تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أفغانستان ...التخبط بين الاستراتيجيات والوقائع

شؤون سياسية
الأربعاء 11-11-2009م
حكمت العلي

وسط استمرار الجدل حول جدوى الاستراتيجيات العسكرية المقترحة من قبل قادة قوات حلف الأطلسي وتخبط إدارة أوباما حول ارسال قوات اضافية أو عدم إرسالها إلى أفغانستان تتزايد خسائر قوات الناتو اليومية في هذا البلد بحيث أصبحت تعاني جرحاً نازفاً ومشكلة مستعصية وأفقاً مسدوداً لا تحسن من واقعه التصريحات المعسولة التي يطلقها بعض قادة الدول الغربية بين فترة وأخرى.

وتتداول الأوساط السياسية إن وزارة الدفاع الأمريكية تنفذ اختباراً عسكرياً لتقييم خيارين استقرت عليهما المراجعة الواسعة لأهداف الحرب ،يقوم الأول على إرسال 44 ألف جندي إضافي لتعزيز جهود بناء حكومة مستقرة أو إرسال 15 ألف جندي من مشاة البحرية ضمن خطة توسيع عملية مكافحة ما يسمى بالإرهاب.‏

وفيما يبدو أوباما متريثاً بين هذين الخيارين يتعقد المشهد الأفغاني الأمني والسياسي مع التذكير أن عدد الجنود الأمريكيين تضاعف في هذا البلد ثلاث مرات منذ العام 2008 وأدى إلى نتائج سلبية انعكست بتزايد الخسائر في عديد وعتاد هذه القوات مترافقاً بالجدل الذي استمر لأشهر حول نتائج الانتخابات الأفغانية وإن تمحضت في نهاية المطاف عن عودة حامد كرزاي على رأس سدة البلاد بعد انسحاب المرشح عبد الله عبد الله بحجة أن التزوير كبير إلى درجة عدم الأمل بحصول استحقاق منصف.‏

ومع بدء كرزاي لمهامه القديمة الجديدة حملة من الانتقادات التي وجهها مسؤولون كبار في الأمم المتحدة كانت تنتظره وتهديد حكومته بفقدان دعم الأسرة الدولية ما لم تقم باستئصال الفساد المستشري في الدولة وهو الأمر الذي اعتبرته كابول انتهاكاً للسيادة الوطنية وتدخلاً في شؤونها الداخلية.‏

حملة الانتقادات الجديدة لكرزاي وحكومته تزامنت مع تأكيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن عملية الإجلاء المؤقت لموظفي الأمم المتحدة من أفغانستان التي تقررت لاسباب أمنية لن تشمل إلا ما يفوق 200 شخص وأن موظفين آخرين قد أعيد توزيعهم في داخل البلاد. بعد سلسلة الهجمات الأخيرة التي استهدفتهم من قبل المسلحين مايلقي بمزيد من الضغوط على كرزاي وحكومته الجديدة سواء انفتحت على المعارضة ومشاركتها السلطة أم استمرت بسياسة التفرد الحالية، فالمستقبل السياسي لأفغانستان يمر بحالة من عدم الاستقرار بالتوازي مع واقع ميداني صعب تمر به قوات التحالف الدولي نتيجة تزايد خسائرها.‏

الدبلوماسي الأمريكي ماثيو هوه الذي قدم استقالته احتجاجاً على سياسة بلاده في أفغانستان قال إنه لا معنى لاستمرار الوجود العسكري الأمريكي طالما أن الأفغانيين يعتبرونه احتلالاً، داعياً الولايات المتحدة للخروج من مستنقع الحرب الذي اقحمت نفسها فيه في حين تشير التوقعات إلى اتجاه أوباما إلى تبني إرسال قوات وتعزيزات إضافية للخروج من المأزق الأفغاني، بمعنى تكرار أسلوب الإدارة السابقة والتخلي عن الحوار مع القوى المحلية رغم أن التجارب أثبتت حتى الآن فشل كل الحلول العسكرية التي انتهجها محتلو هذا البلد وكأن الادارة الحالية لا تتعلم من دروس الماضي وأخطاء الإدارة السابقة بينما يبقى الشعب يدفع فاتورة التخبط الأمريكي من حياته واقتصاده وتقدمه.‏

الخسائر المتزايدة لقوات الناتو دفعت بالقائد الجديد للجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز إلى قرع أجراس الخطر من احتمال هزيمة قوات حلف الأطلسي في أفغانستان ،مع التأكيد في الوقت نفسه على ضرورة إرسال قوات اضافية وتعزيزات من شأنها أن تتيح للحلف البدء بكسب المعركة نفسياً وتقليص عدد الخسائر في الوقت نفسه وبالمثل سبقه قائد قوات التحالف في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال بالمطالبة بارسال 40 ألف جندي اضافي معتبراً أن الهزيمة في هذا البلد آتية في ضوء الاستراتيجيات الحالية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية