ذاك الذي بالهوى أطال في صدّي
من ينجد القلب من أشواق فرقته
طال الفراق وطالت حرقة البعد
لله ما أعنف الأشواق إن عصفت
بالمرء تضربه كالجذر والمدِّ
كالنار تأكل من غصن حشاشته
كالسيل إن جاء من علٍ بلا سدِّ
إني عشقت وبعض العشق تهلكة
كالريح إن عصفت بناعم الورد
إني رأيت الهوى حمى لذي الوله
يصب فيه مزيج الحر والبرد
يأتي لذي اللب حتى إن تملكه
يزيل منه صفات العقل والرشد
ياأيها الناس إن وقعتم بهوى
من لايرد جميل الودِّ بالودَّ
فحاذروا أن تبوحوا بالغرام له
ولتستروا عنه نار العشق والوجد
إن الخليَّ إذا درى بعاشقه
سيمعنُ الصدَّ بالهوى بلا حدِّ
لا تعذلوني فلا عذلٌ سيبعدني
عمن أحبُّ ولا لومٌ به يجدي
ولتبصروا في الورى فكلهم وقعوا
بالحبِّ مثلي ولست بالهوى وحدي
يا قوم إن متُّ في هواه فاعتبروا
ولتخبروا عن أذى الغرام من بعدي