يتوقف الشاب ويبتسم مرحباً: أنت العم عبد الله أنت الحوت...أتابع قائلاً: عدت من السفر عبر البحار وعملت في سفن كثيرة, والده كان أعز رفاقي, وقد انعقدت بيني وبينه صداقة حميمة واستغرب أن المدينة تحجب البحر عن سكانها, وأقيمت أمامها أسوار حجرية لايرون ما خلفها, يهز الشاب رأسه, وتنغرس عيناه في وجهي المجعد أقول له: أحب أن أراك سنلتقي في مقهى البحار مساء.. أمضي في طريقي، ها أنا أعود إلى مهدي الأول لا تنساني هذه الصخور كنت أتسلقها لأقفز إلى البحر وأنا أفرد ذراعي كجناحي طائر, كنت أربط القارب بجسمي, وأشق الماء فسمّوني الحوت, والطفل هنا يسبح كسمكة منذ أن يبصر النور.‏