« عدوى» جنون لأجل البقاء
سينما الأثنين 30-1-2012 رنده القاسم بدأ فيلم (عدوى-Contagion ) بعبارة (اليوم الثاني) وعلى مدار الفيلم والأيام تتوالى حتى تجاوزت المائة و حصدت معها أرواح عشرات الملايين من الناس عبر الكرة الأرضية .
أما اليوم الأول فيفترض أنه اليوم الذي ولد فيه ذاك الوباء الغريب الذي انتشر بسرعة رهيبة بين البشر في كل أنحاء العالم.و البداية كانت مع صوت سعال بيث (غوينيث بالترو) العائدة من رحلة في هونغ كونغ مرورا بشيكاغو حيث التقت بعشيقها السابق. و مع وصولها البيت كان ابنها و زوجها ميتش (مات دامون) في استقبالها و بعد يومين نقلت بيث إلى المشفى و ماتت، ليلحق بها ابنها نتيجة الأعراض ذاتها . و في الأيام التي سبقت موت بيث لم يكن الفيلم يرصدها وحدها ، إذ شاهدنا أشخاصاً مختلفين في مناطق متنوعة مثل هونغ كونغ ، لندن ، طوكيو ، الصين و هؤلاء تواصلوا بشكل أو بآخر مع بيث، و في كل مرة يكتب اسم المدينة التي انتقلوا اليها كان يرفق بتعداد السكان فيها ، في إشارة الى كم الناس المعرضة حياتهم للخطر . و مع الانتشار الخطير للمرض بدأ المعنيون في الصحة في العالم بالعمل المحموم لاكتشاف الوباء ووضع اللقاح المناسب. كما عبّر ممثل وكالة الأمن الأميركي عن مخاوفه من أن يكون الأمر سلاحا بيولوجيا استخدم لخلق فوضى في فترة أعياد الميلاد.
بعد أن ثبتت أن ميتش يحمل مناعة ضد المرض ، اخرج من العزل الصحي وسعى للهرب بابنته غير أن حجراً صحياً عسكريا فرض على البلد والتزم الناس منازلهم و معها سرت فوضى مرعبة وتعطلت البلد وانتشرت السرقات والجرائم وزاد الطين بلة فيلم فيديو أطلقه الصحفي آلان (جود لو) عبر شبكة الانترنيت يصور فيه نفسه وقد بدأت تظهر عليه أعراض الوباء ومن ثم يتناول مصلا للشفاء أطلق عليه اسم (فورسيثيا) ما خلق حالة من الجنون وسط السكان للحصول على هذا المصل وبالتالي زاد الوباء مع زيادة الاحتكاك بين المرضى والأصحاء. الفيلم من اخراج ستيفن سوديربيرغ و قد صور في مناطق عديدة من العالم و عرض في افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي و لاقى ترحيبا كبيرا من النقاد، و قد كان الفيلم مميزا و بارعا في نقله ذاك الصراع الرهيب المخيف لأجل البقاء وسط بحث لأجل معرفة ماذا حدث في (اليوم الأول).
|