تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثـــورة قلــم ورهافة إحساس

فضائيات
الأربعاء 11-11-2009م
هفاف ميهوب

ليس من السهل أن يخترق مبدع ما وبقلمه الثائر وجدان الناس في مقالات تعري الواقع والمجتمع والأحزاب التائهة بعيدا عن مصالح الشعب ليقوم في الوقت الذي بات فيه صاحب قرار سياسي باختراق قلوبهم وأحاسيسهم بكلمات استطاعت بما فيها من دفء العاطفة أن تثري الفن بالصور الغنائية الخالدة.

انه كامل الشناوي الذي ولأنه أسطورة الصحافة وأهم شعراء الحب في القرن العشرين قامت قناة النيل الثقافية بإلقاء الود عليه وتلمس حواسه باختلاف انفعالاتها وتقلباتها وذلك من خلال برنامج وثائقي،يحكي تفاصيل معاناته في الحياة مثلما في الفن وبكل ما استطاعت أن تعكسه عنه من رقة ورهافة.‏

يبدو أن طريقة تقديم البرنامج التي اعتمدت على الصوت والصورة والقصة المحكية شجعتنا للاطلاع على تفاصيل حياة هكذا إنسان وبدقة تصويرية عزفت على أوتار قلوبنا أروع الألحان لترتج مشاعرنا لما سمعناه من طرب أيام زمان،فنتابع و نطرب لكلمات هي مقاطع من أغنية لاتكذبي وبصوت المطربة نجاة الصغيرة،وأيضا مقاطع من (لست قلبي)التي أبدع بغنائها العندليب الأسمر مثلما عدت يايوم مولدي،التي ترسخت في مشاعرنا بصوت الموسيقار فريد الأطرش.‏

إنها القصائد الغنائية الكافية لتقليد الشناوي وسام الشاعر الإنسان،ليكون بحد ذاته قصيدة رومانسية حروفها الحب والجمال وبشهادة كثر من فنانين ونقاد وأصدقاء وشعراء وصحفيين عرض البرنامج أراءهم.‏

يبدو أن أكثر ما ميز البرنامج وجعله مشوقا هو تلك اللقاءات القديمة التي كانت قد أجريت مع الشناوي ومنها لقاء أجرته المطربة نجاة،وسألته خلاله عما إذا كان يعتز بكونه صحفيا أو بكونه شاعرا ليجيب بأنه يعتز بكونه الاثنين معاً.‏

أيضا ولأن الشعراء أكثر الناس تأثراً بالحب سألته عن شروط الحب الصادق فقال:لايوجد حب صادق وآخر كاذب يوجد حب عمره طويل وآخر عمره قصير.‏

إنها أسئلة دفعتنا للدخول إلى أعماقه لنكتشف مع البرنامج خيبته في العشق ذاك الذي صنع منه مفردات بدفء الحناجر يتحول هو إلى الحب الأشمل حب الوطن والفن والإنسانية والجمال الذي عشقه ودفعه للاعتراف بأنه سكن أضلاعه فمزقها دون أن يمل وجعه.‏

أخيراً : البرنامج مميز بكل ما فيه من لقطات وحوارات واعترافات اختيرت من الأرشيف،فأكدت بأن الألم الذي سكن هذا الفنان كان الدافع الأكبر لإلهامه ولصالح كل من غنى كلماته على مر الشهرة.‏

ونقول اذا كان الشناوي كما صرح الكاتب الكبير مصطفى أمين كثير التردد على المقابر في أواخر حياته ليعتاد على الجو الذي سيعيش فيه بعد أن يمت فعلى ماذا نتردد نحن المشاهدين لطالما برنامج واحد لايكفي أمامنا بتفاصيل حياة وعطاءات الكثير من المبدعين الذين تركوا بصمات في وجداننا ودون كلمة امتنان تذكر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية