تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ندوة... مهارات الاتصال والتواصل مع الطفل... فـنّ تفرضـه الحاجة..

ثقافة
الاربعاء 9-10-2019
نوار حيدر

الطفل لين العريكة بمعنى أنه سهل الانقياد لذا علينا استثماره لما فيه خيره, ولكي نصل لهدفنا هذا لابد من امتلاكنا الأدوات اللازمة, وأهمها التواصل والتعاطي معه لنسبر ونعرف ونوجه..

وفي هذا السياق وضمن أنشطة وفعاليات مركز ثقافي كفرسوسة أقيمت ندوة بعنوان (مهارات الاتصال والتواصل مع الطفل), قدمها عضو قيادة منظمة طلائع البعث السيد وضاح سواس الذي بدأ ندوته بأن اللبنة الأولى لمد جسور التفاعل والتواصل المباشر مع الأطفال تكون في منازلهم وحياتهم اليومية.. طرح مشكلة وحلل آثارها على نفوس الاطفال، درس ردود افعالهم التي عبر عنها الأطفال بشفافية عباراتهم الطفولية، ثم شاركهم الحلول فجعل بذلك الاتصال والتواصل بداية مسار بناء طفل قادر على تحليل ومواجهة مشكلاته المستقبلية.‏

ميّز سواس بين الانصات والاستماع، فالاستماع يكون عن طريق الاذن ويعتمد على الكلمات والصوت فقط.بينما الانصات يتم عن طريق العقل باستقبال الرسالة عن طريق العين والأذن فيستخلص ويدرك المعاني التي يقصدها المتحدث بعد تحليل العلاقة بين المتغيرات اللفظية وغير اللفظية.‏

تحدث سواس عن الوصايا العشر في الإنصات.‏

فمن آداب الحديث أن ينصت الفرد لمحدثه لأن الفرد لن يستطيع أن يستمع وهو يتكلم.‏

وبالمقابل لابد من منح المستمع فرصة ليعبر من خلالها عن رأيه بما سمع فيعكس بذلك ملكوت أفكاره.‏

للمتحدث أن يلتمس الاهتمام أثناء الاستماع إليه ويكون ذلك باستخدام لغة الجسد وخاصة تعابير الوجه.‏

حين يفرد المستمع أوراقه مثلا او ينقر بأصابعه فإنه يقوم بالتشويس على عملية الانصات والأَولى به أن يغلق النافذة أو الباب مثلاً.‏

فمن اللائق أن يضع الفرد نفسه بمكان المتحدث ليستشعر أحاسيسه ويتعاطف معه ويحاول قراءة مالم يقله بصراحة, بالتنبه إلى تعبيراته غير اللفظية, دون أن يقاطع المتحدث او يرسل رسائل غير لفظية يعبر من خلالها عن السأم أو الضجر.‏

ومن الوصايا العشر للانصات الاحتفظ بالهدوء, فالغضب يعكس المعاني لتكون خاطئة ويسيء تفسير الكلمات فيفقد بذلك المتلقي القدرة على التركيز والاستيعاب.‏

على الفرد أن يتمتع بسعة صدره فيرحب بالاعتراضات أو الانتقادات بالإنصات الجيد وتحليلها منطقياً بعيداً عن الانفعال وردور الأفعال.‏

وللحصول على معلومات أكثر وضوحاً على المرء أن يسأل في الوقت المناسب لأن الأسئلة تشجع الطرف الآخر على الاسترسال وهي دليل الاستيعاب.‏

(توقف عن الكلام قليلاً) هي الوصية الاولى والأخيرة والتي تعتمد عليها جميع الوصايا الأخرى.‏

أشار سواس إلى أن العقل البشري يستطيع في الدقيقة الواحدة التفكير في ستين كلمة والاستماع إلى ثلاثمئة كلمة ونطق مئة وخمس وعشرين كلمة.‏

فإتقان فن التواصل مع الآخرين ولاسيما الأطفال لان التواصل هو الطريقة المثلى لتوسيع دائرة التفاهم بين الناس، فتتشاطر الأطراف المتواصلة آراء جديدة وسلوكيات جديدة. لذا على الفرد أن يرتب أفكاره قبل أن يتكلم فلا يتسرع بالحكم على ما هو آت وهذا يرسخ أهمية إتقان فن التواصل مع الآخرين ولاسيما الأطفال.‏

أما انشاء حوار مثمر وبنّاء مع الطفل فيتطلب تقديرا وتفهماً لمشاعر الطفل ليشعر بالدعم والمساعدة فيسهل بذلك زرع المفاهيم التربوية والأخلاقية في نفوسهم وتعريفهم بالحقوق والواجبات وكيفية تقديم الحلول والبدائل.‏

و أكد أن عملية الاتصال الفعال ذو اتجاهين مختلفين، فيها الأخذ والعطاء، وتبادل الأفكار والمشاعر والفكر والمعلومات. ولتكون الاتصالات فعالة من المهم الاستماع والإصغاء إلى المجموعات المستهدفة بنفس القدر الذي نتحدث فيه إليهم.‏

أخيراً نقول:‏

لبناء طفل متماسك ومتوازن لابد من اثرائه بالقيم والأخلاق ليكون قادراً على بناء وطننا والنهوض به ولاسيما بعد الحرب الشعواء التي دمرت واستنزفت الكثير من معاني الطفولة فبالحوار والتواصل الواعي مع أطفالنا يمكن أن نعيد السلام إلى نفوسهم وهذا يقع على عاتق الأهل بالدرجة الأولى ولمؤسسات المجتمع وللإعلام دوره أيضاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية