تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«قلق الامتحان» يحتل الصدارة بين الاضطرابات النفسية عند الشباب

شباب
الاثنين 30-1-2012
نهال العشا ـ دمشق

يقولون إن القلق لا يجرد الغد من مآسيه، ولكن يجرد اليوم من أفراحه، فالقلق يحرم الناس من المتعة ويمنعهم من الاستمتاع بلحظات حياتهم، ولكن لا يستطيع الإنسان العيش

في الحياة من دون أن يصاب بشيء اليسير من القلق بسبب ضغوط الحياة وتعقيداتها، ولكن تختلف شدة القلق من شخص إلى آخر حسب شخصية الفرد وتكوينه النفسي.‏‏‏

وحول هذا الموضوع ألقت الدكتورة أمل الأحمد محاضرة بعنوان “قلق الامتحان” في المركز الثقافي العربي بالمزة حيث فسرت القلق وحددت أنواعه وبينت الفرق بينه وبين الخوف‏.‏‏

تقول د. الأحمد: إن القلق احتل في الآونة الأخيرة مكان الصدارة بين المشكلات والاضطرابات النفسية لدرجة أن بعضهم أطلق على هذا العصر«عصر القلق»‏‏

ويختلف القلق عن العواطف الأخرى مثل الخوف والغضب والاكتئاب، وذلك لكونه يترافق بتغيرات فيزيولوجية بعضها داخلي والآخر خارجي، وحقيقة الأمر أن هناك أسباباً مستجدة كثيرة تستدعي زيادة حدة القلق، فعلى الصعيد السياسي تزداد الصراعات والحروب ويزداد التطرف والإرهاب، وعلى الصعيد الاقتصادي يزداد الاستهلاك وتتناقص فرص العمل ويقل الدخل ومصادر الثروات مع زيادة مطردة في عدد السكان، بينما تزداد العلاقات تعقيداً وتدهوراً على الصعيد الاجتماعي، حتى داخل الأسرة الواحدة ووسط الأهل والأقارب إضافة إلى انتشار الأمراض المستعصية، وعجز الطب عن معالجة الكثير منها، وذلك على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزه على المستوى الصحي، كل ذلك أدى ويمكن أن يؤدي إلى ضعف البنى الأخلاقية وانهيار الكثير من القيم والمعايير الأصيلة التي تحكم بين الناس وتسهم في حل مشكلاتهم.‏‏‏

يمكن التمييز بين نوعين أساسيين من القلق هما: القلق السوي /العادي/ والقلق العصابي /المرضي/, والنوع الأول يمكن أن يتعرض له معظم الناس إن لم يكن جميعهم, دون أن يترك آثاراً سلبية كبيرة في تفكيرهم وسلوكهم, بل على العكس، من ذلك فإنه يمكن أن يكون حافزاً لهم إلى مزيد من الإنجاز والإبداع, لكن النوع الثاني يؤدي في الأغلب إلى عجز يعوق ضحاياه عن النهوض بأعباء الحياة ومسؤولياتها الطبيعية اليومية.‏‏‏

يتداخل القلق مع اضطرابات نفسية كثيرة مثل الخوف والاكتئاب وسواها، فالقلق توجس من خطر محتمل أو مجهول غير محدد غالبا وغير مؤكد الوقوع. أما الخوف فهو استجابة لخطر واضح وموجود فعلا، وهو مؤقت يزول بزوال المنبه أو المثير الذي أدى إليه.‏‏‏

يمكن تعريف قلق الامتحان على النحو التالي:‏ قلق الامتحان سمة انفعالية غير سارة تؤدي إلى تنبيه الجملة العصبية بدرجات متفاوتة تختلف من طالب إلى آخر, وتنطوي على خليط أو مركب من المشاعر المؤلمة والحادة مثل: التوتر والخوف والهم والكدر, والهلع وربما الرعب وسواها،‏ وهناك نوعان من قلق الامتحان:‏ قلق عادي أو سوي لا خوف منه, لأنه يلعب دور الفاعل والمنشط والمحفز للسلوك, ونسمي هذا النوع حالة القلق, وهي حالة مؤقتة تزول بزوال السبب، والنوع الثاني قلق امتحان مرضي, وهو جزء من قلق عام يعاني منه الطالب ويعرف بسمة القلق, ويدعى صاحبه بالمقلاق, وهي سمة بيولوجية فطرية موروثة غالباً, وتتسم بالشدة والديمومة والتكرار.‏‏‏

وإن تساءلنا ما العوامل التي تستثير قلق الطلبة والتلاميذ من الامتحان؟‏‏‏

تأتي الإجابة أن هنالك عوامل كثيرة تستثير قلق التلاميذ والطلبة من الامتحان أهمها:‏1– التلاميذ والطلبة أنفسهم: حيث ينتابهم شعور بأن دراستهم غير كافية, أو غير فعالة, الأمر الذي يمكن أن يستثير لديهم شعوراً بالتقصير, ومن ثم الشعور بالذنب-2– المعلمون: بعض المعلمين يعدون مصدراً رئيسياً للقلق بسبب طرائقهم التقليدية في التعليم ووضع اختبارات تقيس الحفظ الصم وليس الفهم من جهة, أو بسبب اعتماد منهج التهويل,والتهديد والتخويف من الامتحان من جهة ثانية-3– الأسرة: تتأهب بعض الأسر لامتحانات أبنائها, ولاسيما في امتحان الشهادة الثانوية, وكأنها تتأهب لحالة حرب, حيث تصاب بعض هذه الأسر بحالة من الهستيريا, فيحرمون أبناءهم من ممارسة الأعمال اليومية المألوفة لديهم مثل ممارسة بعض الهوايات أو مشاهدة التلفاز والابتعاد كلياً عن الانترنت مقابل توقع درجات عالية من الأبناء.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية