تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حيروقة: أين ورش عمله ودعواته بضرورة التمسك بتراب وماء الوطن؟ .. غانم: دوره ذو بعد سلبي.. يحيله إلى مستهلك لا ينتج العبرة في الفعالية والوعي

المثقفون و الأزمة
الاثنين 30-7-2012
 هفاف ميهوب

في الأزمات تعودُ الغربة إلى موطِنها ولو على جناحِ سنونوَّةٍ هاجرت بحثاً عن سبيلٍ للحياة.. تعودُ بروحٍ هائمة توقاً لكلِّ بقعةِ مجدٍ وصمودٍ وعزَّة, تدثِّرها بما يجعلُ كل أبناء الوطن يرصِّعون ذاكرتهم بالكرامة الهوية.. لكن, ولطالما اختار المثقف أن يعيش في زحمةِ الحياةِ, بحثاً عما يزيد الشمس نورا والحق قولا والوعي دورا.. نتساءل:

«يا ترى, هل لعب المثقف هذا الدور خلال الأزمة التي مرَّ بها ولا يزال الوطن السوري, بل هل لبس هذا المثقف, الوطن عباءة حبٍّ استلهم من أمانها ودفئها ما يُفترض أن يُشعل أفكاره وكلماته دفاعاً عن وطنٍ إمَّا أن يُخلِّدهُ حياً بمواقفهِ الواعية, وإمَّا أن ينفيهِ من ذاكرته وأخلاقه وثقافته مع مواقفه الرمادية أو السلبية أو العدائية؟..‏

هذا السؤال برسم الإجابة ومن مثقَّفين سألناهم أيضاً عمَّا إذا كشفت هذه الأزمة عن وجوهٍ تعرَّى معناها, وعما إذا أدَّى المثقف السوري دوره بشكلٍ إيجابي فاعل أم بصمتٍ جرَّ ثقافته إلى هدفٍ مُخزٍ وكافر...‏

- يقول الأديب والشاعر عباس حيروقة:‏

من الظلمِ والغبن جداً أن يُنظر للمثقف ويقّيم خارج حراكه الاجتماعي والنفسي والأخلاقي المتراكم لعقودٍ عديدة, والمثقف ليس لوناً واحداً يضافُ إلى لوحةٍ ما, أو صوتاً بنبرةٍ رتيبة معينة, لا بل هناك المثقف النقدي, الفعَّال, الحيوي, الوظيفي, السلطوي..الخ‏

وما المثقف بمعظم أطيافه خارج المسرح السياسي فنجد رموز الفكر والنقد العلماني, لا بل من يوصفون بما بعد العلمانية, نجدهم يتربعون على يمين التيارات الإسلاموية السلفية التكفيرية وعلى يسارهم رموز الفساد والإفساد من ساسةٍ وعسكر..‏

هذه الأزمة التي عاشها ويعيشها وطننا العظيم والتي كانت كفيلة بالغربلة والفرز, أوضحت أن المثقف العربي عامة والسوري خاصة, قادرٌ على خداعنا لأيام ولكن ليس بقادرٍ على خداعنا أبداً..‏

البعض من المثقفين, وجد ضالته في اصطفافانٍ سياسية وحزبية وطائفية عفنة.. مرحلة مرعبة بكل المقاييس طفت بها وسادت ثقافة مغايرة بالمطلق لكل ما تربى عليه المواطن السوري.. طفت ثقافة القتل والحرق والذبح على الهوية وتقطيع الأوصال, ثقافة ضرب المؤسسات وحرقها وتدمير الُبنى التحتية..الخ..‏

ومن المحزن, لا بل من المخيف جداً أن نرى أكثر المثقفين يترقبون رجحان كفةٍ ما.. يترقبون الأحداثَ بصمتٍ, ومنهم بخبثٍ ودون إبداءِ رأياً واضحاً وصريحاًَ حيال هذا الحراك الذي يشهده الوطن.. رأيّاً يتناسب وحراكهم النقدي الإبداعي المعروف لعقودٍ من خلال إصداراتهم التي تنوء بها رفوف مكتباتنا, ونصوص محاضراتهم التي شهدتها منابر المراكز الثقافية واتحاد الكتاب العرب بكافة المدن والمحافظات.. إنهم في حالة تأهُّب للتوثب والانقضاض على أي إنجازٍ قد يتم تحقيقه من هذا الطرف أو ذاك ليصدّر نفسه (المثقف) إما بطلاً ثورياً ضد القمع والظلم الفساد, وإما مناضلاً ومحارباً للإرهاب والفتنة و..الخ..‏

قد يقول قائل أن خيبة الأمل أصابته.. ولكن ممن وبمن أصيب..؟؟!!‏

أليس من المتوقع أن يحدث ما حدث - ولو بعد حين- رغم اختلافنا على زخمها وتكالب أدواتها؟.. أليس من المنطق أن يتنبأ المثقف بقدوم الوباء والبلاء إن كان يعمل بحيوية ووفاء لمنهجه الفكري..؟؟! والآن حدثَ ووقع الوباء والبلاء, أين دوره إذا استثنينا بعض الأصوات القليلة هنا وهناك..؟؟ أين ورش عمله وحواراته ودعواته بضرورة التمسك بتراب وماء الوطن.. ونبذ كل أشكال الفتن والعنف والاقتتال الطائفي.‏

والسؤال الهام والكبير أيضاً هو: أين المؤسسات الثقافية والإعلامية ودورها, لاسيما أننا نعيش حرباً حقيقية بكل المعايير؟!!.. أين الورش الوطنية الواجب إقامتها وإعلانها بحالة انعقاد دائم على كل المنابر الثقافية؟!!.. ورش تضم كُتَّاباً ومفكرين ونقاداً وأدباء.. ورش تحاول جاهدة رسم الملامح الحقيقية لما يجري في وطننا.. ورش ترصد حالات الظلم والحيف التي لحقت بمواطنينا ووطننا.. أين وزارة الثقافة؟!.. أين اتحاد الكتاب العرب؟!.. إذا تجاوزنا بعض الأصوات القليلة التي تعتبر جداً فقيرة وقليلة حيال المأساة التي نعيشها, أليس من الواجب وهذه مسؤلياتنا جميعاً حماية المواطن من التضليل.. من تركه ورقة في مهب رياح العالم..‏

أين دور هذه المؤسسات التي كنا نتبجَّح بتعدادِ الكتبِ والموظفين والنشاطات والجوائز الصادرة عنها و..و..الخ ؟؟!‏

أين هي, أم نجدها مشغولة بإعدادِ الندوات والبرامج حول كيفية التعامل مع ضيوف وسيدات القصور المخملية.. أو كيفية حماية البشرة من الجفاف ومن الرطوبة.. أو برامج تتعلق بطرق ووسائل منع الحمل.. أو في أحسنها تصفيف الورود و الشعر وآخر الصرعات في ذلك ؟؟!!.‏

بكل الأحوال هو فشلٌ ذريعٌ يُضاف إلى خيباتنا المتكررة.. فشلٌ يُسجَّل للأدبِ والشعر والنقد والفكر في سعيه المقرَّر لتعزيز ثقافة الجمال والحب والأخوَّة والوفاق بين شعوب العالم, إذ يفشل في تحقيقه بين أبناء البيت الواحد... فشل كبير في تعلُّم طرق ووسائل نبذ القبح والفساد والإفساد..‏

ختاماً أقول: لقد مرَّ وطننا الحبيب بمرحلةٍ - امتدت لعقود – مليئة بالديماغوجية والتضليل وقلب المصطلحات.. مرحلة سمحت بنمو طبقة طفيلية سواء سياسية أو دينية أو ثقافية لدرجة أنها شاعت وأصبحت ظاهرة, وتفشت فأفسدت ما لم يفسده الدهر.. وهي التي رسمت ملامح مراحل أخرى ووضع خطط خمسية تنموية..‏

هذه الطبقة غَيّبت إن لم نقل سَحقت, كل من كان يخطط للعمل بوعيٍ معرفي أخلاقي وطني.. من كان يخطط ليؤسِّس مصطلحات ومفاهيم (الوطن, المواطنة, الحرية, الديمقراطية, النزاهة..الخ ).. لتعمّ هذه المصطلحات وتسود طبقات كل المجتمع, ولتصبح ثقافة تساهم في تنمية حقيقية للوطن وللمواطن, إلا أن تلك الطبقة الطفيلية ساءها هذه المصطلحات لتضاربها مع ثقافتها القائمة على الظلم والقهر والقمع والفساد, فعمدت على تكريس ثقافةٍ مبطَّنة سخَّرت لها كل المؤسسات الثقافية والإعلامية والدينية والحزبية لإنجاح مراميها الفئوية الضيقة, ما أوقف المواطن مذهولاً كاليتيم على مائدة اللئام.. وكان لتلك المرحلة رموزها الذين نراهم اليوم ينظِّرون من خارج الوطن لا للحرية والديمقراطية والنزاهة وحب الوطن..‏

