تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مجلس الشعب في جلسته الثانية.. يناقش واقع قطاع الكهرباء

دمشق
سانا
الصفحة الاولى
الثلاثاء 5-6-2012
عقد مجلس الشعب جلسته الثانية من الدورة العادية الاولى للدور التشريعي الاول برئاسة السيد محمد جهاد اللحام رئيس المجلس.

واستمع المجلس الى عرض قدمه المهندس عماد خميس وزير الكهرباء حول واقع قطاع الكهرباء في سورية والتحديات التي يواجهها‏

في ظل الظروف الحالية التي تمر بها وخطط الوزارة المستقبلية حتى عام 2030 اضافة الى هيكلية الوزارة والجهات التابعة لها وما تقوم به من مهام لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة.‏

وأوضح الوزير خميس أن عدد مشتركي الطاقة الكهربائية في سورية وصل الى حوالي 5 ملايين و 700 الف مشترك منها 4 ملايين ونصف المليون مشترك في القطاع المنزلي وحده لافتا الى ان الانتاج السنوي من الكهرباء وصل في سورية الى حوالي50 مليار كيلو واط ساعي يعتمد توليدها في الغالب على الوقود الاحفوري كالغاز والفيول.‏

وبين وزير الكهرباء ان ذروة الطلب على الاستطاعة في سورية تجاوزت 9000 ميغا واط ساعي خلال العام الماضي مشيرا الى ان قطاع الكهرباء يحتاج سنويا الى10.2 ملايين طن مكافىء نفطي علما ان الانتاج المحلي من الوقود لا يغطي احتياجات قطاع الكهرباء وهو ما يعتبر أحد أهم التحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على سورية.‏

وعرض الوزير خميس تكاليف استهلاك الوقود السنوية بالاسعار المحلية والعالمية مبينا ان تكلفة الوقود السنوية اللازمة لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية تصل سنويا الى ما يقارب من 210 مليارات ليرة سورية بالسعر المدعوم فيما تصل التكلفة حسب سعر الصرف 47 ليرة سورية للدولار ما قيمته 335 مليار ليرة سورية فيما تبلغ على سعر 62 ليرة سورية حوالي 400 مليار ليرة سورية وهي أرقام كبيرة مقارنة بالدول الاخرى التي يشابه اقتصادها الاقتصاد السوري.‏

أما نسبة القرى المغذاة بالطاقة الكهربائية في سورية فبين وزير الكهرباء انها وصلت حتى 8ر99 بالمئة ضمن اطار شبكة كهرباء وطنية واحدة غير منفصلة حيث تصل جنوب درعا بشمال القامشلي مشيرا الى ان طول شبكات الكهرباء تجاوز 180 الف كيلومتر حيث تم الانتهاء من انارة جميع التجمعات السكانية ويجرى العمل على انارة التجمعات المحدثة مؤخرا.‏

وأكد وزير الكهرباء ان الوزارة تبذل جهودا حثيثة للتغلب على الصعوبات التي تواجه عمل هذا القطاع الحيوي والمتمثلة بنمو الطلب على الطاقة وعدم التوازن المالي الناتج عن الفرق الكبير بين ما تقدمه الدولة من دعم مالي كبير للكهرباء وبين ما تحصل عليه نتيجة عمليات الجباية اضافة الى عدم وجود احتياطي دوار كمحطات توليد جاهزة لتلبية الطلب على الطاقة نتيجة الاعطال والحوادث الاستثنائية.‏

وأوضح ان الازمة التي تمر بها سورية أثرت بشكل كبير على قطاع الكهرباء من خلال توقف العمل بكثير من اتفاقيات التعاون مع البنوك العالمية الخاصة بتمويل مشاريع توليد الطاقة الكهربائية والتي تقدر بحوالى مليار ونصف مليون دولار وعدم التزام البنوك الدولية والعربية والاسلامية بتعهداتها لتمويل مشاريع الكهرباء اضافة للاضرار الكبيرة الناجمة عن أعمال التخريب التي ارتكبتها المجموعات الارهابية المسلحة واستهدافها للبنى التحتية ومحطات التوليد وخطوط التغذية الكهربائية وأنابيب نقل الوقود اللازم لتشغيل تلك المحطات وصعوبة تأمين الوقود المستورد وخاصة الفيول.‏

