ثم قالوا حرية و راحوا يقتلون و يقتلون من الجنود البواسل ومن هؤلاء قتلوا ولدي عمار طه العليص و ذنبه أنه من حماة الديار يدافع عن الوطن و قدسية ترابه .
بهذه المقدمة بدأ طه والد الشهيد عمار حديثه عن استشهاد ولده مؤكداً كان عمار كزهرة الياسمين خجولا طيبا خلوقا يحب الأطفال كثيرا ويلاعبهم دائما , يكره أذية الناس و يساعد الجميع و فوق ذلك كان يحب عمله و يعمل طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة حيث كان يقول الجمعة للصلاة و الراحة.
بدورها الحاجة خاتون النبهان والدة الشهيد عمار أشارت إلى أن ولدها كان ينظر للأرض عندما يحدثها و هذا من كثرة خجله و أدبه و حيائه و عندما التحق بخدمة العلم / أحسست بأنه أصبح رجلا وعندما كان يتحدث معي بالهاتف كنت أبكي و كان يقول لي : أمي لماذا تبكين لقد أرسلت للجيش رجلا و ليس ولدا .
مصعب الأخ التوءم للشهيد عمار قال :عمار كان حبيبي و أخي التوءم قولا و فعلا و قسما كنا نحس و نشعر ببعضنا البعض, و نحن بعيدون عن بعضنا فكل واحد في مكان ما في قطعته العسكرية .
و أذكر أن عمار أصيب مرة بطلق ناري في رجله و أخذوه إلى المشفى و في ذات اللحظة شعرت بضيق في النفس و كآبة لم أدر مبرراً لها و عندها حدثت أهلي بالأمر فقالت والدتي: يا ولدي استفسر عن عمار اعتقد أنه هو في ضيق و عندما اتصلت بقطعته علمت بالأمر فأخذت إجازة و ذهبت و اطمأننت عليه أنا و والدي و عندما سألناه عن وضعه قال : كله يهون فداء للوطن .
ياسين العليص عم الشهيد و علي النبهان خال الشهيد أكدا بأن الشهيد عمار قدم نفسه و روحه فداء الوطن و نال الشهادة التي يطمح إليها كل إنسان و هذا كان هدفه منذ أن التحق بالخدمة الإلزامية .
عبد الله و علي أخوا الشهيد أشارا إلى أنهما يفخران باستشهاد عمار و عندما يكبران سيلتحقان بخدمة العلم و لن يبخلا بالروح إذا تطلب الأمر .
فاطمة و عايدة وغفران وهند وأسماء أخوات الشهيد طلبن من الله أن يكون مكان عمار بجانب الرسول و الأخيار والصالحين ، مؤكدات أن عمار سيبقى رمزاً للفخار لدى هذه العائلة .
يشار إلى أن الشهيد عمار مواليد 1990 استشهد 16/7/2011 في منطقة / الضمير / في ريف دمشق و هو يؤدي واجبه الوطني و وري الثرى في مقبرة جبرين مسقط رأسه و التي تبعد عن حلب /17/كم .