تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الصيام وصحة الفم

طــــــــــــــــب
الاثنين 30-7-2012
الفم بحكم موقعه التشريحي في بداية الجهاز الهضمي على علاقة مباشرة بآليات الصيام، ويقع الكثير بسوء فهم حول الكثير من القضايا حول ما يمكن إدخاله أو وضعه داخل الفم، وما هو ممنوع وواجب الابتعاد عنه كبعض الإجراءات الوقائية والعلاجية المرتبطة بصحة الفم والأسنان.

وخلال شهر رمضان المبارك يحدث الكثير من التبدل في أسلوب الحياة اليومية وخاصة في العادات الغذائية المتبعة وفي أوقات تناول الطعام وفي نوعية الأطعمة وكميتها وتبعاً لذلك يحدث الكثير من التبدل في آلية وطريقة الاهتمام والعناية بصحة الفم والأسنان ما يؤثر كثيراً في آلية التنظيف الذاتي التي توجد داخل الفم بفعل عدة عوامل منها:‏‏

اللعاب‏‏

إن استمرار إفراز اللعاب من الغدد اللعابية وتدفقه الدائم يعمل على إزالة بعض بقايا الطعام الموجودة داخل الفم وإبقاء الجزء المتبقي داخل الفم بحالة رطبة وطرية بحيث يسهل نزعها وإزالتها بواسطة الحركات اللا إرادية للسان أثناء التكلم والتنفس أو خلال عملية البلع المستمر للعاب المتجمع داخل الفم أو من خلال عملية التفريش الروتينية العادية.‏‏

وفي فترة الصيام، وبسبب عدم تناول الطعام الذي يعتبر المحرض الأساسي لإفراز اللعاب يحدث نقص في كمية اللعاب الموجودة داخل الفم وتزداد لزوجة المفرز منه بسبب قلة السوائل التي يتناولها الفرد ما يؤدي إلى جفاف الفضلات الطعامية المتبقية داخل الفم وتصلبها والتصاقها بسطوح الأسنان والمسافات بين الأسنان وتشكل اللويحة الجرثومية السنية التي تعتبر السبب الأساسي لأمراض اللثة والأسنان وتتوضع عليها لفترة طويلة.‏‏

إذاً فالصحة الفموية السيئة تشكل مناخاً مناسباً لتحول الزمر الجرثومية الطبيعية الموجودة بشكل دائم في الفم أو القادمة من الخارج إلى زمر جرثومية مرضية وهي تعتبر العامل المسبب الرئيسي لحدوث الأمراض الفموية عامة حيث تكمن الأهمية الرئيسية للويحة الجرثومية في محتوياتها العالية من الجراثيم التي تتمتع بكم وتنوع كبير يحدد قدرتها على إحداث النخر السني أو تشكيل القلح (الجير) وتطور الالتهابات اللثوية فتبدأ عملية تخمر هذه الفضلات وتعفنها الأمر الذي يعتبر المصدر الأساسي لرائحة الفم غير المستحبة (الكريهة) وتشكل بعض المنتجات الحامضية الخاصة التي تعمل على حل المكونات الأساسية للسن والمساهمة في تشكيل نخر سني والتهابات لثوية حديثة أو التسريع بتقدم وتطور نخر سني والتهابات لثوية قديمة التوضع.‏‏

تناول الطعام وخاصة الذي يحتوي على الألياف بنسبة كبيرة ومضغه بشكل جيد دون تسرع يعتبر من العوامل الأساسية التي تساهم في تنظيف الأسنان وتنشيط اللثة وتحريضها على النمو والتطور بشكل سليم، فعدم تناول الطعام لفترة طويلة يساهم في إبقاء فضلات الطعام لفترة طويلة داخل الفم وتعرضها للتعفن والتفسخ وذلك يؤثر في سلامة الأسنان واللثة ويسبب حرمان اللثة من عامل التنشيط الأساسي المهم بالنسبة لسلامتها واستمرار نموها بصورة سليمة.‏‏

فمن خلال ما ذكر سابقاً نجد أن العامل الأساسي الذي يؤدي إلى الكثير من المتاعب خلال الصيام ويؤثر بشدة في سلامة الأسنان واللثة هو إهمال العناية بصحة الفم والأسنان خلال فترة الصيام وعدم التقيد الكامل بالقواعد الصحية ويكون ذلك نتيجة لأسباب عدة منها ما هو ناجم عن التغير الحاصل في برنامج الحياة اليومية خلال شهر رمضان أو بسبب التخوف من الإقدام على أي إجراء وقائي أو علاجي لحماية الأسنان قد يؤدي إلى إفساد الصيام وبطلانه، لذا وجب علينا توضيح بعض التساؤلات والاستفسارات التي يكثر التساؤل عنها في شهر رمضان المبارك.‏‏

 الدكتور غياث جمال فضة‏‏

الاختصاصي بمداواة وتجميل الأسنان‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية