منذ بدء الأحداث التي افتعلها حكام وأمراء وملوك في السعودية والخليج، لكن ما يستغربه السوريون، الحد الذي وصل إليه أولئك الأعراب الفاسدين من الصمم وقلة الفهم، بأن كل ما يتخذونه من إجراءات وقرارات تضر بالشعب السوري الذي يدعون زوراً وبهتاناً الحرص على مصالحه وراحته، أم أنهم يعرفون ويحرفون، ومغلوباً على أمرهم لأنهم يتلقون أوامر وما عليهم سوى تنفيذها خاضعين أذلاء كما اعتادوا.
وهل يعقل أن تقوم منظمة كالجامعة يفترض بها أن تدافع عن حقوق العرب ومكاسبهم وهويتهم وثقافتهم وحرية فكرهم واقتصادهم وكيانهم وهمومهم وآمالهم، أن تكون ضداً واضحاً وعدواً غاصباً لكل تلك الحقوق التي يجب أن تدافع عنها، والسبب هو انقيادها الأعمى وراء ثلة من الجهلة الذين لم يتعلموا مبادئ النحو والإملاء، ولا قراءة البيانات التي تكتب لهم وتوضع على طاولاتهم عنوة.
و«معذورون» أولئك الحكام والأمراء، ربما لأنهم لا يدركون المخاطر الحقيقية لانقيادهم من قبل الأميركيين والأوروبيين والأتراك والصهاينة، ولا يعرفون أن نهايتهم ستكون على أيدي أولئك بعد أن أيقنوا أنهم ضعاف النفوس، لا موقف لهم ولا وجوداً إلا على طاولات المقامرة و واللهو.
فمع أن القرار شهادة امتياز للإعلام السوري وشهادة على أنه ليس قادراً على كشف فبركاتهم وكذبهم وزيف ادعاءاتهم، عن حقيقة ما يجري من أحداث مؤسفة دعموا منفذيها بالمال والسلاح فحسب، إنما ذاك القرار اعتراف واضح وصريح أن هذا الإعلام يزعجهم ويؤرقهم وإذا استمر بفضح ألاعيبهم ستلاحقهم لعنات الشعوب التي تأذت منهم إلى لحودهم، لذا لم يجدوا بداً من حجبه، لكنهم لا يدركون أن شمس الحقيقة لن يغطيها الغربال القطري والسعودي ولا الإمعان في المخطط التآمري العدواني، والإعلاميون السوريون مستمرون بإيصال رسالتهم وقادرون على تجاوز تلك القرارات ولو كلفهم ذلك حيواتهم.