ونصبت الحواجز العسكرية على المداخل الرئيسية لمدينة الخليل، هذا في حين قالت مؤسسة المقدسي إن قرارات هدم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة بلغت خلال العام الجاري 1054 قرار هدم واخلاء، وإن 60 ألف مقدسي مهددون الآن بالتشرد بسبب الممارسات العنصرية الاسرائيلية الممنهجة، على حين كشفت تقارير أخرى أن خطر الهدم يهدد 48 ألف بيت عربي في النقب.
فقد اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس عشرة فلسطينيين في الضفة الغربية بعد قيامها بعمليات مداهمة وتفتيش لعدة منازل.
وذكرت وكالة معا الفلسطينية ان قوات الاحتلال اقتحمت بلدة ترمسعيا قضاء رام الله واعتقلت كلا من حمدان هشام ومحمد محسن وأنس عطا وعبد توفيق الهندي ومحمد حبش وفرناس ابو اسعد وعمر حمدان وعز الهندي وكلهم في العقد الثاني من العمر.
وقالت مصادر أمنية ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت مدينة أريحا واعتقلت الشاب شادي نادر بعد مداهمة منزله كما قامت باعتقال نصر دراغمة في بلدة قشطة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا من مدينة الخليل وداهمت العديد من قرى وبلدات المدينة جنوب الضفة الغربية.
وأشارت المصادر الى أن قوات الاحتلال نصبت العديد من الحواجز العسكرية على المداخل الرئيسية للمدينة وبلداتها وأوقفت خلالها الفلسطينيين ومركباتهم وقامت بالتفتيش الدقيق لهم والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية بحجة البحث عن مطلوبين لها.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا بعد مداهمة منزله في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية.
وذكرت وكالة وفا الفلسطينية ان قوات الاحتلال كثفت حضورها العسكري جنوب جنين وحطت طائرتان تابعتان لها بين بلدة كفر راعي وقرية فحمة وشن جنودها حملة تمشيط واسعة النطاق في المنطقة.
وفي وقت لاحق اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين على حاجز عسكري قرب قرية عزون العتمة قضاء قلقيلية بالضفة الغربية.
كماأصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيل في القدس المحتلة أوامر بهدم بناية سكنية مكونة من 25 شقة تقع في منطقة تل الفول بحي بيت حنينا بحجة البناء دون ترخيص.
ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية قولة أمس ان البناية تعود للفلسطيني شرحبيل علقم وتقطنها 25 عائلة تضم 170 شخصاً حيث قامت العائلات بشراء الشقق منذ أكثر من عامين مشيراً الى أن من بين الافراد المقيمين في البناية عشرة معوقين حركياً من الاطفال.
وأوضح عبد القادر ان الأمر الاداري الذي تسلمه السكان أمس الأول موقع من رئيس بلدية الاحتلال الاسرائيلي ويهمل السكان حتى الأول من الشهر المقبل موعداً نهائياً لاخلاء البناية.
في غضون ذلك أغلقت مديرة قسم المعارف في بلدية الاحتلال بالقدس المحتلة الروضة الوحيدة الموجودة في حي الثوري جنوب المسجد الأقصى المبارك.
ونقلت قناة الأقصى عن زيدان جويحان الناطق الاعلامي باسم لجنة أولياء أمور الطلاب في الروضة قوله ان سلطات الاحتلال قررت بشكل مفاجئ ومن دون علم مسبق للاهالي اغلاق الروضة بحجة عدم اكتمال النصاب القانوني.
من جهة أخرى قالت مؤسسة المقدسي لتنمية وتطوير المجتمع في مدينة القدس المحتلة إن مجموع قرارات هدم منازل الفلسطينيين التي تصدرها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بلغت في العام الجاري أعلى نسبة لها خلال الاعوام الماضية حيث وصلت حتى الان الى نحو 1054 قرار هدم واخلاء على حين بلغ مجموع أوامر واخطارات الهدم للمنازل منذ العام 2004 حتى العام 2009 الى ما يزيد على 4807 قرارات.
وأضافت المؤسسة في دراسة حديثة لها نشرتها وكالة وفا الفلسطينية ان الاحتلال يعمل على هدم منازل الفلسطينيين في المدينة حيث يقدر عدد البيوت التي تم هدمها منذ العام 1967 الى العام 2008 بـ 24145 منزلا وفقا لاحصائيات العديد من المؤسسات الدولية والفلسطينية مشيرة الى أنواع الهدم الاربعة العقابي والاداري والعسكري والقضائي التي يتبعها ويفرضها الاحتلال والتي تسببت بتشريد أكثر من 1459 مقدسيا من منازلهم. وأوضحت الدراسة أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي اخذت 47 مليون دولار من الفلسطينيين غرامات مالية فرضتها على المقدسيين بحجة البناء غير المرخص بين عامي 2004-2008 وان هناك 60 ألف مقدسي مهددون بالتشرد بسبب الممارسات الاسرائيلية الممنهجة في مدينة القدس المحتلة والهادفة الى اخلائها من الفلسطينيين عبر فرضها لقرارات هدم ومخالفات وغرامات مالية على أبناء المدينة الفلسطينيين لتزيد معاناتهم معاناة.
هذا وتواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي سياستها الاقصائية بحق الشعب الفلسطيني حيث مشهد التهجير والتشريد ما زال ماثلاً في صحراء النقب التي يقطنها نحو 200 ألف فلسطيني ورغم تلك الممارسات يواصل العرب المقاومة والبقاء في وجه الاحتلال الاسرائيلي الذي يسعى لمصادرة اخر ما تبقى لهم من أرض وممتلكات.
وقالت قناة الجزيرة ان معاناة السكان في النقب تتزايد فهناك نحو 45 تجمعا سكنيا عربيا منازلها من الخيام والصفيح والزنك يقطنها قرابة 110 آلاف عربي يملكون قرابة مليون دونم ويستمر الاحتلال بعمليات الهدم تحت غطاء البناء غير المرخص وإن القرى ليست ضمن مخططات التنظيم الامر الذي يعني أن هناك نحو 48 ألف بيت عربي في النقب يهددها خطر الهدم.
كما يهدد التهجير القسري عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 نتيجة مصادرة سلطات الاحتلال الاسرائيلي لأراضيهم وهدم بيوتهم.
ونقلت قناة بي بي سي عن تقرير لمؤسسة انقاذ الطفل العالمية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة قوله ان 49٪ من أصل 1500 فلسطيني من قرية يطا جنوبي الخليل في الضفة الغربية هجروا قسرياً مرة واحدة على الأقل منذ عام 2000 نتيجة مصادرة أراضيهم من قبل سلطات الاحتلال.
من جانب آخر قال أحمد أبو حلبية عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ان فتاوي حاخامات اليهود التي تبيح للاسرائيليين قتل الفلسطينيين بدم بارد تستهدف الاعتداء على الشعب الفلسطيني والتخلص منه نهائيا لتحقيق مشاريعهم الاستيطانية.
بموازاة ذلك قال علي النزلي الناطق الاعلامي باسم اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ان انطلاق قافلة أميال من الابتسامات من الساحة الاوروبية يعد تصحيحا لما كان معروفا فيها على مدار عشرات السنين حيث كانت هذه الساحة ضحية تضليل الاعلام الاسرائيلي حول الشعب الفلسطيني وحقوقه.
واوضح النزلي أن القافلة تضم ما يزيد على 100 سيارة اسعاف وشاحنة و200 كرسي متحرك للمعوقين بالاضافة الى مستلزمات طبية وغذائية وأدوية علاج غير متوفرة في الاسواق والمستشفيات التي يحتاج إليها للحالات الخاصة والامراض بسبب الحصار والعدوان الاسرائيلي على غزة.
وأكد النزلي أن القافلة تقل ما يقارب 110 شخصيات ناشطة في مجال حقوق الانسان وشخصيات اعتبارية ورؤساء منظمات حقوقية وادارية وانسانية واعلامية ورؤساء جاليات عربية واسلامية وشخصيات أوروبية جاؤوا ضمن الحملة الدولية للتضامن مع أطفال غزة التي تتشكل من مؤسسة شركاء من أجل السلام والتنمية البريطانية والحملة الدولية لفك الحصار.
من جانبها اكدت فصائل العمل الوطني الفلسطيني ان المقاومة هي البديل من المشاريع التصفوية التي تحاول النيل من الثوابت الوطنية وما يروج حول الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة التي رفضها الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة.
من جهته قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ان الطروحات الاسرائيلية بشأن اقامة الدولة الفلسطينية على خمسين أو ستين بالمئة من الاراضي الفلسطينية مرفوضة مؤكدا ان دولة فلسطين يجب أن تقوم على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967 وحل جميع القضايا الخاصة بالقدس واللاجئين والمياه والاستيطان. على صعيد آخر اجتمع الرئيس الامريكي باراك اوباما في البيت الابيض الليلة قبل الماضية مع بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية، ونقلت رويترز عن مسؤول اسرائيلي زعمه ان نتانياهو سيبلغ اوباما ما سماه رغبة اسرائيل الجادة في التفاوض مع الفلسطينيين.
من جهة أخرى قاطعت امرأة أمريكية رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال القائه كلمة أمام مؤتمر اتحاد المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الامريكية وأطلقت هتافات معارضة له ومناهضة للاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية ما دفع رجال الامن الى اخراجها من القاعة.
وذكرت قناة الأقصى ان نتنياهو كان يدعو في كلمته الى رفض تقرير غولدستون واستنتاجاته حول العدوان الاسرائيلي على غزة.