النشاط في سن التقاعد.. يحمي من شيخوخة الدماغ
عن : الفيغارو مجتمع الأربعاء 6-6-2012 ترجمة : سراب الأسمر يبدأ الدماغ بالشيخوخة من سن الخامسة والأربعين ، لكن هل هذا الأمر مؤكد ؟ !
أبداً على الإطلاق . يقول البروفيسور لارس نايبرغ من السويد : « رغم إبداء بعض وظائف الذاكرة النزوع نحو الأفول مع التقدم في العمر ، إلا أن النشاط الدماغي لدى البعض يماثل النشاط الدماغي لدى الشباب . « و حسب فريق البروفيسور نايبرغ فإنه لا مستوى ثقافتك ولا مهمتك ستنقذ خلاياك العصبية ، لكن بالأحرى ما تفعله لحمايتها مع التقدم بالعمر . فقد تفحّص فريق البروفيسور نايبرغ جميع العلوم الحديثة المختصة بالحماية من الشيخوخة الدماغية ومن مرض الزهايمر ، ووضح الدور الأساسي في اتباع نشاط اجنماعي وثقافي بعد سن التقاعد . ويفسر بروفيسور علم النفس والشيخوخة أوليفييه دو لا دوسيت بقوله :« هذه الدراسة تماثل علم المخزون الإدراكي، فحسب هذا المفهوم كلما تنشط الدماغ بسن صغيرة وطيلة فترة الحياة كلما كانت مقاومته أكبر ضد التقدم بالسن والأمراض . ويكمل البروفيسور بقوله : « المخزون الاحتياطي هو العمل المتكامل ( منطق ، تحليل ، برمجة ) ، لكننا نسينا القرص الصلب وهنا هو المخزون الدماغي .فلدينا دماغ واحد وعلينا ان نغذيه ونحميه . هذا ما تذكرنا به هذه الدراسة « . أما طبيبة الأمراض النفسية والعصبية جوسلين دوروترو تقول : « راهنّا لفترة طويلة على المخزون الادراكي ، وظننا أننا نحمي الدماغ برفع مستوى التعليم .ولم يخطر ببالي رفض هذه المقاربة تماماً لكونها غير كافية .» فهناك ظواهر أخرى تساهم أيضاً بشيخوخة الدماغ ؛ وبالدرجة الأولى المورث الأساسي . الأفراد الذين يولدون وهم يحملون «مورثات» جيدة من العبث ألا يحصلوا على مستوى تعليمي جيد ، إذاً فهم يستطيعون مواجهة المشاكل الدماغية . والمورث الأساسي ليس وحده مسؤولاً عن حماية أو إضعاف السحايا . انطلاقاً من ذلك كل شخص مسؤول عما سيعمله لحماية دماغه . هذا ما يفسر ظاهرة وجود شخصين عاشا نفس التاريخ لكن دماغ كل منهما مختلف عن الآخر . لا يمكننا العمل على العوامل الوراثية لكن يمكننا استخلاص أفضل جزء وذلك من خلال إعداد الدماغ ، فالالتزام هو سر النجاح حسب البروفيسور نايبرغ : « فالأشخاص الذين يغذون عقولهم اجتماعياً وفكرياً وجسدياً يعطون نتائج إدراكية جيدة ودماغاً أكثر شباباً » .
أما بخصوص تحفيز الأعصاب فلا بد من تنويع النشاطات مثل حلّ كلمات متقاطعة ، قراءة ، اكتشاف المعلوماتية ، العمل بالحديقة وأيضاً المشاركة في جمعيات .. «إذاً التحديات ضرورية ، كما يجب عدم التخوف من الأمور غير المتوقعة والجديدة .«حسب تأكيد البروفيسور توشون » الخطر الحقيقي هو الروتين ، فهو قاتل فعلي للأعصاب . فليس أسوأ من أن تكون الأيام متشابهة بالنسبة للمتخصص سن التقاعد هي فترة حياتية ينبغي أن تكون نشيطة ومتنوعة النشاطات . كما أنها الوقت الذي تنشط فيه الذاكرة ، لذا يجب التنبه من أتعاب القلب التي تعرض الدماغ للخطر. فالانهيار والضغوط هما عدو الأعصاب والدماغ هو آلة مقاومة زمنية ، لكنه معرض للخطأ الذي يفضل تجنبه ، لأن إعداد الدماغ بشكل حسن يجنبه الإصابة بمرض الزهايمر .
|