وبين الوزير خميس ان الوزارة أعدت خطة استراتيجية حتى العام 2030 خاصة بقطاع الكهرباء تشمل تأمين المتطلبات الفنية من محطات توليد وتحويل وخطوط نقل لازمة لتنمية هذا القطاع والاستثمارات المتوقعة فيه اضافة لادخال الطاقات المتجددة البديلة واشراك القطاع الخاص في الاستثمار بقطاع الكهرباء.‏

وكشف انه في حال توفر الوقود والفيول اللازم لعمل محطات التوليد بشكل كامل خلال فترة الصيف القادم والشتاء الذي يليه فان العجز في تأمين الطلب على الطاقة الكهربائية سيكون محدودا بشكل كبير ولن يؤثر على المواطنين بشكل مزعج مشيرا الى ان العمل جار بمشاريع التوليد في كل من محطات دير على ودير الزور وجندر والسويدية لتأمين الطلب المتزايد من الطاقة وتقليل فترات التقنين الى أدنى مستوى.‏

ورأى عدد من أعضاء المجلس اهمية ان تكون الجلسة مخصصة لمناقشة الظروف الراهنة في البلاد وخطة عمل المجلس للمرحلة القادمة وتشكيل اللجان المختصة به واعادة النظر بالنظام الداخلي فيه وتعديله لتفعيل اليات عمله ودوره الرقابي.‏

وفي معرض رده على الاعضاء أشار رئيس المجلس الى أن المجلس طلب من رئاسة مجلس الوزراء مشاركة عدد من الوزراء في جلساته القادمة بغية تعزيز التواصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والوقوف على عمل الوزارات ذات الصلة المباشرة بالواقع المعيشي للمواطنين والاطلاع على برامج عملها وما تنفذه والمعوقات التي تعترض سير عملها لما لذلك من أهمية في تشكيل رؤية واضحة لدى المجلس ليتمكن من تحليلها وطرح الحلول لمعالجتها والانطلاق بعمله الدؤوب الذي يظهر جليا في رغبة اعضائه المجلس وحماسهم للعمل مؤكدا أهمية تنظيم العمل خلال الجلسات والتوافق بين الاعضاء والعمل يدا واحدة خدمة للوطن الذي يمر بظروف استثنائية.‏

ولدى فتح رئيس المجلس المجال لطرح الاسئلة المتعلقة بوزارة الكهرباء قدم الدكتور علي حيدر باسم كتلة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير نقطة نظام معتبرا ان جدول اعمال الجلسة غير دستوري لكونه يحتكم الى النظام الداخلي القديم للمجلس وان هذا يتناقض نصا وروحا مع الدستور الجديد من حيث انتقال النظام السياسي للدولة من قيادة الحزب الواحد للدولة والمجتمع الى نظام يقوم على مبدأ التعددية السياسية ورأى ان هذا الامر يعني البطلان الدستوري لكثير من احكام النظام الداخلي الذي يحكم عمل المجلس حاليا.‏

واشار حيدر الى أن مبدأ التعددية السياسية الدستورية يقوم أساسا على احترام حق الكتل النيابية في التوافق معها على جدول اعمال الجلسة وتمثيلها في اللجان الهامة ورئاسة بعضها داعيا الى تعليق الجلسة ريثما يتم التشاور بين كتل الاكثرية وممثلي الكتل المختلفة مع رئيس المجلس بهدف التوافق على الجدول.‏

وشرح رئيس المجلس لمندوب سانا عقب الجلسة مدى توافق مداخلة الدكتور حيدر مع الدستور فقال عندما فتحت باب طلب الكلام من الزملاء أعضاء مجلس الشعب لطرح أسئلتهم الشفوية المتعلقة بوزارة الكهرباء على وزير الكهرباء الذي كان حاضرا للجلسة رفع الدكتور علي حيدر يده طالبا الحديث بنقطة نظام وقد أذنت له بالكلام فورا فطعن بدستورية جدول الاعمال وقد أجبته بأن نقطة النظام التي طرحها لا تتوافق مع الدستور وقد تلوت نص المادة 154 من الدستور التي تنص على ما يلي: تبقى التشريعات النافذة والصادرة قبل اقرار هذا الدستور سارية المفعول الى أن تعدل بما يتوافق مع أحكامه على أن يتم التعديل خلال مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات ميلادية وهذا يعني أن النظام الداخلي ما زال ساري المفعول بقوة الدستور كما أن المادة 192 من النظام الداخلي قد أنزلت هذا النظام منزلة القانون وأنه لا يجوز تعديله الا وفقا للاحكام المذكورة فيه.‏

