تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تقرير ينتقد تصريحات الـ سي اي ايه منذ 30 عاماً

لوفيغارو
ترجمة
الأربعاء 7-3-2012
ترجمة: سراب الأسمر

كشفت الأحداث المؤسفة لحرب العراق أنه غالبا ما يكون تحليل المخابرات تحليلا ذا مهارات متغيرة قد تكون صحيحة أو خاطئة, فالحدث لا يغيّر من رغبة أصحاب الاختصاص في الحفاظ على سرية أمر ما سواء كان هاما أم لا.

ونحن لسنا متأكدين دائما من صحة ما يقال. فبعد ثلاثين عاما قد تكون المعلومات التي قادت إدارة رونالد ريغن لاتهام الاتحاد السوفييتي وفيتنام باستخدام سلاح كيماوي مسمى بالـ«الأمطار الصفراء» معلومات خاطئة وغير دقيقة.‏

قبل سنوات وصل تقرير سري جدا يحمل إيضاحا جديدا للمخابرات الأميركية ال سي.آي.إيه ينتقد المخابرات السرية التي كانت خلف تلك التصريحات.‏

عام 2011, اعتمد ماثيو ميزيلسون المتخصص بالأسلحة الجرثومية بجامعة هارفرد على قانون الولوج الحر إلى المعلومة بهدف تقديم طلب عدم التبويب لكن تم رفض طلبه ذلك. كان يفترض الإعلان عن هذه الوثيقة لأهميتها التاريخية وأيضا الدروس المستخلصة حول صعوبة اكتشاف نيات وقدرات عدو ما.‏

عام 1981و1982, اتهمت إدارة رونالد ريغن الاتحاد السوفييتي أنه أنتج سموما من فطور سامة لحلفائه الفيتناميين و الليتوانيين, بهدف استخدامها على قرى همونج الحليفة لأميركا خلال الحرب الفيتنامية. وفي هذا كانت واشنطن ترتكز على حجج غير مباشرة, كشهادات للاجئين من همونج يؤكدون مرضهم بعد تعرضهم لهجومات واختبارات مخبرية مثلا سموم ظهرت بشكل بقع صفراء لضحايا مفترضين، هذا وظهرت مجموعة من المتشككين قادها الدكتور ميزيلسون طعنت في هذه الشهادات بشكل مقنع.‏

حسب هؤلاء المتشككين, فإن مصدر القطرات الصفراء هو النحل. فالنحل يخرج من أعشاشه بأعداد كبيرة, مشكلا غيمة من الفضلات مختلطة مع غبار الطلع التي تنسكب على نصف هكتار أو أكثر من وجه الأرض. وتخمن المجموعة أن راسب الأمطار الصفراء الذي قدمته بعض العينات هي فحوص مزيفة ناشئة عن عدوى مخبرية.‏

هذا وقد حللت مجموعة من مراكز البحوث البيولوجية في الولايات المتحدة, بريطانيا, فرنسا والسويد آلاف العينات دون أن يجدوا أي آثار سمية.‏

لم يؤخذ عموما بشهادات لاجئي منطقة همونج حين الاستجواب المضاد, فعدة مرات تم إثبات أن سبب مرضهم كان طبيعي، فلم يثبت وجود أي أثر كيماوي عليهم, كذلك لم يظهر أي شيء مماثل على مئات الجنود الفيتناميين.‏

كتب مستشار في التاريخ وعميل سري سابق التقرير الداخلي بأن الدكتور ميزيلسون يريد معرفة كيفية توصل المخابرات إلى نتيجتهم بأن العامل الكيميائي كان يشكل سلاحا بيولوجيا.‏

وأكدت ال سي.آي.إيه أنه لم يتم تبويب الوثيقة لأنها قد تفشي معلومات حساسة حول مصادر وأساليب المخابرات وربما أيضا حول الجهاز المخابراتي وأسلوب عمل الوكالة. لكن بعد ثلاثين عاما يصبح الأمر مضحكا, فمعلومات هذا التقرير قد أربكت عمل المخابرات السرية الأميركية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية