من أفلام «مهرجان المهرجانات» .. «البشرة التي أحيا فيها» .. رعب دون صراخ
سينما الأثنين 30-1-2012 هل يمكن للحزن والأسى على فقيد غال أن يدفعنا نحو الجنون أو التخلي عن شرف مهنتنا ومبادئنا ؟.. سؤال برسم الفيلم الاسباني (البشرة التي أحيا فيها the skin I live in)
الذي تدور أحداثه حول طبيب تجميل وأكاديمي يدرّس في الجامعة وله أبحاثه ودراساته، ويسعى إلى اختراع جلد بشري من نوع خاص، لا يتأثر بالحروق ولدغ الحشرات، عن طريق التحوير والتعديل الوراثي . ورغم أن ذلك مخالف لمبادئ المهنة وقوانينها لكنه كان يملك دافعاً أقوى لمخالفة قسمه المهني، فقد تعرض لصدمة نفسية كبيرة إثر وفاة زوجته بحادث سير، وفي قرارة نفسه يؤمن أنه لو جعل لها جلداً مقاوماً، لأبعدها عن المخاطر . فنراه يحبس امرأة ويضع لها ذاك الغلاف الجلدي، ويجري عليها تجارب عديدة ، وينتهي به المطاف إلى حبس أحد الشبان وإجراء تحويل جنسي له، وإعادة تشكيله ليتحول إلى أنثى تشبه زوجته، وضمن المفارقات ينتهي به الأمر إلى قتله من قبل تلك الفتاة التي ساءها ما فعله بها من تغيير جنسي .
ما يميز الفيلم أن أحداثه تسير بهدوء وإثارة في الآن نفسه . وتظهر بين الحين والآخر مفاجآت غير متوقعة من طبيب بات هاجسه الوحيد، كيف يعيد تشكيل إنسان جديد دون مراعاة لأي قيود أو ضوابط، سواء كانت أخلاقية أو اجتماعية أو قانونية . وبالطبع يتغلب عنصر الجريمة، فنراه يقتل أخاه غير الشقيق وهو لا يدري أنه أخوه، لأن والدته لم تفصح له عن ذلك . ولا ننكر أن للخيال العلمي جولة واضحة في هذا العرض، فمن يدري، ربما في سنوات ليست بالبعيدة سنرى ما كان يعتقد أنه وهم علمي، يتحول إلى حقيقة ، ونحصل على شخص حسب الطلب والمواصفات التي نضعها !.
الفيلم للمخرج الاسباني بيدرو ألمودوبار، بطولة أنطونيو بانديراس ، ويصنف بين أفلام الرعب المعتمدة على حكاية مخيفة، دون صراخ أو مؤثرات أو صدمات . وهذا يسجل له، فرغم أن المفاجآت كانت تذهل المشاهد، ولكن وتيرة الأحداث وتوالي مشاهدها بذاك الهدوء، جعلنا نخضع خوفنا ونرتشف ريقنا دون أن ننطق ببنت شفة .
|