في لقاء بأسرة الشهيد البطل عقل هيثم شيلة عبرت والدة الشهيد عن بوح قلب الأم وطلبت منا نشر بوحها كما هو .
وها نحن نفعل حيث قالت: كما غمامة تسحب ظلالها الندية عن البرية ثم ترحل في سديم الأفق زورقا من ذكريات وضباب , هكذا أعيش فراق عقل الذي غادرني في غفلة من غدر الزمن وهو يدافع عن الوطن هكذا يباغتنا الموت , يقترب في غفلة منا دون أن يتيح لنا فسحة من الوقت لنودع من نحب ,هكذا قرر ابني عقل الذي لم يتجاوز العشرين من عمره أن يرفع مرساته في اتجاه شاطئ آخر.
وأضافت: شاء الرحيل كما يرحل السنونو, رحل كأضمومة بنفسج تسافر في أفق الحزن البعيد , هكذا وكما في كل مرة يحضر الموت بكل قسوته ليتركنا موزعين بين التفاتاتنا إلى بقعة ارض تضم أعزاء رحلوا عنا وبين خطونا المتعثر في الدروب, لا نعرف كم من الأزمان ستحتمل قلوبنا هذا الحزن والألم ..
وتابعت:اليوم أخاطبك أيها الغالي علّ الكلمات تصل إليك محملة بصلاة مجبولة بلغة الفقد, أعيش غيابك مع أخوتك ووالدك.. نسافر إلى الأبعد إلى المدى المفتوح على الذكريات , حيث تعود تلك اللحظة التي ووريت فيها الثرى دون أن تكلمني أو تودعني ودون أن تغمرني من عينيك نظرة فيها حنان قلبك أو ابتسامة منك , ودون أن أضع قبلة على خدك.
فجأة وجدت نفسي على حافة الألم وللحظة وجدت نفسي وحيدة في هذا الاتساع ، تنهش الوحشة روحي, لكن أمام عظمة الرسالة التي ضحيت من اجلها وجدت نفسي أتوه مابين زغرودة فرح ودمعة فراق .
وها أنا رغم الوجع زغردت وأزغرد لاستشهادك الذي يمثل قنديلا أنار ظلمة الطريق وسيفا مسلولا على المعتدين ليرفع جبين الأمة عاليا في سماء الكون .
وقالت :أيا بني لو تدري كم أنا فخورة بك وبتضحيتك الغالية التي ستبقى ماثلة في روحي إلى أن التقيك في رحاب الله.
أدرك انك ورفاقك تقدمون أرواحكم وتستشهدون كي يعيش أبناء الوطن آمنين.. وأنا احمد الله الذي شرفني بهذه المنزلة ـ منزلة ام الشهيد واردد «لله ماأعطى ولله ما اخذ «.
وخلصت والدة الشهيد قائلة: أيا حبيبي اليوم وأنت ترحل إلى عالم الصفاء والنقاء و البياض أحملك سلاما وأشواقا لكل الأعزاء الذين رحلوا ، وقد استعدنا بهذه اللحظة ذكراكم يا وردة الروح , لك كل الاشتياق من والدك وأخوتك, ووردة بيضاء لروحك يا بني ولكل رفاقك الذين استشهدوا معك , تهنئة من القلب ان يحمل لهم وسام الشهادة الخلود في سفر التاريخ .
والشهيد البطل عقل هيثم شيلة ولد بتاريخ 2 \ 3 \1992 في قرية عنازة بانياس بمحافظة طرطوس واستشهد أثناء تأديته واجبه الوطني في 13 \ 7 \ 2012 \.