثانية من المفاوضات قال الزعبي: ان مصطلح تنازلات كبير وخطير ونحن في الافكار التي قدمناها لهم قلنا اننا لن نتنازل بكل الافكار.. ممكن أن نتنازل في النقاش الذي يصرون عليه حول هيئة حكم انتقالي والتي هي بالنسبة لنا حكومة موسعة تحت سقف دستور الجمهورية العربية السورية النافذ الان لاننا دولة.. لدينا مؤسسات ودستور ونفتح الباب واسعا للمشاركة السياسية في السلطة وفي العمل الحزبي والانتخابات وما إلى ذلك.. والدستور واضح ويحدد اجابات لكل هذه المسائل.
وأضاف الزعبي.. قد يقول البعض انهم يطمحون إلى تعطيل الدستور الحالي ولكن لا يمكن تعطيله لان ذلك ينافي بيان جنيف1 ونحن شعرنا حين كنا في جنيف أن الوفد الاخر لم يقرأ الدستور ولا السياسة عدا عن أن جزءا منهم هم هواة سياسة وقادمون بوظيفة محددة تتلخص بأن يسمعوا ويخرجوا ويتكلموا وهذا ليس اتهاما ولا أتكلم من باب التخوين بل من الباب التقني والفني.
واكد الزعبي أنه لا مكان للتنازلات في قضايانا الوطنية أو التنازل عن دستورنا أو البنى المؤسساتية في سورية وهذا الكلام لن يحدث كما لن يكون بمعنى التنازل فيما يتعلق بالمصطلحات التي يستخدمونها حول تنحي السيد الرئيس بشار الأسد أو صلاحيات الرئاسة أو المؤسسات العليا في الدولة وهذا الكلام مرفوض شكلا ومضمونا ولا نقاش حوله في المطلق موضحا أن النقاش حول امكانية مساهمة قوي المعارضة الوطنية داخل بنية سياسية ووطنية وداخل عنوان حكومة فيها وزراء يجري اتفاق حول عددهم وحول اعادة النظر في صياغة البنى التشريعية وذلك من خلال عملية سياسية تخضع للدستور النافذ وفيما عدا ذلك لن نتنازل عن السيادة الوطنية ورفض التدخل الخارجي ومواجهة الإرهاب.
وردا على سؤال عن مصير المحادثات في حال فشلت الجولة الثانية أو على الاقل اذا لم يتغير الوفد المعارض وامكانية انتقال الحوار إلى داخل سورية أوضح الزعبي أن الدولة السورية لم تكن منذ البداية مع استبعاد أي أحد من الحوار وهناك أدلة كثيرة تؤكد هذا الطرح مبينا أن هناك مرحلة كانت بعض أطياف المعارضة في الداخل لا تريد أن تجري حوارا مباشرا مع الدولة تحت عنوان أنها تريد الحوار بحضور الجامعة العربية والسعودية وقطر وتركيا أو بحضور بروناي وجيبوتي والمغرب... وبمعنى اخر هي ترفض الحوار.
وشدد الزعبي على أن الدولة جاهزة للتحاور مع جميع أطياف المعارضة السورية التي لم تكن موجودة في جنيف واطلاق عملية حوار معها بكل المعايير والافكار ومناقشة كل النقاط بصدر مفتوح ووطنية عالية مؤكدا أن الوطنية العالية مطلوبة من الجميع اذ اننا نريد في المحصلة حقن دماء السوريين وايقاف التدمير والحرص على جميع السوريين.