واضاف رئيس المجلس عليه فان النظام الداخلي قد رسم طريق تعديله في متن المادة 193 منه حيث نصت على ما يلي:‏

أ- يجوز تعديل أحكام النظام الداخلي بناء على اقتراح مكتب المجلس أو عشرة أعضاء على الاقل.‏

ب- يعرض اقتراح الاعضاء على المجلس لاحالته للجنة الشؤون الدستورية والتشريعية.‏

ج- يشترط لاقرار التعديل أن توافق عليه الاكثرية المطلقة لمجموع الاعضاء.‏

كما حصرت المادة 70 من النظام الداخلي اختصاص دراسة مدى اتفاق مشروع تعديل النظام الداخلي مع الدستور باللجنة الدستورية ليصار بعدها الى مناقشته من قبل أعضاء المجلس مادة مادة والتصويت عليه.‏

وأكد رئيس المجلس أنه طالما لا يوجد مقترح أو مشروع لتعديل النظام الداخلي ولم تشكل لجان المجلس الى الان بما فيها اللجنة الدستورية والتشريعية فان ذلك يعني أن نقطة النظام التي طرحت لا تتوافق مع الدستور والنظام الداخلي الامر الذي اقتضى الالتفات عنها ولاسيما أنه لم يمض على بدء أعمال جلسات المجلس سوى بضعة أيام.‏

وكان عدد من الاعضاء اكدوا في مداخلاتهم خلال الجلسة ضرورة الانتقال من التصريحات الى الافعال والعمل على اعادة النظر بالقرارات الخاطئة التي اتخذتها وزارة الكهرباء التي تركت اثارا سلبية على المزارعين ولاسيما في محافظة الحسكة لتخفيف معاناة الفلاحين وايلاء موضوع تغذية الابار الزراعية بالكهرباء الاهمية الكبيرة في ظل ارتفاع اسعار المازوت لانعكاس ذلك على المواسم الزراعية ولاسيما القمح ودوره في الامن الغذائي مع ضرورة اعادة النظر بأسعار شرائح الكهرباء وتعديلها بما يتوافق مع تموضع المحافظات جغرافيا وظروفها المناخية.‏

ودعوا الى ضرورة بيان مقدار الهدر في وزارة الكهرباء واجراءات الوزارة لخفض الفاقد الكهربائي والاستجرار غير الشرعي ولاسيما في اماكن السكن العشوائي والمخالفات والتأكيد على كفاءة عناصر التأشير والقراءات ولاسيما انهم صلة الوصل مع المواطن واثر قراءاتهم الخاطئة على المواطن والدولة متسائلين عن خطط الوزارة التنموية لجهة استثمار الطاقات المتجددة ووضع الخطط الكفيلة بذلك وآليات تطبيقها وتعميمها وزيادة التوعية بأهمية ترشيد الطاقة والى اين وصلت مشاريعها في دعم استخدام السخان الشمسي والمصابيح الموفرة للطاقة ومشروع التأشير الالكتروني.‏

وتساءل عدد من الاعضاء حول اجراءات الوزارة لنقل احمال الذروة الى اوقات أخرى ومدى جدية الشركة السورية للشبكات في اصلاح الشبكات التي تتعرض للتخريب والاعتداء في الاحياء والمدن والمحافظات السورية والحفاظ على جاهزية الشبكة الكهربائية في محافظة درعا وجدوى تخفيض عدد مراكز الجباية فيها الامر الذي يشكل عبئا على المواطنين.‏

وطالب الاعضاء بالاسراع في تنفيذ وتركيب محطات التحويل في الاماكن التي لا يوجد فيها محطات واقامة خطوط احتياطية في بعض المناطق التي تتعرض لعوامل جوية تتسبب بانقطاع التيار الكهربائي ولاسيما في الزبداني وبلودان والعمل على استبدال الشبكات الهوائية بأخرى ارضية ما يقلل تأثرها بالاجواء العاصفة والحد من عمليات الاعتداء والسرقة عليها.‏

ورفعت الجلسة الى الساعة الثانية عشرة ظهرا من اليوم الثلاثاء.‏

حضر الجلسة المهندس غياث جرعتلي وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية