تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صلاح الشرنوبي

ذكريات في الفن
الأربعاء 6-6-2012
عادل أبو شنب

ننشر اليوم الزاوية الثانية من أصل الزوايا الثلاث التي أودعها الراحل الأستاذ عادل أبو شنب لدينا أمانة قبل وفاته ..

في النصف الأول من العقد الأول من هذا القرن كنت في البيت الذي استأجره في القاهرة ، ويقع في شارع الجامعة العربية في الجيزة ، وعندما خرجت لأبتاع صحفي وأجلس في مقهاي القريب رأيت صديقاً فسلمت عليه ، وسرنا معاً بضع خطوات وإذا به يقول لي انظر هذا الملحن الشهير صلاح الشرنوبي ، تأملته فوجدته أقرب إلى الوسامة منه إلى عدمها ، وعليه علامات ذكاء ، فرغبت في أن أحدثه لكنني لم أستطع لأنه مشى في الطريق المخصصة للمشاة ، وابتعد عني ، وهكذا عرفته ولم أعرفه .‏

وعندما علمت أنه اختطف هو وأحد زملائه الفنانين ، قبل مدة قصيرة ، تراءى لي يوم شاهدته في شارع جامعة الدول العربية ، والواقع أنني حزنت أن يختطف فنان بعد منتصف الليل من قبل عصابة ملثمة ، تقودها مطربة جديدة .‏

أعتقد أنه حادث اختطاف أول لفنان مهم ، منذ كانت لفن في مصر هذه الضجة التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر ، وتعززت بظهور السينما المصرية ، وارتقاء فن التلحين الذي يعمل فيه جيش من الفنانين ، كان من بينهم صلاح الشرنوبي ، الذي لم يتعلم الموسيقا في معهد عالٍ بل تعلم العزف على آلتي العود والكمان بجهد شخصي وبالموهبة وحدها ، وقفز من العزف إلى مهنة التلحين فكان أول لحن مغنى له ما غنته وردة ذات يوم (بتونس بيك) ، وهي الأغنية التي جعلته يقفز من ملحن مجهول إلى ملحن كبير معترف به كواحد من العباقرة ، المصريين الملحنين .‏

كان صلاح الشرنوبي مهندس ميكانيك وعلى الرغم من أنه عمل في هذه المهنة ، إلا أن هوايته قادته إلى ميدان آخر لا بد أنه أحبه وهجر مهنته من أجله ، والطريق أن زعيمة العصابة هي مطربة جديدة كلفته بتلحين أغنية لها ، لكنها كانت تضمر أن تحصل من حادثة الاختطاف على مليوني جنيه من صلاح الشرنوبي ومليونين آخرين عن الفنان الذي كان معه ساعة الاختطاف بعد منتصف الليل .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية