ويشكل تحريضا ويرمي الى السير بالقضية بمجملها ليس الى ضمان مصالح الشعب السوري الذي يطالب بحياة افضل بل الى استخدام الوضع الناشئ لتحقيق مصالح جيوسياسية ذاتية.
واضاف لافروف في مقابلة مع شبكة التلفزة اليابانية ان اتش كي نشر نصها أمس في موسكو ان هذا الموقف هو من مواقف القرن الماضي ويعكس سيكولوجيا قديمة ينبغي التخلص منها.
واوضح لافروف ان روسيا تقدمت بمشروع قرار الى مجلس الامن حول سورية يتعلق بثلاث نقاط الأولى هي وقف العنف مهما يكن مصدره وهذا ما يفترض بداهة ضرورة ممارسة تأثير ليس على الحكومة السورية فقط بل ايضا على المجموعات المسلحة التي تعمل ضدها والنقطة الثانية تتمثل في عدم السماح بأي تدخل اجنبي في العمليات الجارية في سورية والنقطة الثالثة هي ضرورة اطلاق حوار وطني داخلي دون شروط مسبقة.
واشار لافروف الى ان هذا ما كانت عليه الخطة الاساسية لجامعة الدول العربية في تشرين الثاني الماضي وقد اعددنا مشروع قرار لمجلس الامن تأييدا لهذه المواقف ولكن زملاءنا في المجلس رفضوا للاسف دعم مشروع القرار هذا لثلاثة اسباب اولها انهم كانوا يريدون ان يحذفوا من نص مشروع القرار اي دعوات الى المعارضة بالابتعاد عن المجموعات المسلحة وان يحذفوا كذلك الدعوات الى البلدان القادرة على التأثير على التشكيلات المسلحة المتطرفة بان تدرك اهمية وقف العنف في ظل تأثير مواز على النظام في سورية.
ولفت لافروف الى ان السبب الثاني الذي منع الغربيين من الموافقة على مشروع القرار الروسي ينحصر في انهم كانوا يريدون بصورة حتمية اما فرض عقوبات واما التهديد بها وهذا ما نعارضه لسبب بسيط جداً هو ان العقوبات نادراً ما تؤدي الى الهدف المنشود وفي الحالة السورية فان الاوروبيين الغربيين والاتحاد الاوروبي بشكل عام والولايات المتحدة وبعض البلدان الأخرى فرضت عقوبات احادية الجانب دون ان تسأل روسيا رأيها وحتى دون ان تعلمها بذلك وهذا ليس من باب الشراكة ويرجوننا الان عمليا ان نؤيد ما قرروه من دوننا سابقا ولو انه جرى عمل جماعي مسبق لربما كان بالامكان التوصل الى قرار منسق لا يتضمن بصورة حتمية العقوبات سارية المفعول حاليا بصورة احادية الجانب.
واكد لافروف ان السبب الثالث بعيد الدلالة جدا فمشروع القرار الروسي ينص على انه لا يمكن تأويل أي شيء في قرار مجلس الامن على انه يجيز استخدام القوة وتدخل أي كان من الخارج في شؤون سورية ولقد ادخلنا هذا البند في مشروع قرارنا لانه لايزال حاضرا في اذهان الجميع بعد قرار مجلس الامن حول ليبيا الذي جرى تشويهه ما الحق الضرر بسمعة مجلس الامن التابع للامم المتحدة وهذا البند لم يكن ملائما للبلدان الغربية وهذا امر له دلالته ايضا واذا كان احدهم يقول انه لا ينوي التدخل فتعالوا لنقول معا ان هذا القرار يحظر أي تدخل ولا يتيح أي تأويل من هذا القبيل.
وشدد لافروف على ان الموقف الروسي لايزال ثابتا على حاله فنحن مع وقف العنف في سورية من الطرفين وان المشاهد التي نراها على شاشات التلفزة حاليا تقنعنا مرة أخرى بضرورة التوصل فورا الى وقف اطلاق النار كحد أدنى واعتقد انه لايزال من الملح كالسابق البدء بحوار دون أي شروط مسبقة.
ولفت لافروف الى ان الوضع الناشئ حاليا حول مبادرة جامعة الدول العربية بصدد سورية يبعث على الاسف لدينا فهذه الجامعة ارسلت مراقبيها واستلمت منهم تقريرا لم نره حتى الآن بل سمعنا عنه من خلال مؤتمر صحفي لرئيس بعثة المراقبين العرب ولقد اعلن رئيس هذه البعثة في تصريحه عدم موافقته على القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية انطلاقا من تقريره.
وقال لافروف ان مناقشة هذا الموضوع في مجلس الامن هو امر متعذر دون وجود تقرير بعثة المراقبين لدى اعضاء المجلس معربا عن اسفه لقيام بعض اعضاء جامعة الدول العربية بسحب مراقبيهم من البعثة بالرغم من تمديد فترة عملها لشهر اخر مضيفا لا ارغب في التفكير بان هناك من هو شديد الرغبة في احتدام الوضع بصورة مصطنعة بالرغم من ان الوضع محتدم الى حدوده القصوى من اجل الحصول على ذريعة للتدخل الخارجي.
وشدد لافروف على ان روسيا ستعمل كل شيء للحيلولة دون ذلك ونحن نرفض العنف ضد السكان المدنيين ونتكلم عن ذلك على الدوام مع القيادة السورية ونقنعها بان نتعاون بمزيد من الايجابية لايجاد سبل للخروج من الازمة عبر الحوار وندعو السلطة لوقف الاعمال العنفية مع ادراكنا ان الجانب الاخر يفعل الشيء ذاته وندعو كذلك الى الاسراع ما امكن في تنفيذ الاصلاحات المعلنة وهناك امكانية لتسريع التغييرات وينبغي القيام بالخطوات الاصلاحية مع اخذ مطالب المعارضة بعين الاعتبار لاشاعة الديمقراطية في النظام السياسي لسورية.
وقال لافروف اننا مع عملنا مع القيادة السورية وادانتنا للعنف ضد السكان المدنيين من كل جهة لافتا الى ما يقوم به المسلحون من استفزازات ضد الوحدات العسكرية وهناك وقائع تثبت الهجوم على مقرات الشرطة وقوى حفظ النظام ويرغمون الناس على عدم الخروج الى العمل تحت تهديدهم باستخدام القوة ويعملون لوقف اعمال المدارس والمشافي خالقين بذلك انطباعا بوجود كارثة انسانية بغية الحصول على ذريعة اضافية أملاً منهم بتدخل احد ما.
واشار لافروف الى ان الجانب الروسي سيسعى قريبا خلال لقاءات مرسومة مع ممثلي المعارضة السورية الى اقناعهم بضرورة الحوار مع السلطات السورية وقال اننا سنحاول اقناع المعارضة السورية بأن الحوار هو الطريق الوحيد للتسوية.
واعرب وزير الخارجية الروسي عن اسفه لكون بعض زملاء روسيا في مجلس الامن يتخذون موقفا مغايرا لذلك.
كما اعتبر لافروف التصريحات الصادرة عن بلدان الغرب حول عدم فائدة بعثة مراقبي الجامعة العربية في سورية واستحالة اجراء حوار مع النظام السوري انها تصريحات غير مثمرة.
وقال لافروف في تصريح له أمس في بروناي اعتقد ان هذه التصريحات غير مسؤولة ابدا لانهم يحاولون بذلك هدر فرصة تهدئة الوضع في سورية وهذا امر لا يجوز السماح به ابدا.
واستغرب وزير الخارجية الروسي قرار بعض البلدان العربية عدم المشاركة في بعثة المراقبين في سورية مشيرا الى دول الخليج التي وافقت على قرار تمديد البعثة وامتنعت عن المشاركة وسحبت ممثليها من البعثة.
وقال هذا ما يثير لدينا اسئلة معينة معتبرا انه كان يجب على العكس من ذلك تعزيز بعثة المراقبين وزيادة عددهم.
