تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دور الحوار... في إكساب التلاميذ مهاراتهم الحياتية... د.بشارة : يلبي الاتجاهات التربوية الحديثة

مجتمع
الأربعاء 11-11-2009م
ابتسام هيفا

لقد أضحى مستقبل الانسان مرهوناً بتقدم التربية وتطوير مفاهيمها في التعاون والعيش المشترك وتقدير التنوع و احترام ثقافة الآخرين وقبولهم واعتماد الحوار سبيلاً للتفاهم،

وحل المنازعات بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة في خارطة الكون.. من هنا تأتي أهمية البحث الذي ناقشه مؤتمر كلية التربية في دمشق مؤخراً حول لغة الحوار ودورها في حياتنا،وخاصة عند التلاميذ، فالموضوع ركز على أن التربية العربية الحديثة مدعوة اليوم إلى تطوير مناهجها وتجديد مضامينها وتحسين أساليبها وطرائقها ووسائلها لمواجهة الآثار المترتبة عليها وهي مطالبة بتضمين مناهجها من المعارف والمهارات والسلوكيات التي يتطلبها إعداد التلاميذ للمستقبل والمشاركة في بنائه.‏

إضافة لكونها مطالبة باستخدام الأساليب والطرائق والتقنيات التي يستطيع التلاميذ بوساطتها أن يتعلموا تلك المهارات الحياتية والتخلي عن أسباب وطرائق التلقين التي تقوم على عرض شفوي مستمر لمجموعة من المعلومات والمعارف والآراء والخبرات يلقيها المعلم على تلاميذه ويكون فيها المتعلم سلبياً متلقياً للمعارف ودون مشاركة تذكر...‏

كسب المهارات‏

من هنا جاءت أهمية الحوار وإكساب التلاميذ مهاراته الحياتية... فأسلوب الحوار في التعليم يشجع التلاميذ على احترام بعضهم ويسهم في خلق الدافع عند الطلاب، كما أنه يدربهم على الأسلوب الديمقراطي ونمو الذات فيساعدهم على تعويد أنفسهم على مواجهة المواقف الحرجة وعدم الخوف من إبداء آرائهم وينمي فيهم عادة احترام آراء الآخرين، وتقدير مشاعرهم والحوار يساعد على تكوين شخصية سوية للمتعلم.‏

غياب الحوار‏

إن المتتبع لما يجري في الميدان التربوي يجد أن غالبية القائمين عليه معلمين كانوا أو مديرين أو موجهين أو مؤلفين أو واضعي منهاج ما زالوا يختزنون بعض السمات الأساسية للتربية التقليدية ( التلقينية والسلطوية) حيث يسود الإهمال في تعليم معظم المهارات الحياتية ومنها مهارات الحوار والاستماع والمحادثة وحرية التعبير، واحترام الرأي الآخر والاعتراف بحق الآخر بالاختلاف.. وبكلام آخر غياب تعليم مهارة الحوار وعدم إكسابها للتلاميذ...‏

- إن الاهتمام المتزايد بالعملية التربوية وتخطيطها وتنظيمها وتطويرها تجلى في العدد الكبير للأبحاث والدراسات في مجال التربية والتعليم وعلم النفس، وكذلك في العدد الكبير للمؤتمرات العالمية والمحلية وفي دراسة قدمها الدكتور جبرائيل بشارة الاستاذ في كلية التربية في أوراق المؤتمر الاخير الذي عقدته الكلية المذكورة حول( إدماج بعض المهارات الحياتية المعاصرة في مناهج التعليم)، ومن هذه المهارات التي ركز عليها هي الحوار حيث قدم تصوراً متكاملاً وعملياً لإدماج مهارة الحوار في مناهج التعليم وأساليبه وقدم أنموذجاً تطبيقياً صالحاً للمحاكاة من مواد دراسية متنوعة، من صيغة دروس مصممة وفق المدخل السلوكي في التدريس، وتأتي هذه الدراسة تلبية للاتجاهات التربوية الحديثة التي أوصت بها المنظمات العربية والدولية المعنية بالشأن التربوي...‏

أحد أشكال المناقشة‏

يرى د. بشارة أن الحوار يعد شكلاً من أشكال المناقشة يدور بين طرفين مختلفين على الأغلب في الآراء، متعارضين في وجهات النظر يسعى كل طرف منهما لإقناع الآخر بوجهة نظره.‏

فالحوار هو الأداة الرئيسية المستخدمة في المناقشات وهو طريقة مثالية لفرز الحقائق وغربلة القيم بأعمال الفكر النقدي في الأفكار المطروحة من قبل المتحاورين. كما أنه يجسد الصفات الأساسية للعملية الديمقراطية... والحوار بهذا المعنى يتطلب جواً مناسباً للتفكير الحر، والتعبير عن الرأي بلا قيود أو ضغوط...‏

كيف نشكل الحوار لدى التلاميذ؟‏

يؤكد علماء النفس أن تشكل علاقات الطفل الذاتية والشخصية مع الظواهر الواضحة القريبة منه ومع الحياة الاجتماعية من أهم معايير جاهزية للتعليم.. فكيف يمكن للمعلم أن يكوّن مهارة الحوار لدى التلاميذ؟ أو بكلام آخر كيف يتعلم التلاميذ الحوار في مدارسهم...‏

وأين... يقول د. بشارة: إن هذا يتطلب أن يستخدم المعلم طرائق التدريس التي تعتمد الحوار كالمناقشة والندوة وحلقات البحث والمناظرة وغيرها في أنشطته التعليمية/ التعليمية سواء أكان ذلك داخل الصف أم خارجه في معظم المواد الدراسية بدءاً من مرحلة التعليم الأساسي وحتى الجامعة...‏

أخيراً كلنا يؤمن بأهمية التربية والتعليم ودورها الكبير في تحقيق أهداف المجتمع، وبناء المستقبل المنشود.. وأهمية تطوير المناهج التربوية والبحث في أفضل طرائق التعليم واكتساب مهارات الحياة ومهارات التفكير والبحث العلمي.. ولن نتمكن من ذلك دون إعداد جيد لمعلم مدرسة المستقبل القادر على كشف المواهب وتنمية الإبداع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية