تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مجزرة الحولة .. يقتلون القتيل ويمشون في جنازته!!

برافدا
ترجمة
الأربعاء 6-6-2012
ترجمة: ليندا سكوتي

ذكر تقرير الأمم المتحدة أن 49 طفلاً و34 امرأة كانوا في عداد الذين لقوا حتفهم فيما يسمى «مذبحة الحولة». أما بعض أعضاء مجلس الأمن فلم يتوانوا عن توجيه أصابع الاتهام إلى القوات السورية فور حصول المجزرة ناسبين إليها القيام بعمليات قصف المناطق السكنية بالمدفعية والدبابات.

لا ريب بأن توجيه مثل هذا الاتهام أمر في غير محله لأنه صدر قبل معرفة وتحديد المسؤول عن الحدث لا سيما وقد فند الواقع تلك المقولة مؤكدا بأن حالات القتل جاءت نتيجة استخدام أسلحة نارية ذات مدى قريب وأن الاعتداء الجسدي بدا واضحا على القتلى المدنيين الذين وُجدت ثقوب في رؤوسهم جراء الرصاص الذي أطلق عليهم من قرب.‏

وأكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن معظم إصابات الضحايا الذين بلغ عددهم 108 في المجزرة كانت عن قرب وأن أغلبهم كانوا من النساء والأطفال وعائلات أبيدت في منازلها حيث تم القتل بأسلوب الإعدام، وإننا نرى بأن ما جرى في الحولة هو أحد أساليب وطرق الناتو (المتمثل بفرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة) الذي دأب على دعم الإرهابيين في جميع أنحاء العالم وبدا دوره جليا في كل من ليبيا وسورية.‏

ومما يثير الدهشة والاستغراب أنه في كل مرة يقترب بها موعد جلسة لمجلس الأمن أو يعهد إلى كوفي عنان بعمل معين نفاجأ بحادث مماثل الأمر الذي يؤكد أن ما حصل لم يكن من قبيل المصادفة، وأعاد بنا الذاكرة إلى «مجزرة راتشاك» التي ألقيت بها اللائمة على القوات الصربية في عمليات القتل ومن ثم ثبت عدم صحة هذا الادعاء وأن الأمر لم يكن سوى خدعة رتبتها منظمة حلف شمال الأطلسي لتتخذ منها ذريعة في الهجوم على يوغسلافيا.‏

وقد تعددت الروايات التي حاكتها الفئات المعارضة حول مجزرة الحولة لكنها كلها تصب في اتجاه واحد وهو تشويه صورة وسمعة الجيش السوري لكن الواقع يكذبهم جميعا إذ إن الكثير ممن قتلوا كانوا من الموالين للسلطة، ومما يثير الأسف في نفوسنا أن وسائل الإعلام الغربية دأبت للحصول على معلوماتها من مصدر واحد هو الإرهابيون الذين يطلقون على أنفسهم صفة «المعارضة».‏

وإن إلقاء اللوم على الحكم في سورية فور حصول المجزرة أعطى فرصة للقتلة الحقيقيين للإفلات من العقاب على ما اقترفوه من جرائم، وفتح الباب أمام المزيد من المجازر ولاشك بأن من اختار التحريض وارتكاب الجرائم هم من ينكر بأن سورية تتعرض لمخاطر الإرهاب وأن المجموعات الإرهابية المنظمة هي من يخرق القانون. وفي هذا السياق، شهدنا مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس تدعو زملاءها في مجلس الأمن لجلسة مغلقة لمناقشة المجزرة التي حصلت، ولخشيتها من استخدام حق النقض فقد دعت بعض أعضاء المجلس للتحرك خارج توجهات مجلس الأمن وخطة أنان.‏

ويبدو أن بان كي مون قد تجاهل الحقيقة عندما طالب الحكومة السورية «بوقف الهجمات» دون أن يطلب ذات الطلب من الجانب الآخر، وقد تزامن ذلك مع ما أقدمت عليه الدول الغربية من طرد للدبلوماسيين السوريين في استعراض للقوة ماثلوا بها الطاووس عندما يفرش ريشه في محاولة منه للتعبير عن الخيلاء والتبجح به.‏

وفي هذا المقام، على كل عاقل أن يتساءل: من المستفيد من حدوث هذه المجزرة بهذا الوقت؟ فهل من مصلحة سورية إفشال خطة السلام التي اقترحها عنان؟ بالتأكيد لا فليس لدى الحكومة السورية أي دوافع للقيام بهذا العمل لا سيما وأن مراقبي الأمم المتحدة يتواجدون في شتى أنحاء البلاد.،وأن ما جرى ينصب في مصلحة الناتو (المتمثل بفرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة) والصهيونية والإرهاب.‏

إن ما نشهده اليوم يمثل قمة الفساد الأخلاقي، والشر المستطير، وخرق القانون، وما يزيد في نفوسنا الاستهجان ما يقوم به محور الناتو (المتمثل بفرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة) والصهيونية من تسليح وتمويل وتحريض للقتلة والإرهابيين ومن ثم استنكار تلك الجرائم بإلقاء اللوم على الحكومة السورية التي لا مصلحة يمكن أن تجنيها جراء قتل الأطفال الأبرياء.‏

وفي هذا السياق، نستطيع القول بأن ما جرى من جرائم ليست في الواقع إلا تمهيدا لاتخاذه ذريعة للقيام بهجوم عسكري على غرار راتشاك في صربيا، أو على غرار ما حيك حول وجود معسكرات يتم فيها الاغتصاب وإلقاء أطفال خارج الحاضنات ووجود أسلحة دمار شامل وغيرها من الافتراءات التي اتخذ منها ذريعة للهجوم على القذافي.‏

وفي حين قررت الأمم المتحدة إجراء تحقيق خاص بشأن ما حدث في الحولة من قتل عمدت كل من الولايات المتحدة وحلفائها، وقبل مباشرة التحقيق وظهور نتائجه، إلى تحميل النظام السوري وحده المسؤولية عن أعمال العنف، وأخذوا بالترويج لمجموعة من الأكاذيب بغية تأكيد ادعاءاتهم.‏

لقد حصلنا على وثائق وشهادات من أشخاص شاهدوا ما جرى على أرض الواقع كما وأننا على قناعة تامة بأن الأمم المتحدة تعلم جيدا من هي الجهة المسؤولة عما حصل، لذلك نتساءل عن مدى صدق وواقعية التحقيقات التي ستجريها الهيئة الدولية؟‏

لكن إن عمد الناتو إلى شن هجوم على سورية فمن حق هذا البلد الدفاع عن نفسه بمختلف السبل وضرب المحرضين على العنف داخل البلاد أو في أي مكان آخر. ونحن نعلم بأن نية الناتو (المتمثل بفرنسا وبريطانيا وأمريكا) والصهاينة هو إبادة كل من يناهض خططهم الشيطانية في السيطرة على العالم. ومن يريد التأكد من ذلك فما عليه سوى الوقوف على أساليبهم التي اتبعوها في العراق وليبيا من قتل وتدمير وهم الآن يضعون سورية نصب أعينهم كموقع هام يسهل لهم ما يزمعون القيام به من حرب على إيران.‏

وفي نهاية المطاف، على السوريين أن يعملوا على إبقاء بلادهم حرة أبية مهما بلغ الثمن والتضحيات وإلا سيجدون أنفسهم في ذات الشرك الذي وقع به غيرهم ومع نفس الأعداء على غرار ما حدث في ليبيا، وأن يأخذوا باعتبارهم بأن عددا كبيرا من الإرهابيين الذين كانوا هناك قد توجهوا إلى سورية.‏

ليبارك الله ويحمي الشعب السوري من الإرهاب والتدخل العسكري ولعن الله الأرواح الشريرة التي يحملها محور الناتو (المتمثل بفرنسا وبريطانيا وأمريكا)وإسرائيل.‏

 بقلم: ليزا كاربوفا‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية