تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رهـــان التشــغيل والبطـالة أبـــرز التحديـات ... 90 مليون فرصة عمل حاجة المنطقة العربية 2020

شباب
الأربعاء 11-11-2009م
غصون سليمان

يواجه الشباب بشكل عام على مستوى العالم جملة من المعاناة المختلفة والمتكررة والمتصاعدة في آن معاً وخاصة في العقدين الأخيرين من القرن الماضي بسبب الآثار السلبية الناتجة عن التحولات الاقتصادية والكوارث البيئية وانعكاسات الأوبئة المهددة للأوضاع الصحية، إضافة إلى بعض المضايقات السياسية والتذبذبات الثقافية هنا وهناك والتي أصبحت تخترق الحدود بسرعة لتشمل معظم مناطق العالم.

ويرى الدكتور عبد الجليل البدوي من جامعة تونس أن رهان التشغيل والبطالة يشكلان أحد التحديات الكبرى المطروحة على كل بلدان العالم دون استثناء وبدرجات متفاوتة، موضحاً أن ثلث اليد العاملة من الأيدي النشيطة في العالم تعاني من البطالة المعلنة أو المقنعة أو ربما ينتمي إلى صنف العمال الفقراء حيث يمثل العمل الهش حسب منظمة العمل الدولية ما يقارب نسبة 50،6 ٪ من التشغيل لعام 2007، وتبعاً لذلك رغم التراجع النسبي.‏

كان ولا يزال خلق أكبر عدد ممكن من مواطن التشغيل وتحقيق العمل اللائق يمثلان إحدى المشاغل الرئيسية على امتداد الكرة الأرضية وخاصة في المنطقة العربية، وذلك أن معدل البطالة في أواخر القرن الماضي بلغ ما لا يقل عن 15٪ في بلداننا العربية، ورغم التراجع النسبي الذي سجل في نسبة البطالة منذ ذلك الوقت إلا أن هذا المعدل بقي في مستوى عال أي 13،2٪ مقارنة بالمناطق الأخرى بالعالم لأن الحاجة إلى خلق فرص عمل في المنطقة العربية ستعادل نحو 90 مليون فرصة عمل عام 2020 أي ما يعادل ضعف العمالة الموجودة سنة 2005.‏

ولحظ الدكتور بدوي في بحث قدمه في دمشق مؤخراً عن قضايا الشباب والعمل أن الضائقة الاقتصادية الأميركية التي اندلعت في صيف 2007 شملت تدريجياً فيما بعد كل البلدان المصنعة والصاعدة والنامية التي قادت إلى إيقاف هذا التوجه التراجعي للبطالة وبروز توجه معاكس نحو ارتفاع حجم ونسبة البطالة في العالم.‏

وحسب الأرقام فإن حجم البطالة قد زاد بمقدار 10،7 ملايين بين عامي 2007 و 2008 وهي أعلى زيادة سنوية سجلت منذ عام 1998 وبذلك أصبح حجم البطالة في العالم يقارب 190 مليوناً منها 109 ملايين من الرجال و 81 مليوناً من النساء وفق إحصاءات منظمة العمل الدولية لعام 2009 كما أن متوسط نسبة البطالة في العالم بلغت 6٪ سنة 2008مقابل 5،7٪ سنة 2007.‏

وتؤكد الدراسات حالة التمييز في سوق عمل الشباب نتيجة الأوضاع المتدهورة على مستوى العالم نظراً لأن هذه السوق لم تعرف انفراجاً حتى أثناء سنوات الازدهار التي سبقت الأزمة الحالية.‏

وهنا يشير الدكتور بدوي إلى أنه رغم اعتماد جلّ البلدان العربية سياسات تشغيل نشيطة وإجراءات متنوعة للحد من حجم البطالة إلا أن هذه الأخيرة بقيت في مستويات عالية وتستهدف الشباب في المرتبة الأولى وخاصة الفئة الحاصلة على شهادات عليا، ما دفع الشباب حاملي الشهادات إلى مواصلة التعليم بالمرحلة الثالثة هروباً من البطالة ولو مؤقتاً، وهذا السلوك فاقم إلى حد ما بطالة الشباب الحاصل على شهادات مرتفعة المستويات (دكتوراه وغيرها) وهذه الظاهرة شملت في تونس على سبيل المثال لا الحصر قرابة 15٪ من الشباب الحاصل على شهادات عليا.‏

ضعف النسيج الاقتصادي‏

ومن أهم أسباب انتشار البطالة في البلدان العربية وارتفاعها في صفوف الشباب هي مجموعة من العوامل التي تظهر بالدرجة الأولى ضعف النسيج الاقتصادي وعجز النمط الحالي عن مواجهة رهان التشغيل والعمل وضعف الحوكمة وإشراك الأطراف الاجتماعية في تحديد الاختيارات، يضاف لذلك تراجع القيمة المعرفية لإنتاج المنظومة التربوية وتراجع مؤشرات الجودة العلمية والقدرة على إنتاج مجتمع المعرفة المؤهل لخوض السبق الفكري والإبداع التكنولوجي واستيعاب المكاسب المعرفية والإسهام فيها.‏

ويأسف الدكتور بدوي في هذا الإطار لوجود تفاوت بين التعليم والسوق، أي بين نوعية التخريج ونوعية طلب المؤسسات الاقتصادية على مستوى بعض البلدان العربية من ناحية الإجراءات والإصلاحات الهادفة لتحويل الجامعة إلى نوع من مؤسسات التكوين المهني وإخضاعها إلى منطق وحاجيات السوق.‏

تعليقات الزوار

كريمة  |  amal.555@hotmail.com | 11/11/2009 01:15

السلام عليكم ورحمة الله ان عنوان المقال هو مادة ادرسها في شعبة تدبير المقاولة,والحقيقة قد استفدت منكم لكم جزيل الشكر والتقدير,والى الامام دائما

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية