تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثقافة القتل الهوليوودية بعيون وقحة

فضائيات
الأربعاء 6-3-2013
سلوان حاتم

«Troy» القصة التي تروي أسطورة أخيل الطروادي الذي تحول من رواية أسطورية إلى فيلم هوليوودي والذي يعتبر من أكثر الأفلام العالمية تقنية وشهرة وانتشاراً انتقل منذ فترة من الشاشة السينمائية إلى الشاشة الفضية..

لن نتحدث عن الفيلم من حيث الأوسكار أو التقنيات بل ما يثير الانتباه كمية الدم المسالة في هذا الفيلم وفي غيره من الأفلام الهوليوودية التي غزت ومازالت تغزو العالم العربي وتتفنن في طريقة تعليم القتل وتضيف للمشهد البصري الانطباع عن القتل السهل والبسيط للبشر من خلال ترويج أفكار بالطريقة السلسة دون اهتمام او اكتراث أن ما يحدث قد يؤثر فعلا في عقل المشاهد.‏‏

كذلك الحال ينطبق على الفيلم الهوليوودي (أبو كالبتو) من إخراج ميل غيبسن الذي يصور كماً من الدماء تنزف من أجل إرضاء أو التقرب من الإله الوثني دون مبالة بأن هؤلاء الذين يُقتلون هم بشر كانوا يعيشون حياة أسرية هادئة وربما يختلف هذا الفيلم عن سابقه من حيث أن غيبسون أراد توضيح الإجرام لا تعميمه.. ذات الأمر ينطبق على الكثير من الأفلام من (الساموراي الأخير) إلى (300) إلى أفلام أرنولد وستيفن ستيغال وفاندام وغيرهم من الأبطال الذين يصورون قتل البشر على انه بطولة وليس إجراماً..‏‏

اليوم الشاشات العربية أصبحت كلها فضائيات هوليوودية وأصبح نتاج هوليوود قليلاً بالنسبة لما تحصده هذه القنوات من أرواح بشرية سورية غير آبهة بكمية الدم التي نزفت وما زالت تنزف على الأراضي السورية بل ربما تكون هوليوود المعلم الأكبر لهذه الطرق العنيفة والإرهاب المتواجد قد أصبحت من الأخلاق ما يفوق ما يحدث من جرائم قتل وتقطيع وذبح نشاهدها عبر الانترنت وتحاول القنوات إخفاءها ربما من أجل مسلسل دم آخر قد تستخدم فيه هذه المشاهد المقيتة بعد دبلجة الصوت والصورة بحيث تناسب الترويج الإجرامي لهذه الثقافة الهوليوودية.‏‏

قد تكون مشاهد الموت أو ثقافته غزت عقول الشباب تحت مسمى بطولة بعد تحوير المكان المناسب لهكذا أعمال بطولية بسبب التضليل الإعلامي الذي تستخدمه المحطات الفضائية والصحف والشبكة العنكبوتية التي على ما يبدو انها تربت في الكنف الهوليوودي بل فاق التلميذ معلمه في الطرق المبتكرة للقتل والتعذيب والذبح والإرهاب ناسين أن أضخم الإنتاجات العالمية لا تتحدث عن العِرق او القتل أو الدم بل عن الحياة والتجارب الحياتية فلماذا ينظر البعض من الزاوية السوداء لهذه الأعمال ويطبقها بطريقة خاطئة كما يحلو لمنتجي هوليوود تصدير خطاياهم لنا؟.. المسألة لا تقتضي منع هكذا أفلام بل تقتضي بعض الفهم من المحطات الفضائية وشرح وتحليل وتفنيد ما يخطط في الخارج من غزو ثقافي دموي كي يحذر الجيل الناشئ هذه الطرق الخاطئة لآثار العنف.. صاحب (تروي) براد بيت هو نفسه زوج من تدعي أنها سفيرة الإنسانية (أنجلينا جولي) فكيف يصدرون العنف في يد ويدّعون محاربته باليد الأخرى؟.. فهل سيبقى الغرب دائما سفيراً سيئاً للثقافة.. وهل سيبقى ضاحكاً على ألمنا بعيون وقحة..؟‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية