والمؤامرات بدأت منذ قرن ونصف بغية تحقيق الحلم الكاذب للحركة الصهيونية العالمية وبناء ما يسمى إسرائيل على حساب مصالح وحقوق الشعوب، وفي هذا السياق أكدت الأوساط العربية المختلفة أن أكثر من يتأثر بهذه المؤامرة التي تستهدف سورية هي القضية الفلسطينية لأن أي تغيير في المنطقة سيكون على حساب دور الممانعة والمقاومة وتشتيت قدراتها.
**
أحزاب وقوى لبنانية: أنظمة ملكية وإمارات لا تعرف الديمقراطية تطالب بحرية الشعوب!!
من جهتها جددت شخصيات وأحزاب لبنانية الوقوف الى جانب سورية ودعمها في مواجهة ما تتعرض له من مؤامرة تستهدف النيل من صمودها معتبرة أن الاستقرار في لبنان جزء من استقرار المنطقة بشكل عام ومرتبط على نحو خاص ودقيق بالاستقرار الامني والسياسي في سورية.
وأكد مروان خير الدين وزير الدولة اللبناني أن سورية لن تكون لقمة سائغة لبعض الدول أو الاشخاص في المنطقة أو خارجها خدمة لاسرائيل وبعض الدول العربية والاجنبية مشيرا الى أن سورية قوية بشعبها وجيشها وتحالفاتها الاقليمية والدولية.
وقال خير الدين في حديث الى قناة الجديد اللبنانية.. ان سورية لن تهزم لان بعض الدول العربية تريد خدمة العدو الصهيوني في المنطقة بشكل مباشر او غير مباشر داعيا الحكومة اللبنانية الى منع استخدام لبنان لتسلل المسلحين والارهابيين ودخول الاسلحة الى الداخل السوري.
من جانبه أكد فيصل كرامي وزير الشباب والرياضة اللبناني أن الاستقرار في لبنان جزء من استقرار المنطقة بشكل عام ومرتبط على نحو خاص ودقيق بالاستقرار الامني والسياسي في سورية.
وقال كرامي خلال احتفال في طرابلس أقامه حزب الاتحاد برئاسة عبدالرحيم مراد.. ان أي لبناني عاقل لا يمكن أن يمارس لبنانيته الصافية والنقية والمترفعة الا اذا تمنى وسعى واجتهد وبذل ما بوسعه لكي تستعيد سورية الامن والاستقرار ولكي يخرج السوريون من هذه المحنة والمؤامرة منتصرين امنين أعزاء.
بدوره أكد مراد أن سورية قوية بتماسك شعبها وجيشها واصرار قيادتها على اجراء الاصلاحات المطلوبة التي تؤمن تمثيل جميع فئات وشرائح الشعب السوري رافضا سياسة النأي بالنفس فيما يخص الازمة السورية.
وقال مراد في كلمة له خلال ندوة سياسية بعنوان لبنان والمتغيرات العربية الوقائع والتحديات ان الولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل تطلب رأس العروبة ورأس الاسلام ورأس النفط معتبرا أن بعض الانظمة الخانعة تتماهى مع هذا المشروع وتساعد على تحقيقه متسائلا كيف يحق لانظمة ملكية ولامارات لا تعرف الديمقراطية ولا الحرية أن تطالب بحرية الشعوب الأخرى.
وفي السياق ذاته قال مراد ان هناك بعض الاطراف اللبنانية تقوم بعمليات تهريب السلاح في أكثر من منطقة في لبنان الى سورية معتبرا أنها تشكل اساءة الى سورية ولبنان داعيا القوى الامنية الى التشدد أكثر كي لا يتم تخريب العلاقة مع سورية.
بدوره شدد مصطفىحمدان أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين «المرابطون» على أن هناك علاقة واضحة بين جماعة فريق 14 شباط ومع ما يسمى بمجلس اسطنبول موضحا أن عملية الاتصال مع هذا المجلس هي عملية نقض للدستور اللبناني ولكل الاتفاقيات مع سورية.
ودعا حمدان الحكومة اللبنانية الى أخذ موقف واضح وبالا تنأى وتتعامى عن الاتصالات المشبوهة التي ستجر لبنان الى دفع فواتير دموية على صعيد الواقع الاقليمي.
من ناحيته أكد النائب علي فياض عضو كتلة الوفاء للمقاومة أن التدخلات الخارجية في الازمة السورية بلغت حدا خطيرا محذرا من أن هناك من يدفع باتجاه تدويل الازمة وأن هناك مؤامرة على اكثر من مستوى واصرارا باتجاه مفاقمة الوضع في سورية.
وانتقد فياض في كلمة القاها في بلدة كفركلا مرجعيون بشدة عدم اكتراث مجلس الامن الدولي بكل المبادرات الايجابية التي اطلقتها القيادة السورية بهدف حل الازمة على قاعدة الحوار والمضي قدما في الاصلاحات لافتا الى أن هذا يعتبر دليلا واضحا على ان ثمة من يريد تدهور الاوضاع في سورية ولا يريد لها ان تكون مستقرة. وفي سياق متصل طالب فياض الحكومة اللبنانية بالتحرك الجدي والفاعل لضبط حالة الاستباحة للحدود اللبنانية الشمالية مع سورية وقال: ان ثمة استباحة لحدودنا الشمالية باتجاه سورية واستخدامها كمعبر لتمرير السلاح والمسلحين.
واضاف فياض ان هذا ليس فيه مصلحة للبلدين وللاسف الشديد هناك حالة تسيب امني في المنطقة الشمالية على مقربة من الحدود وهذا يدفع باتجاه ان تكون المنطقة وكأنها بؤرة استقطاب أو جذب لتيارات مختلفة.
من جهته حذر النائب قاسم هاشم عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية من أن هناك أطرافا خارجية تعمل على تأزيم الوضع في سورية وأن تأثير ذلك سيكون دون أدنى شك سلبيا على لبنان واللبنانيين.
كذلك ادان المجلس المركزي في جمعية قولنا والعمل في لبنان التفجيرات الارهابية والاعتداءات التي يقوم بها المسلحون والارهابيون ضد المدنيين والمؤسسات في سورية.
واعتبر المجلس في بيان بعد اجتماع برئاسة الشيخ احمد قطان رئيس الجمعية ان وفق اعمال بعثة المراقبين العرب تصب في خدمة المشروع الاسرائيلي الامريكي الذي يريد تفتيت الدول العربية والاسلامية.
ودعا البيان الحكومة اللبنانية الى العمل بجدية لمنع قيام اشخاص بتهريب المسلحين والاسلحة الى الداخل السوري ورأى في ذلك خدمة للعدو وتصعيدا للاعمال الارهابية ضد السوريين.
بدوره اكد عضو هيئة الرئاسة لحركة أمل قبلان قبلان ان المؤامرة التي تستهدف سورية كما استهدفت لبنان هدفها اسقاط مشروع المقاومة والممانعة وقال لقد جربوا كل الاسلحة وفشلوا في المواجهة واليوم يلتفون حول سورية الخاصرة التي تعتمد عليها المقاومة.
**
«التحرير الفلسطيني» : ما يجري في سورية تمهيد حقيقي للنيل من ثقافة المقاومة
فقد أكد اللواء محمد طارق الخضراء رئيس هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن المؤامرة التي تتعرض لها سورية تهدف الى خلق شروط ملائمة لهيمنة الكيان الصهيوني على الوطن العربي.
وأشار اللواء الخضراء خلال محاضرة له أمس في مكتبة الأسد الوطنية بعنوان المؤامرة على سورية والوطن العربي أهدافها وتفاعلاتها واسس التصدي لها إلى أنه رغم ضخامة المؤامرة وتعدد الأطراف المشاركة فيها فان سورية ستخرج منتصرة وأقوى مما كانت عليه وستشكل عامل استنهاض وطني وقومي للوصول الى حالة قومية عربية ناهضة تشكل مناعة في البلدان العربية ضد المؤامرات التي استشرت خلال الفترات الماضية مشيرا الى ان التصدي للمؤامرة يشمل محاور عدة منها مواصلة النهج الاصلاحي والتصدي للمجموعات الارهابية المسلحة وكسب المزيد من الاصدقاء الدوليين.
وقال اللواء الخضراء ان أكثر من يتأثر بالمؤامرة التي تستهدف سورية هي القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لان أي تغيير في المنطقة على أساس تحجيم دور الممانعة والمقاومة الوطنية وتشتيت قدراتها سيؤدي الى استساغة يهودية الدولة الاسرائيلية وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.
ورأى رئيس هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن ما يجري الان هو تمهيد أساسي للنيل من ثقافة المقاومة.
حضر المحاضرة عدد من اعضاء القيادة القطرية للتنظيم الفلسطيني لحزب البعث العربي الاشتراكي وامينا فرعي اليرموك وفلسطين للحزب وممثلو فصائل تحالف القوى الفلسطينية والمنظمات الشعبية والنقابية بدمشق.
**
جاليتنا في لبنان تحيي روسيا والصين على مواقفهما الداعمة
في هذه الأثناء نظمت الجالية العربية السورية في لبنان تجمعا حاشدا انطلق من شوارع بيروت وصولا الى مقر السفارة الروسية لتقديم الشكر والتحية لروسيا على موقفها المشرف والبناء تجاه سورية ورفضها كل انواع الضغوط والتدخلات الاجنبية والخارجية في الشؤون الداخلية السورية.
واكد المشاركون الذين حملوا صور السيد الرئيس بشار الأسد والاعلام السورية واللافتات التي حملت عبارات التحية والشكر لروسيا والصين تقديرا لمواقفهما في مجلس الامن تجاه سورية رفض الشعب السوري للتدخل الاجنبي في شؤون بلده ولكل اشكال الفتن والمؤامرات التي تحاك ضده.
**
كاتب أردني: ما ورد من حقائق بتقرير المراقبين أثار غضب السعودية
كما قال الكاتب الأردني عبد الرحيم غنام في مقال ان الشعب السوري اكد لأعدائه أنه يقف صفا واحدا بوجه المؤامرات التي تحاك ضد بلده متمسكا بوحدته الاجتماعية وسيادته الوطنية ومشروعه المقاوم.
واضاف غنام في مقال نشرته جريدة الديار الاردنية تحت عنوان (ربيع سورية مختلف) ان ما ورد من حقائق في تقرير بعثة المراقبين العرب أثار حنق وغضب السعودية وقطر ما دفعهما الى اتخاذ قرار بسحب مندوبيهما من بعثة المراقبة ما يؤكد أن حرباً كونية تستهدف سورية ودورها القومي المقاوم كما تستهدف اللحمة التاريخية التي يتمتع بها الشعب السوري البطل.
ورأى غنام في مقاله ان سورية العربية وشعبها العربي الصامد الى جانبه الشعوب العربية وقياداتها الشعبية والحزبية المناضلة تقف سدا منيعا دفاعا عن سورية والمقاومة العربية في كل مكان وبخاصة في فلسطين ولبنان وستهزم المؤامرات مهما كبر حجمها.
وتابع الكاتب الاردني يقول.. على المتآمرين الأمريكيين والإسرائيليين الصهاينة والفرنسيين والبريطانيين ومن خلفهم من المتآمرين والعملاء العرب أن يدركوا أنهم لن ينالوا من هذا الشعب العربي الموغل بالتاريخ وليعلم الجميع ان المؤامرة على سورية ستتحطم على صخرة صمود الشعب العربي المقاوم الرافض للتبعية مهما كان لونها او جنسها وسيبقى يقاوم حتى دحر المؤامرة وكشف المتآمرين.
**
أمانة الأحزاب العربية: الجامعة تنكرت لحقائق تقرير المراقبين لتشجيع الإرهاب
من جانبها ادانت الامانة العامة لمؤتمر الاحزاب العربية اصطفاف جامعة الدول العربية الى جانب أعداء الامة في استهداف سورية وقفزها على الوقائع التي كشفها تقرير بعثة مراقبي الجامعة الى سورية.
وقالت الامانة العامة في بيان أمس تعقيبا على قرار الجامعة العربية احالة الازمة السورية الى مجلس الامن وتنكرها للحقائق التي حملها تقرير بعثة المراقبين وقرارها وقف عملهم.. ان هذه القرارات بمثابة تشجيع للاعمال الارهابية والاجرامية الممنهجة التي تقوم بها مجموعات ارهابية مسلحة في سورية من قتل للابرياء والكفاءات العلمية وتدمير للبنية التحتية.
واعتبرت الامانة العامة للاحزاب العربية أن الجامعة العربية شريكة في هذا الدم وهذا التدمير وكرست حقيقة أن الدور المطلوب من مبادراتها هو جر الازمة الى التدويل.
وطالب البيان الدول العربية التي استكانت لبعض دول الخليج المرتهنة للمشروع الاميركي الصهيوني بأن تنقذ شعوبها من هذه الوصمة التاريخية وأن تعمل على دفع جميع الاطراف في سورية الى الحوار الشامل للخروج بها قوية منيعة في مواجهة أعدائها وتفعيل المبادرة الشعبية العربية لدعم الاصلاح ورفض التدخل الاجنبي.