أخيراً, المشكلة أن الكثير من المثقفين ولانتماءاتٍ طائفية بحتة أو ربما حزبية أو سياسية, غير قادرين على الفصل بين الوطن الذي تكالبت عليه كل قوى الظلم, وبين أحزاب الوطن وقادة الوطن وأبناء الوطن.. وإلا ما معنى أن نسمع من العديد منهم الدعوة تلو الدعوة لمحاصرة ومعاقبة الوطن, ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك بدعوته لتوجيه ضربات عسكرية على مؤسسات ومقدرات وأبناء الوطن.. بئسَ الثقافة تلك, وبئس أولئك الذين تاجروا بالعباءة وبالعمامة وبأسماء الله وكتبه ورسله....‏

- تقول الشاعرة أحلام غانم:‏

سؤالٌ دائري يصدمُ المثقف العربي أو يصطدم الأخير به من دون مسرّة, وفي السؤال اعترافٌ بسوءٍ في الواقع العربي ينبغي إصلاحه، وفيه يقينٌ أن المثقف قادر على الإسهام في كشف السيئ ومداواته والأهم  من هذا وذاك, لماذا ترك المثقف الحصان وحيداً؟!!..‏

إن الناظر المتبصِّر في واقع الأمة عموماً، وفي الواقع الوطني على وجه الخصوص، ليدرك وبسرعةٍ, خطورة ما يجري على الساحة العربية والسورية بشكل خاص، رغم أن الحديث عن المثقف يُحيلنا إلى غرامشي: «جميع البشر مثقفون، مع الاستدراك بأن جميع البشر لا يمارسون وظيفة المثقفين في المجتمع» ولكن, ما وراء فيما يذهب إليه «غرامشي» من أن كل إنسان مثقف حتى وإن لم تكن الثقافة مهنته؟.‏

ولعلَّ أكبر ما يستدعي التوقف والنظر في «جون بول سارتر» حين  يُعرِّف المثقف على طريقته وهي أكثر تفصيل ووضوح حيث يقول: «إن المثقف هو العالم الذي يخرج باهتمامه وعمله من حدود تخصصه إلى آفاق المصالح الإنسانية المشتركة «..‏

يلحُّ السؤال  في هذه الظروف من خلال الأزمة التي تعيشها أمتنا العربية  هل انخرط المثقف بطريقة أو بأخرى في عملية إنتاج الوعي ؟..‏

 مما يتضح للجميع أن العبرة في الفعالية وليس في اسم المثقف، وعندها نجد الخيطَ الناظمَ لكل ما يجري في الساحة العربية والعالمية, ورغم تعدُّد تعريفاتِ المثقف إلا أنه يمكن أن نرجع به إلى معياريين أساسيين استند إليهما الباحثون، وهما المعيار الثقافة أي الكم المعرفي، والمعيار الوظيفة أي الدور المنوط به, فهذين المعيارين لا يخرجان عن إطارٍ معينٍ لفهم المثقف المتخصص أو مثقف النخبة، الذي  «يختزل» حقيقة الكون والإنسان في صيغةٍ مُحكمة مترابطة». أي أنهما لا يعنيان المثقف بشكلٍ عام بل بشكله الخاص الذي يتمناه المثقف.‏

 عند الحديث عن المثقف يحيلنا الأمر إلى معرفة من هو هذا المثقف مع العلم أن أي محاولة لتعريف هذا المصطلح هي بمثابة دخول في دوامة لا مخرج لنا منها، ولأن المثقف هو نتاج تجربة إنسانية, لذا فهو لا يحمل تعريف ثابت بل يختلف من زمان إلى آخر ومن مكان إلى آخر، وهذا ما يُوجبُ على دارس هذا المصطلح التأني, لتقشيره مما علق به زمانيٌّ ومكانيّ ولكي يعود إلى نواته الأولى, فيردم كل ما يعيق المكونات الثقافية عن الإسهام الفعلي والهادف في تحقيق بناء الوعي الجمعي.‏

أما عن دور المثقف الحالي والمستقبلي فالإنسانية هي الرابط الشمولي بينهما كما بين بني البشر, وعليه, أقول: إن الرابط بين  المكونات  والتنظيمات الاجتماعية في المثلث الاجتماعي، هو «الإنسانية» ذاتها, أي أن يكون مؤثراً ومتأثراً.‏

