وأعرف جيداً أن هناك المئات المئات من أحرار العالم يتفهمون موقفهم الصعب الذي وضعوا أنفسهم به أيضاً من خلال حملات الكذب والتضليل وسياسات طمس الحقائق. واسمحوا لي في البداية أن أتوجّه بأصدق عبارات الاحترام والإجلال لكل قلم حر ولكل سبابة شريفة ستشهد ذات يوم على ما كتبت ولكل بياض لا يعكره حقد هنا أو تعصّب أعمى هناك! واسمحوا لي أيضاً أن أذكّرهم بالمثل القائل: « إن كان الكذب ينجي فالصدق أنجى وأنجى » طالما أنهم يدّعون الانتماء إلى العروبة في حين تثبت الوقائع أنهم تجار دم منذ 1948 وحتى الآن!.نعم.. حبل الكذب قصير ولا بدّ في النهاية من شروق الشمس، شمس الحقيقة الساطعة ولا بدّ لليل الكذب والرياء من أن يرحل نهائياً.
منذ بداية الأحداث المؤسفة والمؤلمة في سورية كان واضحاً أن ما حاكوه في غرفهم السوداء وبين جدرانها الجبانة ليس بالأمر اليسير إذ حشدوا لذلك جلّ إمكاناتهم المادية والعسكرية واللوجستية والاقتصادية في سبيل إركاع آخر قلعة من قلاع العروبة والممانعة وآخر حصن يلجأ إليه الأحرار!.لكن على ما يبدو فإن فشلهم في إمكانية استخدام النموذج الليبي قد جعلهم يستخدمون السلاح الأخبث وهو سلاح الإعلام!.
تلك القصص والصور والأخبار التي تم تلفيقها بقصد التلاعب بمشاعر المشاهد ودفعه لليأس والخوف والانهزام ما كانت لتسقط لولا أن تصدت لها فرق إعلامية على مختلف الأصعدة من أبناء هذا الوطن الذين أقسموا على بذل الغالي والنفسي في سبيل عزة ومنعة وكرامة سورية.
تحدثوا عبر قنوات الدم والعار ممّن ارتضوا أن يبيعوا شرفهم المهني وأخلاقهم لتجار المال والدماء. ولم يقف الحد عند الفضائيات إذ عملت الصحف المرتهنة لسيطرة البيترو دولار على السير بنفس الطريق وقد تلاقت معها بعض المحطات الإذاعية كإذاعة مونت كارلو التي تنقل لمستمعيها العديد من قصص الكذب والرياء والتضليل.
ووسط هذا الحشد الكبير من وسائل الهجوم المتعددة الأشكال والأساليب وجد الإعلام السوري نفسه في موقع المدافع فانبرى دون هوادة أو كلل بكل ما يملك من إمكانيات متواضعة ومن غيرة وطنية ومهنية عالية ليفنّد ويكذّب أباطيلهم بالدلائل والقرائن والصور والشهادات الحية. فعندما تحدثوا عبر فضائياتهم وشهودهم العميان عن مسيرات مليونية وإضرابات كانت وسائل الإعلام السورية تنقل المسيرات المليونية التي تجمّعت في ساحة الأمويين وعلى أوتستراد المزة وفي ساحة السبع بحرات.
تزايدت عملياتهم الإجرامية وتنوعت في الوقت الذي تواصلت فيه حملات الكذب والتضليل من قبل تلك الفضائيات وفي كل مرّة كانوا يتلقون الصفعات المتتالية من وسائل الإعلام السورية التي فضحت كذبهم ابتداء من استشهاد نضال جنود مروراً بالشهيد ساري حسون إلى براءة الطفولة في الشهيد ساري ساعود التي وقفت امه تصرخ وهي تشدّ شعرها قائلة( لو كان الجيش بالحارة ساري ما مات) إلى زينب الحصني.. وقبلها وبعدها .. وبعدها وقبلها والقائمة تطول وتطول وفي كل مرة كانوا يتلقون الركلات المتتالية من رجال ميامين نذروا بؤبؤ عيونهم ليبقى الوطن ومن رجال أشداء نذروا جماجمهم لتحيا سورية عزيزة مصانة دون إي رادع من تلك الفضائيات القذرة بعد أن باعوا ضمائرهم وتخلوا عن شرفهم وعن مبادئهم.
نقول لهم: تستطيعون أن توقفوا البث الفضائي وأن تعلّقوا عضويتنا في جامعةٍ ما كانت يوماً بجامعة للعرب لكنكم خسئتم أن توقفوا جريان الدم العربي الأصيل في عروقنا وأن تعلّقوا في سمائنا علماً سوى علم الجمهورية العربية السورية!!