تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وداعاً.. كلود ليفي شتراوس

كتب
الأربعاء 11-11-2009م
مثقف كبير , فيلسوف, ومفكر, عاش سنواته الأخيرة في عزلة مستثمرا حيزا صغيرا تتيحه له شقته الباريسية على الضفة اليمنى من نهر السين

رحل سرا بعيدا عن الأضواء، توفي الجمعة الماضي ودفن ولم تُعلن وفاته رسمياً إلا مساء الثلاثاء،‏

أي بعد أربعة أيام. ورغم أنه عاش أكثر من قرن إلا أنه أعلن وفاته قبل ذلك بسنوات طويلة عندما قرر العزلة، وأطلق قولة معبرة بعد أن أعلن وفاته بنفسه قبل سنوات «إن كنت لا أزال على قيد الحياة، فإنَّما ذلك مصادفة».‏

ودعت فرنسا عالما موسوعيا ورجلا ساهم في وضع أسس كثير من العلوم، وأحد أبرز معالم سلطتها المعرفية التي هيمنت بها على قطاع العلوم الانسانية على مدى عشرات السنين. معظم وكالات الأنباء اعتبرت أن فرنسا أصبحت الآن صغيرة بلا كبار، فكل فرسانها العظام أدرجوا تحت الثرى، فقبل ستراوس رحل ميشيل فوكو، ورولان بارت، ورحل مؤسس التاريخ الحديث فرناند بروديل، هي سنة الحياة ليس في ذلك شك، ولكن خلف الحقيقة واقعا بائسا في فرنسا والعالم، لطالما رآه كلود ليفي ستروس واعتزله ولم يتورع عن نقده والثورة عليه.‏

وأسفرت مسيرته العلمية والبحثية عن خلق جيل واسع من رواده، فمثلما أثر في علم الإجتماع أثر في العلوم الأخرى الموازية، حتى تعددت ألقابه، فهو تارة شيخ الانتروبولوجيين، وطورا شيخ الرواقيين، وأطوارا أخرى زعيم البنيويين.‏

ويعتبر ليفي ستروس، المولود في بروكسل عام 1908، أحد أعلام القرن العشرين، وعلى مدى عقود طويلة شغل الأوساط المثقفة في فرنسا والعالم، بمؤلفاته الفكرية والفلسفية، وبأبحاثه في مجال، الأنثروبولوجيا الحديثة، التي يعتبر أحد أهم مؤسسيها، كما يعد أيضا من أهم المؤسسين للنظرية البنيوية، حيث اشتهر بعلم أصول الإنسان «الأجناس البشرية» وقام بأبحاثه بشكل خاص خلال ثلاثينات القرن الماضي.. وكان لأعمال ليفي ستروس أثر بليغ في مجال علم الإنسان والتحقيق الإثنولوجي الميداني.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية