المهرجانات وفخ الجوائز
مشاكسات الأربعاء 6-6-2012 فؤاد مسعد في حين تحقق الدراما السورية على الأرض مكانتها وتحفر لنفسها مكانها الراسخ في قلوب ووجدان المشاهدين العرب نجدها تعاني من تجاذبات عندما يصل الأمر إلى منبر المهرجانات والجوائز وكيفية تقطيع الكعكة على المشاركين التي غالباً ما تنوس بين المجاملات
وتبويس لحى وبين المجازر والتهميش وبالتالي خضوع الجوائز لمحسوبيات وربما لسياسات .. في حين أن هناك العديد من التجارب وعلى مر السنوات التي تؤكد هذا التوجه وتعطي المبرر المنطقي للتفكير جدياً بأن يكون لدينا مهرجاننا الدرامي والاذاعي .. قد يقول قائل الوقت الآن غير مناسب لمثل هذه الفعاليات ، ولكن الخطوات الأولى هي الأهم بداية خاصة من ناحية تأسيسها ودراستها وإقرارها وتبنيها والإيمان بجدواها ، ومن ثم يأتي الوقت المناسب لها والأرضية الخصبة لتكون في مكانها الصحيح ويترجم القول إلى فعل .
والغريب أن هذه الفكرة ليست بجديدة ، لا بل كانت تُطرح دائماً وتُحمّل بالآمال علماً أن هناك العديد من العناصر التي يمكن أن تشكل حافزاً لإقامة المهرجان فبالإضافة للمكانة المتقدمة التي حققتها الدراما السورية وللإمكانيات وللخبرات المهمة والمتوافرة في مختلف الاختصاصات ، يمكن استقراء نتائج إقامة مثل هذا المهرجان على مختلف الأصعدة الإبداعية الفنية والإعلامية الترويجية والتسويقية .. وتتحقق بوصلة النجاح من خلال إنجاح هذه المعطيات والحفاظ على توازنها والتعامل معها بشكل جدي الأمر الذي من شأنه أن يكون محرضاً لمزيد من الإبداع والتنافس ، فالمهرجان ليس مجرد عرض أعمال فقط .. وفي النهاية تبقى الأسئلة المكررة مشروعة وتنتظر الإجابة : ألا يستحق ما حققه الإنتاج السوري أن يكون له حضور في مهرجان يقام في سورية تتنافس فيه الأعمال العربية ويشكل سوقاً للتوزيع وتبادل المعرفة والخبرة ؟..أين دور الجهات المختصة من لجنة صناعة السينما والتلفزيون السوري ومؤسسة الإعلان ونقابة الفنانين و.. و.. ولماذا لا يتم إحياء هذه الفكرة التي طالما حلم بها المبدع السوري ؟ وما هي الآليات التي يمكن لها تذليل العقبات أمام تحويل الحلم إلى حقيقة ؟..
fmassad@scs.net.org
|