تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اتحـــــدوا إن أردتــــــم!

فضائيات
الأربعاء 11-11-2009م
هند بوظو

أثارت مجموعة قنوات (ام بي سي)التي تعتبر من أقوى القنوات الفضائية العربية ومن أقدمها عمرا،منذ نشأتها ضجة حول أهدافها وانتشارها بحرص واضح على توفير،عناصر التشويق والإثارة فيما تبثه.

هذه العناصر هي العصب المحرك لثقافة المجتمع الأميركي فا(ام بي سي)تطرح في كل قنواتها النموذج الاميريكي الذي لايوازي بأي شكل انفتاحه على النتاج الأوروبي وثقافات الشرق(اليابان،الصين ،الهند، ...)ويدافع القائمون على هذه المجموعة عن طرحها للنموذج الأميركي باعتباره الرائد في صناعة الإعلام،وفنونه ولاينسون أن يفتخروا بذلك علانية،بالمقابل ترفض ( ام بي سي)بشكل قاطع إعلانات التبغ والأسلحة والخمور،ويردد أصحابها أن ما يظهر على شاشتها أقل من عشرة بالمئة مما يظهر على القنوات المشفرة.‏

ويضيفون(لايمكن أن يطلب من الإعلام أن يحقق هدفا واحدا مثل التثقيف والإرشاد)وأن يهمل وظائفه الأخرى،لأنه عندها يفقد هويته وجاذبيته،ويصبح شيئا آخر لكن ليس إعلاما)‏

تشير بعض الدراسات إلى الجانب التثقيفي لهذه المجموعة التي تحولت إلى صلة وصل بين الثقافة الغربية وبالذات الاميركية السياسية والاجتماعية والأكاديمية وبين الجمهور العربي..!انتبهوا إن مجموع المشاهدين العرب لهذه الاقنية أو لهذه المحطة بلغ ما يقارب (67)مليون مشاهد عربي وفق تقرير شركة (ابسوس)المتخصصة بدراسة سوق الإعلام العربي،ولأن جمهورها عربي وعربي أميركي،فقد تحولت إلى ماركة تجارية،وتمكنت من إطلاق محطات تستهدف شرائح استراتيجية كالأطفال واليافعين والشباب وبالذات الشابات،وبمبادرة منها أطلقت(ام بي سي 4)محطتها هذه لتتوجه إلى الشابة العربية بالذات لتحثها على التعبير عن نفسها،تسعى من خلالها إلى تقريب علامتها التجارية إلى المرأة قدر الإمكان،أما على (ام بي سي 3)والتي جاءت لتلبية (40)بالمئة من مشاهدي المجموعة كاملة والتي أثبتت الدراسات أن أعمارهم لاتتجاوز ال(15)عاما،برصد ميداني لهذه المحطة وجد أن برامجها تحتوي على (15)بالمئة موضوعات جنسية،و (20)بالمئة حدث ولاحرج عن ألفاظ تتكرر بين السب والشتم فيظهر فيها ما يسمى بفتيات الجنس بملابس مثيرة،وكلمات أكثر إثارة لاستقطاب مراهقين وشباب.‏

في دراسة حديثة لمنظمة اليونسكو ذكر أن الذكور يتأثرون بمشاهد العنف والإثارة أكثر من الإناث وان الطالب في البلاد العربية والذي يبلغ(12)سنة من عمره،يكون قد قضى أمام التلفزيون (22)ألف ساعة،بينما أمضى في غرفة الدراسة(14)ألف ساعة...‏

هل لدينا دراسة لتأثير برامج (ام بي سي3 ) على فتياننا ونسبة ما يشاهدونه على غيرها من الاقنية العربية الجادة؟‏

فهل تتمتع (ام بي سي) بحق عرض الأفلام الأمريكية بعد ستة أشهر من إنتاجها علما أن هوليوود لاتعرض إنتاجها خارج أميريكا إلا بعد سنتين من عرضه في الداخل،فلماذا برأيكم هذا الدلال؟‏

يستفيد المعلن من المنافسة والخدمات التسويقية التي تقدمها المحطة ،من هنا برز الدور المهم للمسلسلات والأفلام التي تعرض كل مثير وفتاك؟!وتحصد أرقاما خيالية من مشاهدين عرب،باتوا يعرفون عن النموذج الاميركي أكثر مما يعلمون عن جارهم في الشقة المجاورة لهم..‏

ما تطرحه هذه القنوات عبر توظيفها للترفيه والتسلية والإثارة،يهدف بالنتيجة لتشكيل عقل وصناعة ذوق عام،وزراعة اهتمامات لاتعكسنا،ولا تشبهنا،وعوامل تأثير وضغط،ليس لنا قدرة على احتمالها.‏

أخيرا نريد بديلا يمتلك مرتكزات لديه القدرة على هذا التأثير الخلاق..فيا أثرياء العالم العربي الغيورين اتحدوا..!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية