إلى الشاعر علي كنعان الرجل الريفي الطيب مع حبي وتقديري وتاريخ آذار 1973م.
والشاعر علي كنعان سوري له أكثر من مجموعة شعرية وترك بصمة مهمة في الحداثة الشعرية.
الرواية تقع في /93/ صفحة من القطع المتوسط.
أما إهداء الرواية فهو إلى الدم الذي سال وروى التراب وإلى الدم الذي يسيل وإلى الدم الذي سيسيل غداً.
من الرواية نقتطف المقطع التالي:
(عيون الرجال ساهرة وأجسادهم مطوية في الخنادق والليل مثل الكحل، وليس غير نباح الكلاب يسري في السكون فيتنبه الذين أخذتهم سنة من نوم ويتحسسون بنادقهم المشدودة إلى صدورهم ليطمئنوا أن أحداً من الرجال الذين يجولون في الليل للتفتيش لم يسرقها ليعلم عليهم.
أم محمود كانت وحيدة في الدار و (قطاش) نبح نباحاً مذبوحاً طويلاً يهز البدن، ارتجفت المرأة ونفضت اللحاف عنها بحركة سريعة، مخلّصة ثديها من فم صغيرها الذي نهنه قليلاً ثم انكفأ على وجهه فتحت الباب أطلت من فرجته سمعت نواحاً يقطع نياط القلب ينسكب من السماء إلى الأرض...).