وعند الحديث عن مقومات الصمود الاستثنائي في ظل هذه الظروف الحالكة الخطورة، فإننا نجد بأن الكل يشير بالبنان إلى عظمة هذا الشعب الذي حدد منذ اللحظات الأولى خياراته، أنه مع الوطن مع ترابه، مع أمنه وجيشه، مع استقراره، مع استقلاله السياسي فا نتفض بكل كبرياء العزة من صغيره إلى كبيره، بتعدد أطيافه وانتماءاته.
ولعل السر في هذا الكبرياء وفي هذه الأنفة والعظمة أن هذا الشعب العربي السوري محصن أخلاقياً عبرتاريخه القديم والحديث، محصن بعاداته وتقاليده الراقية، بسماحته، بتآلفه بسخائه، محصن أخلاقياً وهو الذي فتح ممراته وحدوده، وشرّع أبوابه لاستقبال كل عربي عانى التهجير حين حلّت النكبات والويلات ببلدانهم كفكف دموع الأطفال والنساء واليتامى، جاد بخبزه وقمحه ونفطه.. فتح مدارسه وجامعاته أمام طالبي العلم، عالج المرضى وبشكل مجاني، بمعنى أنه تقاسم حتى الأوكسجين والهواء في هذه البيئة المضطربة بكل الاتجاهات.
ومع كل ماتقدم على أهميته يبدو أن الأهم من كل هذا وذاك أن مايميز هذا الشعب في غالبيته هو العقيدة التي يمتلكها من حيث تربيته ووطنيته، فالميراث عنيد وحاد الطباع عندما يتعلق الوضع بجرح الكرامة الوطنية، خاصة بعد حقبةلا بأس بها من الاستقرار السياسي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، مع الولاء والوفاء لإنجازاته والذي عاشته سورية طيلة الـ 40 عاماً عززت دعائم القوة والمناعة طالما الشعب بمؤسساته وبنيته هو الذي يزرع وينتج ويضع ويدبر أموره بيده..
ماجعله سيد نفسه داخل الحدود وخارجها.