وانتهاكاً خطيراً لميثاقها والقوانين الدولية منددين بالعدوان التركي الأخير على مناطق بريف الحسكة الشمالي الشرقي.
وفي تصريح لمندوب سانا أكد نقيب المحامين في سورية نزار اسكيف خطورة الأطماع التركية العثمانية التاريخية في المنطقة عموما وسورية على وجه التحديد، مبينا أن السوابق الخطيرة والانتهاكات التي يرتكبها النظام التركي بحق السيادة السورية وكان آخرها العدوان على المالكية بريف الحسكة تعد خرقا فاضحا للمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
ورأى اسكيف أن العبث الجغرافي والديموغرافي التركي في المنطقة يأتي بدعم من الولايات المتحدة بشكل غير مباشر وغير معلن ويمثل شكلا من أشكال الجنون، مؤكدا أن هذه الانتهاكات التركية لن يكون لها أي أثر على أرض الواقع لأن الشعب السوري ملتف حول قيادته وجيشه ولن يفرط بجزء أو ذرة واحدة من تراب سورية وإرادة الشعوب أقوى من كل الإرادات والإملاءات مهما عظمت.
بدوره رأى عضو مجلس الشعب محمد فارس العبد الرحمن أحد مشايخ قبيلة طي أن الأطماع التركية في سورية ليست جديدة، مؤكدا أن صمود سورية شعبا وجيشا وقيادة سيبدد الأحلام التركية ولأن من صمد أمام الحرب الكونية على مدى تسع سنوات قادر على الصمود ودفع العدوان عن بلده.
وأشار فارس إلى أن الشعب السوري الأبي والشجاع يرفض بشكل تام أي تدخل تركي في الأراضي السورية سواء كان بذريعة حماية تركيا من ميليشيا «قسد» الانفصالية أم بغير ذلك من الذرائع والحجج الواهية.
أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد حذر من أن العدوان التركي على الأراضي السورية يعتبر تصعيداً خطراً وخروجاً عن جميع الشرائع والقوانين الدولية وستكون له تداعيات إنسانية كبيرة.
واعتبر عبد المجيد أن هدف رئيس النظام التركي أردوغان من هذا العدوان تصدير أزمته الداخلية إلى الخارج، مؤكداً أن سورية شعبا وجيشا وقيادة التي واجهت الإرهاب وحققت الكثير من الانتصارات عليه قادرة على هزيمة أي عدوان على أراضيها.
بدوره استنكر أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية ياسر المصري العدوان التركي الجديد على سورية الذي يشكل انتهاكاً واعتداء صارخاً على سيادة سورية مؤكداً أن الأطماع التركية التي يحاول النظام التركي تحقيقها على حساب الأمة العربية من خلال هذا العدوان وغيره ستفشل ولن يكتب لها النجاح بفضل صمود سورية ومعها محور المقاومة.
أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة أبو حازم دعا من جانبه المجتمع الدولي للضغط على النظام التركي لسحب قواته من الأراضي السورية مشدداً على ضرورة الوقوف إلى جانب سورية شعباً وجيشاً وقيادةً التي وقفت بشكل دائم مع القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية والتي تعد بحق ركيزة أساسية من ركائز محور المقاومة في التصدي للمشاريع الصهيوأمريكية المنطقة.
وفي موسكو أدان عضو مجلس الدوما الروسي نيكولاي حاريتونوف إقدام النظام التركي على شن عدوان جديد على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن رئيس النظام رجب أردوغان يصر على ارتكاب الأخطاء في سياساته تجاه سورية.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أمس قال حاريتونوف: من الخطأ الكبير أن تقوم دولة كتركيا باعتبارها من الدول الضامنة لعملية آستنة بشن حرب على سورية، مشيراً إلى أن العدوان الجديد يتزامن مع قرب القضاء على ما تبقى من إرهابيين والتوصل إلى حل سياسي للأزمة لتهيئة المناخ المناسب من أجل إعادة الإعمار في البلاد ولافتاً إلى أن وجود قوات أجنبية بصورة غير شرعية على الأراضي السورية يعرقل التوصل إلى تسوية للازمة.
وفي مقابلة مماثلة وصف عضو مجلس الدوما الروسي فلاديمير بوزنيكوف العدوان التركي على الأراضي السورية بأنه تصرف إجرامي وعقيم ينبغي منعه وقال إن قصف الأراضي السورية بذريعة حفظ أمن تركيا من الإرهابيين هو تفكير أحمق وعمل إجرامي، داعياً النظام التركي إلى التخلي عن هذا النهج والتنسيق مع سورية للتوصل إلى حلول للمشكلات القائمة.
وأكد بوزنيكوف أن النظام التركي يرعى الإرهاب وحوّل أراضي تركيا إلى مقر وممر للإرهابيين إلى سورية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن قوى حلف شمال الأطلسي «ناتو» تقوم بالتغطية على ممارسات النظام التركي الرامية الى إطالة أمد الحرب على سورية لمنعها من إعادة بناء اقتصادها بعد أن قضت على القوى الرئيسة للإرهاب.
وفي السياق ذاته أكد السفير التشيكي السابق في تركيا توماش لانييه أن ما يقوم به رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان من ممارسات تجاه سورية يمثل عدوانا على أراضيها وسيادتها وخرقا للمواثيق الدولية.
وقال لانييه في حديث للإذاعة التشيكية إن أردوغان يعاني من مشاكل كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي وبالتالي محاولته عرض عضلاته من خلال الاعتداء على الأراضي السورية تهدف إلى تحقيق نقاط ومكاسب لدى الرأي العام التركي وهو ما يبدو بعيدا عن التحقق.
وأوضح لانييه أن أردوغان وعبر سياساته يتصف بالعدوانية، منبها إلى أن ثمن هذه السياسات والمغامرات سيكون باهظا على تركيا على مختلف الصعد.
وكان جيش النظام التركي اعتدى مساء أمس الأول على مناطق بريف الحسكة الشمالي الشرقي مستهدفاً مواقع قرب معبر سيمالكا غير الشرعي على الحدود السورية العراقية وتل طويل بريف منطقة المالكية حيث توجد نقاط لميليشيا «قسد» الانفصالية.