والذي حاز في جزئه الأول على الجائزة الذهبية عن فئة أفضل مسلسل اجتماعي بيئي في مونديال القاهرة الأول للإذاعة والتلفزيون نهاية العام الماضي ، وهو من إنتاج قبنض للإنتاج الفني وبطولة عدد كبير من النجوم ، منهم : سليم صبري ، ضحى الدبس ، جهاد سعد ، مهيار خضور ، فايز قزق ، فائق عرقسوسي ، مرح جبر ، هبة نور ، لينا كرم ، قمر خلف ، أمانة والي ، رامز الأسود ، عبد الفتاح المزين ، سعد مينه ، حسام تحسين بك ، اسماعيل مداح .. ورغم تغيير العديد من الممثلين فيه إلا أن المخرج يؤكد عدم تأثير هذا الأمر على العمل (الممثلين الذين أتينا بهم ليسوا أقل قيمة فنياً من الممثلين الذين تركوا ، فأتينا بممثلين قديرين) .
تدور الأحداث الرئيسية في حارة عياش وهي إحدى حارات حي الميدان في الفترة الواقعة بين عامي (1918 ـ 1926) حيث يتم رصد الحياة الاجتماعية والاقتصادية عبر مجموعة من الحكايات على خلفية أحداث تاريخية من أهمها خروج العثمانيين من البلاد ودخول الملك فيصل لدمشق والاحتلال الفرنسي وتصدي الأهالي له ومعركة ميسلون والثورة السورية الكبرى .. وقد سعى المخرج للشغل على التفاصيل خلال عمله (مما لا شك فيه أن ما يميز البيئة الشامية هو التفاصيل ، فكلما ركزنا على التفاصيل ، كلما زاد تشويق المشاهد للمسلسل ، لأنها مهمة في العمل الشامي وتعتبر البهارات أو الروح للمسلسل الدرامي) . أما حول فكرة الذهاب في الشخصيات إلى أقصى أفعالها وخاصة فيما يتعلق بالجانب الشرير منها ، فيقول (في البيئة الشامية أنت محكوم بأنماط الشخصيات التي هي إما خير للأقصى أو شر للأقصى ، ففي الجزء الاول كانت هناك شخصية تحسين التي مثلت الشر المطلق ، أما في الجزء الثاني فقد تطورت شخصية صفوان التي لم تكن معالمها الشريرة واضحة تماماً في الجزء الأول ، وحلت مكان شخصية تحسين لتكون هي الشخصية الشريرة ) .
الفنان فائق عرقسوسي يؤدي شخصية (أبو دياب) التي أداها في الجزء الأول الفنان رضوان عقيلي ، عنها يقول : هو عكيد حارة من حارات الشام والآمر والناهي الذي يحل المشكلات فيها ، ويحمل صفات عكيد الحارة الشامية ، ولكن طيبة قلبه تجعل نساء المنزل يؤثرن عليه بطريقة تجعله يتصرف أحياناً بشكل سلبي ما يوقعه في إشكاليات مع عائلته ومع الحارات الأخرى . أما الفنان صالح الحايك فيستمر بتجسيد شخصية المختار ، يقول : أجسد شخصية مختار حارة الكوم (أبو فتحي) الذي يعمل على قيادة الحارة والسعي لحل المشكلات فيها مع حكمائها ، ففي ذلك الوقت كان المختار هو المرجع في حل المشكلات بين الناس ويتعاطف مع المحتاجين.
تؤدي الفنانة قمر خلف شخصية رويدة التي سبق وأدتها في الجزء الأول الفنانة أمل بوشوشة ، حيث تزداد الضغوط عليها في هذا الجزء خاصة بعد تلقيها خبر استشهاد زوجها ما يجعل الطامعين فيها يحاولون الوصول إليها ، فابن عمها صفوان الوصولي يطلب يدها للزواج وترفضه ولكنه تحت تهديد السلاح والضغط يتم كتب كتابها عليه ، ولا تلبث بعد ذلك أن تهرب وتلجأ إلى أحد الأديرة ، ويؤدي دور ابن عمها الفنان رامز الأسود الذي يتهجم على مختار الحارة ويحاول بعملية نصب الحصول على املاكه ، كما يسعى لخداع رويدة واقناعها بالزواج منه كما يتعامل مع الفرنسي المحتل . ويؤدي الفنان اسماعيل مداح شخصية جواد ، عنها يقول : كان جواد انساناً طيباً يعمل دائماً على مساعدة شقيقته الأرملة والوقوف إلى جانبها وتتطور الشخصية في الجزء الثاني حيث تستطيع زوجة أخيه إقناعه بأن ينقلب على أخيه جابر لدرجه أنه كان يريد قتله ، وفي الوقت نفسه نرى الجانب الخيّر فيه عبر الدفاع عن أخته ، فعلى الرغم من طيبته ووداعته إلا أنه يتحول إلى إنسان آخر عندما تصل الأمور إلى المساس بالشرف والعرض.