عاش أجدادنا وعاش آباؤنا وهانحن نعيش على هذه الأرض مهد الديانات والحضارات.. لم نختلف يوماً على مذهب أودين لأن معيارنا وهدفنا هو محبة الوطن، فالدين لله والوطن يجمعنا ويطعمنا ويعلمنا ويحفظ كرامتنا ...إنه حراك سوري على كل المستويات وعيارات يقولها الصغير والكبير أن لافرق بيننا نحن أبناء سورية إلا بمستوى صدقنا وعملنا وولائنا لهذه الأرض وذاك التراب.
مجالس تعقد هناوهناك ولقاءات تشاور ومصالحة ومحبة في كل الأمكنة ...كل من يتحدث يعلي شأن الوطن من أي حي وشارع وقرية ومدينة ومحافظة ...يتسابق الجميع إلى قول كلمة الحق والخير وكل مايطيب الخواطر التي انكسرت لبعض الوقت ...هي أفعال غالبية السوريين بالفطرة هذه حقيقة لانشك فيها ...لأن السوريين هكذا هم بالفعل كانوا وسيبقون مضرب المثل..
ولكن ماالذي أصاب الهدف الذي نتوجه إليه داخل الحدود وخارجها ..ونغني له ونصلي من أجله في الجمعات والآحاد ليبقى وطننا شامخاً مقاوماً عزيزاً كريماً بأبنائه ومقدراته ومكوناته الاجتماعية.
لماذا تم التصويب إلى العمق إلى القلب إلى العمود الفقري لهذا البلد وللحظة حسبنا أن خيانة الكون طافت من الأرض السورية، والعمالة زحفت من جحورها والمنافقون والمتسلقون ضاقت بهم أسارير الحياة فأسرعوا إلى إعلان هويتهم بعلامات تسيم وتشي بوجوههم ، حقاً إنهم قبيحون مشمئزون لايستحقون الانتماء السوري وهم الذين طعنوه في الجذور والصميم حين أكلوا وشربوا وتعلموا من حساب هذا الوطن بمايشبه المجان، وحين نفش ريشهم واشتد ساعدهم وحصدوا رزقهم وجمعوا غلالهم من سهول ومؤسسات ومقدرات هذا البلد بحق أو غير حق ... بطرق مشروعة أوغير مشروعة..
وحين هبت الرياح الصفراء المسمومة القاتلة ذرّوا الرمال في عيونهم الرمداء وامتطوا صهوة حريقها حيث حملت معها تسميات تجميلية لتغطي قبح القناع الذي يحجب لون الوجه الحقيقي، الخالي من الحياء والإحساس والشعور بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية.
حجم التآمر
نعم اليوم فهم غالبية السوريين حجم قداحة ماخطط ونفذ على مستوى الأداء والأدوات فكان الويل والثبور وعظائم الأمور التي أظهرها العقل التخريبي الإرهابي الذي صب جام غضبه على هذه الأرض فكان الاستهداف النوعي لمقومات أركان قوة سورية بدأوها بمؤسسات العدل والقانون فأحرقوا قصور العدل ومؤسسات القانون من مبان ومحاكم شرعية، دمروا المدارس والمعاهد والمشافي ومراكز الأبحاث العلمية من زراعية وصناعية وعسكرية .
فجروا الطرقات والجسور وعقد المواصلات والسكك الحديدية فجروا وسرقوا وخربوا خطوط النفط وآبارها واقتلعوا التجهيزات والمعدات الثقيلة عنوة من حفارات ورؤوس ورافعات خاصة بهذه الصناعة.
اعتدوا على شبكات التوتر العالي والمتوسط من خطوط الكهرباء مع تفجير ممنهج لمحطات ومحولات الطاقة الرئيسية في معظم المحافظات السورية.
لم يتركوا محصولاً أو مخزوناً استراتيجياً من صومعة أومستودع إلا ونال غدرهم وإجرامهم ..
حرقوا الأخضر واليابس طحنوا الرمل والبحص والحجارة بعبواتهم الناسفة وقذائفهم الطائرة في كل الاتجاهات ومعامل صناعة الموت.
لم يتحملوا خضرة الطبيعة ولاهدوءها ولاسكونها ولاحتى تعايش طيورها وحيواناتها وكائناتها الحية فترجلوا على أديم الأرض وأحرقوا بمنشار القطع ولهيب النار الذي لفح وغير لون الجبال والهضاب والبساتين والحقول من لونها الأخضر بكل تدرجاته إلى اللون الأسود في كل مكان حلوا به ونجسوه .
اليوم
اليوم خرج القهر السوري من عباءة من كان عامضاً رمادياً ضبابياً في مواقفه وآرائه بل واحتضان البعض لهذه الفئة الباغية الإقصائية ليرى نفسه مثقلاً بقناع الفكر الإرهابي التكفيري الذي جسم على صدر السوريين مايقارب ثلاثة أعوام.
اليوم بدأت المفردات تشرح نفسها وتظهر خفاياها على ألسنة الأشهاد حين يقول رجل ستيني من سكان الغوطة الشرقية بريف دمشق أصبح المسلحون يقاسموننا حتى نساءنا وبناتنا ويعتدون على أعراضنا ويغتصبون كرامتنا ولقمة عيشنا يفتون مايحلو لهم مما لذ وطاب من وسخ الدنيا التي يحلمون بها حسب شرعهم ومعتقدهم .
