وعلى امتداد مساحاته الشاسعة لم تبخل قرية أو حي أو عائلة في الاستبسال والتضحية لبقائه وطن الأحرار.
الحاطرية قرية في ريف طرطوس كما كل القرى السورية لم تعرف إلاَّ الكرم والعنفوان في سبيل إعلاء كلمة الوطن والحق، حيث زّفت ابنها البّار علي عيسى حيدر وهو شهيدها الثالث الذي قدّمته قرباناً طاهراً على مذبح الوطن، وسط عرس جماهيري كبير يليق بعظمة الشهداء والشهادة.
السيدة نديمة صالح والدة الشهيد قالت: كان علي حنوناً وطيباً يتصل بي يومياً للاطمئنان على صحتي، ولا أذكر أني طلبت منه أي شيء ورفضه لي، وفي آخر اتصال له معي قال لي: بأنه سعيد جداً بأداء مهمته، في الحفاظ على أمن الوطن وقال لي ممازحاً: (رح جيبك لعندي وسلمك بارودة وتبقي حدي ع طول)وقد واجه بشجاعة المجموعات الارهابية منذ بداية الأحداث إلى أن نال شرف الاستشهاد بحمص.
وأقول لكل شهداء سورية: رحمة الله عليهم أجمعين، ولأعداء الله والوطن أقول: حرقهم الله بنيرانه المستعرة وقهرهم على أعز ما عندهم لكل من تسبب لقهر وظلم أم أو يتم طفل بريء.
أخوة الشهيد: عبد اللطيف أحمد محمد تمام رأفت- قالوا: نعاهد الله والوطن والسيد الرئيس بشار الأسد أن نسير على الدرب الذي اختاره أخونا، وعندما ينادينا الواجب لن نختار إلاَّ طريقه، ولعن الله كل متآمر على سورية، وكل خائن ونذل، ورحم الله جميع شهداء الوطن.
سعدة أخت الشهيد قالت: كان الشهيد علي بطلاً في الحياة كما أصبح بطلاً في الشهادة، وكان سنداً لكل أفراد العائلة، وترك فراغاً كبيراً ستملؤه سيرته العطرة وأخلاقه الرفيعة، نصر الله سورية وفرّج كربها ورحم الله جميع الشهداء.
وأخواته : وفاء عايدة أميرة سماهر قلن: علي قدّم روحه فداء أرضه ووطنه لشدة تعلقه وعشقه له، وبأنَّ أخاهنَّ علي كان مثالاً لهنَّ بالحب والكرم والعمل الصالح، وأكدنَّ أنهنَّ فخورات باستشهاده، ورفع رأس الجميع عالياً، متعهدات بأنهنَّ لن ينسينه أبداً. والشهيد علي حيدر متزوج وله ثلاثة أبناء أيهم جعفر حنان، وهو من مواليد 1968 استشهد في حمص وهو يقوم بواجبه الوطني،