وصلت معها مكانة الجيش العربي السوري في نفوس المواطنين إلى مرتبة العز والفخار لما قام به الجيش في حماية الوطن والمواطنين ، وأصبح شعار « الله محيي الجيش» يصدح من حنجرة أي مواطن يرى أحد أفراد قواتنا المسلحة البطلة ، كان تشكيل النواة الأولى للجيش العربي السوري في الأول من آب عام 1945 ، وأصبح هذا التاريخ عيداً رسمياً في الدولة ، وكانت طلائع هذا الجيش عبارة عن مجموعة من التشكيلات البسيطة تطورت وتزايد عديدها إلى ما وصل إليه الجيش العربي السوري من مستوى عالٍ في العدة والعدد ليُعد من بين الجيوش القليلة التي تمتلك هذا التفوق في الاحتراف.
وقد تأثر تطور الجيش في سورية بالتحولات السياسية على الساحة السورية ، حيث كان فاعلاً في الأحداث السياسية ومؤثراً في طبعتها وميولها، ويشهد جميع المحللون والمتابعون بأن الجيش العربي السوري تميز عن غيره من الجيوش الأخرى في منطقة الشرق الأوسط باعتماده منذ نشأته مبدأ عقادياً إطاره الأساس الولاء للوطن والأمة والدفاع عن العروبة كمنهج مشترك مع الجيوش العربية التقدمية وذلك لتأمين وحدة الأمة والدفاع عنها بكل السبل، ومع بزوغ شمس الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد في عام 1970 أخذ بناء الجيش يعتمد التخصصية والحرفية من أجل الاستعداد لخوض معركة الشرف والتحرير لاستعادة الأراضي العربية المحتلة وعلى رأسها فلسطين العربية ، ولم ينقض المزيد من الوقت حتى أثمرت الجهود قيام حرب تشرين التحريرية عام 1973 ، حيث أثبت الجيش العربي السوري قدرة فائقة في استخدام الأسلحة الحديثة إدارة المعركة بتفوق لتحقيق النصر .
لا يخفى على أحد الدور الوطني المميز الذي يؤديه الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب الدولي الذي يعصف بسورية هذه الأيام ، وقد أكدت العمليات النوعية التي قام ويقوم بها الجيش العربي السوري على الساحة السورية يومياً قدرة فائقة على التكيف مع ظروف المعركة ، والتغلب على المجموعات الإرهابية المسلحة دون إيذاء المواطنين الأبرياء ، لذلك كانت مناشدات المواطنين في كافة المحافظات التي تصل إليها يد التخريب والقتل للجيش العربي السوري لتخليص المواطنين من غدر هؤلاء الخونة الذين يركبون فورة التحركات الشعبية العربية لتنفيذ الأجندة الجيوسياسية التي تعمل على تطبيقها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وحلفائهما في القارة العجوز .
إن ثبات الموقف الموحد للجيش العربي السوري - مع وجود بعض الاستثناءات القليلة الفردية التي أدت إلى فرار أفراد ممن غرر بهم من قبل أعداء سورية – أصاب العملاء والغدارين من الأعراب بهستريا الوقاحة السياسية ، وأربك عملاء الغرب الاستعماري على الساحة العربية وفي المنطقة برمتها ، وهو يؤكد يومياً لهؤلاء الخونة بأن جيش سورية البطل سيبقى حصنها الأمين والمدافع عن تراب هذا الوطن بكل السبل ، وهو يقف عيناً ساهرة على مستقبل ومصالح الوطن ، وستتحدث وسائل الإعلام العالمية و الكتاب والمتابعون عن براعة الجندي العربي السوري في إدارة المعركة دفاعاً عن المنجزات التاريخية التي بناها الشعب السوري عبر تاريخه الحافل ، وسيبقى العين اليقظة على حماية حدود الوطن في وجه الطامعين بخيراته ، والساعين للنيل من الدور السوري في المنطقة وعلى الساحة الدولية .
وإن الجيش الذي وقف طوداً شامخاً في وجه أعداء سورية ، وكان ولم يزل وسيستمر منارة تنير طريق بناة أمجاد سورية ، لا يُمكن لقوة في العالم مهما علت أن تنال من صموده وإصراره على تحقيق النصر المؤزر ليس على الأرض السورية فحسب ، بل كذلك نحو الأراضي العربية المحتلة والبوصلة الأساسية لهذا الجيش العقائدي هي تحرير فلسطين العربية المحتلة من دنس الصهاينة الأوغاد ، ومن كان شعاره الشهادة أو النصر فلن يستطيع أحداً في هذا الكون أن يقف في وجه انتصاره ، وإن دماء الشهداء الأبرار ستكون المنارة التي تقود الأمة إلى النصر ، وفي عيد الجيش العربي السوري لا بد لنا من تقديم باقة من الياسمين والفل الدمشقي ، لتزين أكاليل الغار التي تلف جثامين شهداء جيشنا الطاهرة ، التي ستملئ سورية أزهاراً وربيعاً حقيقياً نحو انتصار سورية المؤزر على أعدائها في كل مكان . فألف تحية على أرواح شهدائنا الأبرار ، وباقات الحب والورد إلى جيشنا الباسل في عيده ، ونحن على ثقة تامة بأن العيد القادم سيكون وسورية بألف خير .
Email:m.a.mustafa@mail.sy