واكد لافروف ان روسيا تريد الاطلاع على تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية حول سورية قبل مناقشة الخطة التي تقدمت بها الجامعة العربية الى مجلس الامن.
واعاد لافروف الى الاذهان التذكير بموقف روسيا بضرورة دعوة جميع الاطراف في سورية الى وقف العنف والبدء بحوار وعدم السماح بالتدخل الخارجي مشيرا بصورة خاصة الى ان المعارضة تستخدم القوة ضد الشرطة والقوات السورية.
واضاف لافروف ان المجموعات المسلحة في سورية تزداد عددا وتسليحا مؤكدا استمرار تهريب الاسلحة الى سورية.
من جهته قال الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ان قرار جامعة الدول العربية بوقف عمل بعثة مراقبيها في سورية يثير قلقا اضافيا في روسيا.
واضاف لوكاشيفيتش الذي يرافق لافروف في جولته الحالية في بعض بلدان منطقة اسيا والمحيط الهادي لقد اصبح معروفا ان جامعة الدول العربية اتخذت قرارا بوقف عمل بعثة مراقبيها في سورية مؤكدا ان هذا الامر يثير قلقا اضافيا لدى روسيا.
وكانت سورية قد اعربت أول أمس عن أسفها واستغرابها لقرار الامين العام لجامعة الدول العربية بوقف عمل بعثة المراقبين العرب مؤكدة ان هذا القرار جاء تمهيدا لاجتماع مجلس الامن الثلاثاء القادم للتأثير السلبي وممارسة الضغوط في المداولات التي ستجري هناك بهدف استدعاء التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية وتشجيع المجموعات المسلحة لزيادة العنف الذي تمارسه ضد المواطنين.
دوغين: سورية عقبة أمام المخططات الأميركية
و«الربيع العربي» سيصل قطر والسعودية
من جهة ثانية أكد البروفيسور الكسندر دوغين رئيس منظمة أورواسيا الروسية ورئيس كرسي علم الاجتماع في جامعة موسكو الحكومية ان سورية تشكل عقبة امام المخططات العدوانية التي وضعتها الولايات المتحدة بهدف تغيير حدود ومجمل البنية الجيوسياسية لهذه المنطقة المترامية الاطراف.
وأوضح دوغين في حديث لمراسل سانا في موسكو ان الامريكيين لايستثنون أحدا من العرب في مخططاتهم العدوانية لتغيير خريطة المنطقة وبناء على ذلك فان مواقف بعض البلدان الاسلامية والعربية تثير الاستغراب وحتى الاستياء خاصة ان هذه البلدان تدعي القرابة الروحية والقومية مع الشعب السوري ولكنها وضعت نفسها بصورة سافرة في خدمة العدو الامريكي ومنها على وجه الخصوص قطر والسعودية اللتان تحاولان انقاذ نفسيهما بهذه الاعمال ولكن ذلك لن ينفعهما أبدا لان عوارض ما يسمى بالربيع العربي ستصل اليهما حتما وستصيب قطر والسعودية نفسيهما.
ولفت دوغين الى ان مواقف هذه البلدان خاطئة تماماً وغير مسؤولة البتة مؤكداً قناعته بأن الشعب السوري قادر على الصمود والتصدي لهذه المخططات اعتمادا على نفسه بالدرجة الأولى واستنادا الى تأييد الرأي العام العالمي الذي تجسده حاليا روسيا والصين بالدرجة الأولى اضافة الى الدعم من قبل ايران.
وشدد دوغين على انه لا يجوز بأي حال من الاحوال الاذعان لاراء المخربين والاستفزازيين والخونة المتعاونين مع أعداء الشعب السوري.
واعتبر رئيس مؤسسة أورواسيا الروسية أن الموقف الروسي يتجسد في دعم وتأييد القيادة السورية الشرعية وهذا ما أعلنه ويعلن عنه بصورة واضحة ودقيقة لا تحتمل التأويل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين والرئيس ديميتري ميدفيديف.
وأعرب دوغين عن ثقته وقناعته بثبات مواقف روسيا تأييدا لسورية في وجه مخططات الشرق الاوسط الكبير.