السلام.. على طريقة طالبان!!
هيرالدتريبيون ترجمة الأربعاء 6-6-2012 ترجمة غادة سلامة طالبان لا تريد السلام ولن تجنح للصلح مع الحكومة الأفغانية الحالية هذا ما تؤكده الأحداث المتلاحقة وسلسلة الاغتيالات الأخيرة لمسؤولين أفغان سابقين وللأصوات المعتدلة ضمن حركة طالبان نفسها فطالبان لا تريد الجلوس على طاولة التفاوض وإن جميع محاولات الصلح معها باءت بالفشل فكم من زعيم في حكومة طالبان قتل لمجرد التفكير فقط في موضوع السلام مع الحكومة الأفغانية.
وحاول الوصول إلى حل، بالعنوان العريض طالبان لا تريد السلام إلا على طريقتها وعندما تستطيع فرض شروطها على الأرض وعندما تكون هي في مركز القوة كل المؤشرات والمعطيات تدل على هذا الشيء والدليل هو القضاء على أي صوت معتدل داخل هذه الحركة ينادي بالسلام مع أميركا والحكومة الأفغانية وبعد حادثة اغتيال برهان الدين رباني الرئيس الأفغاني السابق والمكلف من قبل الرئيس الحالي حامد كرزاي بالتفاوض مع طالبان تأتي اليوم حادثة أخرى مشابهة لها هي عملية اغتيال ارسال رحماني الوزير السابق في حكومة طالبان والرجل الأبرز في المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان لقد عرف هذا الوزير الطالباني بمواقفه المعتدلة وغير المتشددة وهو الشخص الذي تم تكليفه رسميا بالتفاوض مع حكومة طالبان فقد وجد مقتولا في سيارته عندما كان في طريقه إلى مكان عمله عندما فتح مسلح مجهول النار باتجاه رحماني وارداه قتيلا لقد تحول رحماني إلى مفاوض سلام وانضم إلى المجلس الأعلى للسلام وبذل جهودا كبيرة لإقناع جماعة طالبان القبول بفكرة السلام، يذكر أن رحماني كان يقطن في كابول العاصمة وهو يعيش حياة هادئة ويتصرف بحرية كما يشاء تحت حراسة وحماية خاصة من قبل قوات الأمن الأفغانية، الحكومة الأفغانية نعت رحماني واعتبرته خسارة كبيرة للسلم الأهلي الأفغاني لقد اثر موته كثيرا على استقرار الأوضاع في أفغانستان.
وقد لعب هذا الوزير دورا كبيرا في محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وعناصر طالبان لأنه شخص موثوق به لدى طالبان وكان رحماني معروفا بمواقفه المعتدلة، الناطق الرسمي باسم جماعة طالبان زابيلاح مجاهد أدان الحادثة وأنكر وجود أي علاقة للحركة في اغتياله ونفى مسؤولية جماعة طالبان عن الحادثة وهي لم تتبنها أصلا ويذكر أن رحماني كان دائما هو الناطق الرسمي باسم طالبان أثناء محادثات السلام وان التصريح لطالبان عن عدم مسؤوليتها عن اغتيال ارسال رحماني يناقض أفعالها وهي التي توعدت مرارا وتكرارا أعضاء المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان بقتلهم إذا حاولوا إجبارها على الصلح مع الحكومة الأفغانية والواضح للعيان أن طالبان لم ولن تتفاوض مع احد بالرغم من التسريبات الكثيرة عن وجود تيارين مختلفين داخل الجماعة احدهما متشدد والآخر معتدل وان سلسلة الاغتيالات الأخيرة إذا دلت على شيء واحد هو وجود طرف معاد في المشهد السياسي الأفغاني يريد ضرب جهود السلام المبذولة لحل المشكلة وهو طرف على ما يبدو له مصلحة في ما يجري على الساحة الأفغانية وتأتي هذه الخروقات الأمنية في أفغانستان بعد التصريحات الأخيرة للحكومة الأفغانية بأنها تستعد لتسلم المسؤولية الأمنية من قوات حلف شمال الأطلسي الناتو.
لأن حلف الناتو قرر الانسحاب من أفغانستان في عام 2014 نظرا للخسائر الكبيرة التي لحقت بالعاملين ضمن قوات هذا الحلف فيوميا يعلن عن مقتل عدد من الجنود التابعين لقوات الناتو بانفجار عبوات ناسفة بدائية الصنع مما سبب وصول عدد قتلى الناتو إلى 157 جندياً ومن جنسيات مختلفة منذ بداية عام 2012 لغاية هذا التاريخ وقد كان من ضمن القتلى جنديان بريطانيان كانا يقومان بحراسة اجتماع لمسؤولين محليين في مقاطعة هلمند جنوب البلاد وقد قتلا على أيدي قوات الشرطة الأفغانية حلف شمال الأطلسي كشف عن مقتل العديد من جنوده مؤخرا خلال هجمات متفرقة الأمر الذي أثار حفيظة قادة حلف شمال الأطلسي الذين طالبوا دولهم بإيجاد حل عاجل وسريع للحد من مقتل جنودهم في أفغانستان وتسليم السلطة للحكومة الأفغانية بأسرع وقت ممكن
بقلم رودنور دلاند
|