سيدة أخرى أم وزوجة نزعت اللصاق عن فمها حين وشت مقهورة حزينة أمام حماة الديار في إحدى مداهماتهم وتتبعهم لأوكار الإرهابيين في بعض أحياء حمص بأن زوجها وابنها ومعهم مرتزقة أفغان وشيشان وعرب يتناوبون على فعل الرذيلة معها ومع بناتها ، مبررين فعلتهم الشنيعة بفتوى الفاحشة وهي الجهاد بالنكاح والعياذ بالله ...
فتاة في عمر الثلاثين عثر عليها مقتولة للتو في ريف حماة لكن بعض النفس مازال يخرج من صدرها تم إسعافها إلى إحدى المشافي القريبة وقبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بدقائق نطقت بشهادة حق دفعت ثمنها حياتها حين قالت الذي زرع طلقات المسدس في جسدي هم أخوتي لأنني اعترضت يوماً على سلوكهم الإجرامي وقتلهم للأبرياء الذين يخطفونهم - من هنا وهناك - مدنيين وعسكريين ويقومون بتعذيبهم وذبحهم وتقطيعهم ورميهم على مفارق ومداخل القرى المجاورة لإثارة الفتن والضغينة بين أبناء المحافظة الواحدة والوطن الواحد.
وحين استنكرت هذا السلوك وقلت والله هذا حرام.. لن يسامحكم الله على هذاالسلوك كان جزائي وعقابي الضرب المبرح والشتيمة وإطلاق النار على جسدي ... وصيتي للجهات المعنية ألا تتهاون مع هؤلاء القتلة ومع هذا الفكر التكفيري القاتل.
مشهد آخر قدمه أحد الأبناء الذين يعتقدون بهذا المعتقد حين قام بقتل أبيه في إدلب لأنه نصحه بضرورة التوبة والهداية وسلوك طريق الحق والرحمة.. فكان ثمن هذه الكلمات عدة طلقات صوبها الابن الوهابي في صدر أبيه المسلم..
هل يعقل أن يقتحم الإرهابيون أحد المنازل في ضاحية قدسيا بهدف قتل طفل عربي سوري لايتجاوز عمره الخمس سنوات لأنه غنى وأنشد أبياتاً جميلة للوطن ولسورية الأم في مسيرة جماهيرية حاشدة في قلب العاصمة دمشق تكبر الولاء والانتماء للقيادة والجيش والشعب حتى إنه تم صرف مكافأة أوجائزة محرزة لمن تصل إليه ونتيجة حقدهم الأسود تم استهداف المنزل وقتل الأخ الشقيق وجرح البقية من أفراد العائلة انتقاماً من المعني بالقتل حينما لم يجدوه فهم لم يتحملوا حتى عبارات الطفولة البريئة .
هل يعقل أن تصفى ممرضة تعمل في مشفى حمص الوطني بتهمة أنها تقوم بواجبها على أكمل وجه ولاتغادر المشفى ليل نهار لتساهم في إسعاف الجرحى ممن يقتلون على أيدي عصابات الإجرام والإرهاب وتهمتها حسب حقدهم أنها تسعف جرحى الجيش العربي السوري؟
بصراحة : إن هل وهل نقولها ملايين المرات نعرض فيها سلوك وتصرفات لاتعد ولاتحصى وربما تفنى أجيال وأجيال ولاتنتهي روايات القهر والعذابات التي جرت على أرض هذا الوطن .
نعم بعد ثلاثة أعوام نفضت العباءة عند بعض السوريين الغبار عن كاهلها بعدما رأت مارأت ممالايصدق من عذابات الوجدان والضمير لمن امتلكه ويتيقظ في لحظات الغفلة .
لن نطيل السرد والشرح والشواهد وماذكر مجرد عينات غيض من فيض جزء من كل لن نتحدث عن طرق اغتصاب النساء وخطف الذكور والإناث من مختلف الأعمار أو رواج تجارة الأعضاء وسرقتها والتي لأول مرة في تاريخ البشرية تكون بهذا الشكل وبهذه الفظاعة ، إلى جانب سرقة الآثار والكنوز.. لن نتحدث عن أنفاق الديدان في جوف الأرض ولاأوكار الذئاب في الجحور والوديان والسهول.
الحقيقة
بل نؤكد على حقيقة ساطعة كمانور الشمس .. بأن الحق السوري لايمكن لأي قوة في العالم صغرت أم كبرت أن تحيده عن هدفه هواه ومبتغاه الحق السوري في ميزان العدل والعدالة هو الراجح وهو الأقوى وهو الخير والجمال بفضل محبة السوريين وغيرتهم.
الحق السوري أن تبقى الكرامة محفوظة والأرض مصانة والسياج منيع .
الحق السوري هو لغة التاريخ ورقمه وحجارته، هو مساحة الجغرافية هو عدسة الضوء وشمعة الزوايا وقنديل الحياة.
الحق السوري أن تكون سوري الهوى والهوية والانتماء الحق السوري أن ينشغل العالم بأسره بين مؤيد ومعارض صديق وعدو مجامل وانتهازي لينتصر الحق السوري بإرادة شعبه وعزيمة جيشه وصبر وحكم قيادة..
الحق السوري ..سورية الواحدة الموحدة مركز التوازن وأسس الاستقرار ...فهل من معتبر .