أما الأمثلة للمثقف المُغيّر والمُؤثر في المجتمع، فأعتقد أن التاريخ يزخر بنماذجٍ حية، ومنقوشة في الذاكرة الإنسانية سواء العربية أو العالمية.. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر «الأمير عبد القادر الجزائري، عبد الكريم الخطابي، ابن خلدون، محمد الفاتح، طارق بن زياد، صلاح الدين الأيوبي», ومن الغرب «مارتن لوثر، وأديسون، وأينشتاين، وجان جاك روسو».. واللائحة طويلة, وهؤلاء كلهم, وغيرهم كثر، أسهموا في التغيير, ومن هنا نفهم أن التغيير الذي نتحدث عنه ليس بمعناه العمودي أو الثوري ولا  حتى الراديكالي, بل إن  التغيير معناه أن تضيف شيئاً جميلاً وحسناً إلى «الآخر». أن تغيِّر معناه, أن تكون وسيلة بناء لا معول هدمٍ.  إن التغيير معناه أن تُسهم في تنمية نفسك، أسرتك، محيطك.. أن تغِّير معناه أن تضع بصمتك في الحياة، وتترك أثراً طيباً تُذكر به وأنت غائب غياباً حكمياً أو حقيقياً بعد الموت، وأن تغير معناه أن تُخلص في عملك.‏

والتغيير بهذا المعنى، يتحقق بفضل الأسرة المسؤولة، والمجتمع المدني النظيف، والمدرسة المواطنة، والحزب السياسي الشريف، والنفوس النزيهة. إذا تحقق  كل هذا نكون قد أعددنا المثقف المؤهل القادر على التغيير والتنمية. وفي غياب هذا البعد تتحول التنظيمات «الهوامش/حسب الشكل» إلى معاول هدمٍ تنخر جسم المثقف، وتضعف قواه، وتجهض أفكاره، وتبتلع كل  طموحاته ومشاريعه الثقافية الطموحة.‏

بالنسبةِ للسؤال عما إذا عرَّت الأزمة المثقَّف, وعما إذا كان دوره فاعلاً أم سلبياً, فأترك الإجابة للقارئ، وللمثقفين أنفسهم، ولابد من الاعتراف أن دورهم ذو بعد  سلبي، يحيل «المثقف» إلى متأثر ومستهلك، ولا ينتج رغم أنه قد يكون موسوعة ثقافية.‏

العمل الثقافي عموماً، والمثقف العربي خصوصاً، تعتريه مجموعة من التحديات التي تقضُّ مضجعه، ويجد فيها المثقف نفسه مسلوب الإرادة الثقافية، والحرية الفكرية ليغير الواقع، أو ليعبر بصدق وأريحية عما يجري في الواقع.‏

وهكذا نجد المثقف في أحيان كثيرة يشعر باليأس، وباللا تواصل مع الحراك الاجتماعي، ولا يتفاعل مع واقعه الاجتماعي.‏

ليس النقد هجوماً، كما أنه ليس رغبةً في تعرية واقع المثقف وفضحه، فقط. النقد، في أساسه، دعوة للتغيير، وتكريس لثقافة التَّجاوُز والتخَطِّي. أن نتخلَّى عن النقد، معناه، أن نتخلَّى عن التغيير، ونبقى أسرى للمُسَلَّمات.‏

لكن, لماذا نخافُ النقد ونتفاداه، هل لأننا لم نتَعَلَّمْهُ، أو لم يكن في أساس تكويننا الثقافي؟‏

أليست الديمقراطية، في أحد أقوى تعبيراتها، هي نقدٌ، لأنها دعوة لاحترام الرأي الآخر؟‏

ومن هنا يتضح - أنه  كم من شخص يُحسبُ على « الثقافة «، لكنه يخرب هذه الثقافة أكثر ما يسهم في بنائها. وعليه، فهو من باب الأولى لا يسهم في التغيير المنشود الذي تقتضيه «الثقافة البانية «, وتبعاً لذلك يكون غائباً أو مغيباً عن المحيط الثقافي، وعن ساحات المعرفة، ومجالات التنمية، كما أنه يكون مثقفاً سالباً ولا يقدم الحلول الناجعة للإشكالات المجتمعية الحساسة والقضايا الراهنة.‏

 لذا، على المثقف الهادف للتنمية أن يستعين بالصبر لتحقيق أهداف التأثير، التحدي والصمود أمام كل  المعوقات، واستحضار البعد الرسالي في مهمته الثقافية. فمشكلته الرئيسية هي الكشف عن طبيعة الإنسان المتعالية، وتغيير ما في الحياة من تعاسة وقبح ومظالم.‏

أم من الطبيعيّ أن تقفز الأسئلة عن الإنسان إلى مركز اهتمام الفكر المعاصر، ومحاولة التعرّف على سرّ آلام هذا العصر، أهي أزمة فطام، بعد ارتفاع صوت نيتشه في أواخر القرن التاسع عشر بإعلانه الفاجع بموت الإله, أم هي آلام مخاض تعلن عن ميلاد إنسان جديد؟.. هذا الإنسان الذي احتارت فيه التسميات: إنسان القطيعة، إنسان التطوّر الخالق، إنسان ما بعد الحداثة والقلق العظيم..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية