تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أدب النصيحة... كيف نستعيد هذا الفرح؟

آراء
الأربعاء 11-11-2009م
أكرم شريم

الضحك فطري في الإنسان كما نعلم. ونحن نضحك وباستمرار لمجرد حدوث أي تناقض أمامنا فيه جد وهزل، أو لمجرد السماع بمثل ذلك،

حتى إن أحلى الجلسات في حياتنا هي ما كانت ضاحكة من أولها إلى آخرها. وقد تحدث العلماء وتحديداً الأطباء عن فوائد الضحك على الصحة العامة النفسية والجسمية فأسهبوا في ذلك، لدرجة أنك قد تشعر أن الضحك والاضحاك دواء فعلي وعام يريح النفس ويزيح الهم ويقوي مناعة الجسم في مواجهة شتى الأمراض!.‏

وعلى الرغم من اتفاقنا جميعاً على أن أفضل ما نشاهده هو المضحك وأحب ما نقرؤه هو المضحك إلا أن إنتاج الأعمال الكتابية والفنية الدرامية الإذاعية والسينمائية والتلفزيونية يقل فيها الإضحاك حتى أنه قد يصبح شحيحاً في أحيان كثيرة وفي أوقات مواسمه مثل شهر رمضان الكريم على الرغم من كثرة وتنوع وسائل وأعمال هذا الشهر، حيث إن عدد المحطات الفضائية التي تبث باللغة العربية تربو على الأربعمئة محطة، هذا فضلا عما يصدر من الصحف والمجلات وما تبثه الاذاعات أيضا. فلماذا أصبح الإضحاك أقل ويسير بدأب ليصبح أقل وأقل، في الوقت الذي هو المطلوب قبل غيره من كل الأعمال الفنية؟! سؤال هام، ولا ندعي هنا أننا قادرون على الإجابة عليه باحاطة كاملة في هذه العجالة، ولكننا نطرحه لكي يجد الاهتمام العام به لمعالجته في كل مكان هو فيه، وبكل الطرق الايجابية الممكنة. هذا إضافة إلى أن ذلك ينسحب على أعمال الأطفال أيضا من مسرح ودراما وصحافة. ولاشك يذكر من شاهد جمهور الأطفال في مسرح للأطفال ضاحك ذلك أن جمهور الأطفال في الصالة كانوا يتعاصرون وهم يصخبون ضاحكين متراقصين على المقاعد والدوي العام صاعق في كل أركان الصالة!.‏

فلماذا يغيب هذا الضحك والاضحاك أو يشح في حياتنا الفنية والدرامية وهو الصحة والعافية النفسية والعقلية والوجدانية والجسمية؟! والسؤال الأهم: طالما أن الضحك والاضحاك موجود في حياتنا العامة وعلاقاتنا الاجتماعية صغاراً وكباراً، فلماذا صار نادر الوجود في أعمالنا الفنية والدرامية؟!. لماذا نحبه ونجده في حياتنا دون أن نبحث عنه، بينما يحبه الفنان ويحب أن يقدمه. ولكنه حين يبحث عنه لا يجده كما يرغب ويشتهي فيضطر إلى تقديمه مصحوبا بالافتعال والتطويل. الحقيقة أن الفنان الكوميدي صار يستعجل في تقديم المضحك والاضحاك، وفي كثير من الأحيان يعتمد على جهده وحده في تقديم هذا المضحك والاضحاك، إما لكي لايدفع الأجور لأصحابها وهي كما نعلم مرتفعة وأعلى من الأجور الدرامية المعروفة أو لكي لا ينشىء مكتب نصوص لهذا الغرض. فمن المعروف أن كل الدراميين في الغربين الأوروبي والأمريكي، وفي العالم كله، يلجؤون إلى إنشاء مكتب نصوص حين الحاجة، وقد يكون هذا المكتب للدراما، أو للكوميديا، أو لدراما الأطفال أو للسينما. ومكتب النصوص عادة مجموعة من المؤلفين يعملون معاً ويتشاركون في الكتابة وفي التقويم فكل واحد يصحح ويقوي ويطور للآخر حتى يقدموا في النهاية عملاً قد كتبوه أو شاركوا بتدقيقه وتقويته جميعهم. إذاً فالتراجع في إنتاج المضحك والاضحاك ليس بسبب صعوبة إنتاجه، وإنما بسبب حيرة الإنتاج أو بمعنى أدق عدم اللجوء إلى مكتب النصوص في كل نوع من أنواع الكتابات الفنية. فهل البخل هو الذي يوقف إنشاء مثل هذا المكتب، أم الجهل، أم عدم القناعة أم عدم معرفة تقاليد العمل الدرامي بأنواعه؟! وهكذا تكون النصيحة اليوم وبشكل طبيعي أن نبادر إلى إنشاء هذا المكتب في كل مجال نحبه أو نحب أن ننجح فيه فهو أيضا صورة من صور التعاون عسى أن نستطيع وأن تستطيع البشرية أن تستعيد تاريخها الناجح في إنتاج هذا المضحك والضاحك وبشكل دائم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية