|
|
دلالة ارتباط الوهابية بالمشروع الغربي ثقافة الذي لم يخرج من بلد إلا وترك فيه من الإشكالات ما يجعل منه عرضة للكثير من الأمراض والانقسامات فهم يخرجون منه ويبتكرون فيه من الأدواء ما يشبه الأمراض المستعصية وقد تمكنوا من طبخ المقولة الوهابية بالاتفاق مع محمد بن عبد الوهاب ولسنا ندري هل الأفكار التي قدمها شيخ الوهابية فيما بعد.. هل اعتقد أنها أفكاره أم أنهم أوحوا له بها فتبناها حتى اعتقد جازماً أنها من إبداعه هو، وهذا لا يعنينا في شيء الآن بعد أن بلغت مبلغها وأتت أكلها الذي طعم منه البريطانيون الكثير الكثير وخلفهم أبناء عمهم الأميركان على ما تبقى بتركيز صهيوني بارع. -2- بعد أن التحق الجاسوس البريطاني همفر بالشيخ ابن عبد الوهاب في نجد وبعد أن جرت تهيئة مدروسة للجمع بين محمد بن سعود مؤسس الدولة (السعودية) الأولى والشيخ ابن عبد الوهاب من قبل وزارة المستعمرات في بدايات القرن التاسع عشر بدأ الانكليز بتنفيذ تلك الخطة فالشيخ ابن عبد الوهاب للدين وابن سعود للسلطة ويصرح الجاسوس البريطاني في مذكراته فيبين هدف رأس جبل الجليد العائم على الأقل فيقول: (ليستولوا على قلوب الناس وأجسادهم فإن التاريخ أثبت أن الحكومات الدينية أكثر دواماً وأشد نفوذاً وأرهب جانباً)(1). وباشر الشيخ ابن عبد الوهاب يلمح وأحياناً يصرح بدعوته لأقرب الناس إليه وجمع ذلك البريطاني لفيفاً من الرجال الأقوياء حول (الشيخ) وزودهم بالمال وكان (الشيخ) يكاد ينكص على عقبيه لما لاقاه من مقاومة إذ كلما أظهر الدعوة أكثر صار أعداؤه أكثر وأحياناً كان يريد التراجع ولكن الشيطان البريطاني الموكل به كان لا يتركه فقد جمع إليه عدداً من الشياطين الأخر وعددهم أحد عشر شيطاناً أظهروا جميعاً أنهم عبيد اشتروا بالمال وعنهم يقول همفر: «وقدتزوجنا جميعاً من بنات العشائر وقد أعجبنا بإخلاص المرأة المسلمة لزوجها، وبذلك اشتبكت أواصر الصلة بيننا وبين العشائر أكثر فأكثر، والأمر يسير الآن من حسن إلى أحسن ص85. وحين يصيب الشيخ ابن عبد الوهاب وهن، أو تردد، أو يحيط به الخوف مما هو مقدم عليه، ومطلوب منه، كان ذلك الجاسوس يشجعه، ويقوي من عزيمته، ويضرب له المثل بالرسول صلوات الله عليه وآله، وكم لاقى في سبيل ذلك وتمكن من زرع عدد من العيون في أماكن محيطة، وصارت تصله الأخبار، حتى إنه تمكن من إفشال خطة اغتيال لابن عبد الوهاب، وعنه يقول ذلك الشيطان الإنكليزي. لقد وعدني الشيخ بتنفيذ كل الخطة السداسية، إلا أنه قال إنه لا يتمكن في الوقت الحاضر إلا على الإجهاز ببعضها، وقد استبعد الشيخ أن يقدرعلى هدم الكعبة ص 84. إذن ثمة خطة اتفق عليها مع مؤسس الوهابية، واتفاقه كان لا شبهة فيه، فقد وضع الأسس الوهابية ذهاقنة الإنكليز، في أعلى موقع لهم يهتم بالخارج، وهي وزارة المستعمرات، فما الخطة السداسية؟ أيضاً ندع الكلام لذلك الجاسوس الذي يبينها واضحة جلية،وهي: 1- تكفير كل المسلمين، وإباحة قتلهم، وسلب أموالهم، وهتك أعراضهم، وبيعهم في سوق النخاسة، وحلية جعلهم عبيداً، ونساءهم جواري. 2- هدم الكعبة على أنها آثار وثنية إن أمكن, ومنع الناس من الحج، وإغراء القبائل بسلب الحجاج وقتلهم. 3- السعي لخلع طاعة الخليفة، والإغراء لمحاربته، وتجهيز الجيوش لذلك، ومن اللازم أيضاً محاربة(أشراف الحجاز)بكل الوسائل الممكنة، والتقليل من نفوذهم. 4- هدم القباب والأضرح والأماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد التي يمكنه ذلك فيهاعلى أنها وثنية وشرك. والاستهانة بشخصية النبي(محمد) وخلفائه ورجال الإسلام بما يتيسر. 5- نشر الفوضى والإرهاب في البلاد حسب ما يمكنه ذلك. 6- نشر قرآن فيه التعديل الذي ثبت في الأحاديث من زيادة ونقيصة ص 81 فلندقق فيما نفذ من هذه الخطة، غير ناسين أن الذي لم ينفذ منها كان بسبب عجز كل من ابن سعود وابن عبد الوهاب عن تنفيذه، إذ لم يكن بمقدورهما ذلك، فمن يجرؤ على هدم الكعبة، بقصد إزالتها نهائياً كأثر وثني؟! صحيح أنها تعرضت للهدم أكثر من مرة غير أنها في غالب ما حدث كانت تهدم لأسباب قتالية بحتة ثم يعاد اعمارها، ومن يستطيع تغيير القرآن الكريم وهو ليس مساحة جغرافية بل هو مساحة الروح لدى المسلمين في جميع بقاع الأرض؟! لقد نفذوا من الخطة ما أمكن وهو الفقرة الأولى بكاملها التكفير والقتل والسلب وهتك الأعراض الخ.. وقد عرفت منهم بلاد نجد والحجاز والبلدان التي غزوها كل هذا وما هو أسوأ وبعضه مازال في الذاكرة المتوارثة شفاهاً في تلك البلاد وأهيل الكثير من رمال النسيان على بعضه الآخر لكي لايظل في الذاكرة يحفز الأبناء ضد هؤلاء الذين كان افتتاح حضورهم على مسرح الأحداث العامة على يد الانكليز وها هم الآن حين بلغت أمور المواجهة مع الصهاينة حداً تستطيع فيه هذه الأمة أن تواجه المشروع الصهيوني الاستعماري.. هاهم يخرجون بألبسة أمروصهيونية بارزين إلى القتال ضد مراكز المقاومة وهم في حراكهم العام لم يخرجوا عن النصوص التي وضعها لهم الانكليز من تكفير ومن تهنئة ودعم للانتحاريين. تقول كتب التاريخ الحديث غير البعيد إن الوهابية في بداية انتشارها شنت سلسلة من الحروب سموها (غزوات) وهي ذات التسمية التي ماتزال معتمدة في بيانات هذه الجماعة على اختلاف تسمياتها وهم يوحون للناس بمثل هذه التسمية أنهم يتتبعون خطا الرسول الذي خرج في العديد من الغزوات لأهداف إنسانية وطنية كبرى غير أنهم يأخذون ذلك من مواضع أبعد من الأعرابية الجاهلية ومن غزو القبائل لبعضهم وما كان يعقب ذلك من مآس وفظاعات كالسبي والاسترقاق والتدمير. البند الثالث الذي هو خلع الخليفة، هذا تجاوزه الزمن ولم تعد الأزمنة الحديثة تتقبل عودة ذلك حتى حين تقف امبراطورية الشر وراء أردوغان العثماني فقد ولت تلك الأيام. البند الرابع نفذ بكامله وخاصة في بلاد الحجاز ونجد وبقية المساحة الواقعة تحت حكم آل سعود. وتقول الأحداث إن أتباع الوهابية التكفيرية ظلوا أكثر من شهر وهم لا عمل لهم إلا مباركة هدم تلك الأماكن ذات القيمة التاريخية والفنية وذات الدلالة الفكرية أو الأمثولية فعلوا ذلك وهم ينفذون خطة البريطانيين لإطفاء بعض ما تثيره في النفس تلك المواقع من مشاعر الانتماء والارتباط والاقتداء وإلا فمن الذي يعبد حجراً أو يسأل شيئاً من ميت؟!!. البند الخامس ها هو الآن بكامل حضوره في عدد من بلدان العرب والمسلمين (نشر الفوضى والإرهاب في البلاد حسب ما يمكنه ذلك) فهل الذي نراه على الأرض حيث عنينا إلا هذا؟ إن ما ذكرناه وما نشهده من وقائع على الأرض لابد من ربطه ببعض ماجاء في بروتوكولات صهيون وسوف نجد أن الروح واحدة ولا نستبعد أن يكون وراء ذلك كف صهيونية، فالصهيونية متغلغلة بطريقة لها خصوصيتها لدى الانكليز، بيد أنه لابد من الربط بين ما قامت عليه الوهابية التكفيرية وتلك البروكولات دون أن نغفل عن ذلك السعار الوهابي الذي جاء في وقت بدأ فيه المشروع الصهيوني في الأرض المحتلة يشعر بخطر أن لا يكون أو لا يكون، فهل هي هبة من نوع خاص لنجدة أبناء العم؟!!
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
