وما يجري في السعودية والبحرين دليل واضح على هروب هؤلاء من الواقع الذي يعيشونه ونقل الأزمة إلى بلاد غير بلادهم، لظنهم أن الحفرة التي حفروها لإيقاع الغير فيها بعيدة عنهم، ومتجاهلين أن الموطن الأصلي للديمقراطية والحريات هو سورية.
في هذه الأيام وخاصة مع تصاعد الاحتجاجات في القطيف والبحرين، ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم لإسقاط ملوكهم بدل الإصلاحات فقط، يطل علينا الأمراء والمشايخ بالمزيد من الاقتراحات والحلول من خلف الأقنعة التي صنعتها لهم أميركا وهم «يتباكون» على السوريين لإنقاذهم من المحنة التي يواجهونها، ما يذكرنا بالمثل طبيب يداوي الناس وهو عليل، بل مجموعة علل وأمراض يعانيها أولئك، عضوية وعصبية ونفسية، ولاسيما بعد أن أدركوا أن الجبل الذي نصبوا فيه الفخ لغريمهم بلغه الزبى وسيمنعهم من الوصول إلى مرادهم.
في القطيف يقول أحد سفراء آل سعود في أوروبا: إن المتظاهرين هم من يطلق النار على قوات الأمن، ويرد عليه آخر في البحرين بالقول ذاته، أي أنهم يكذبون الكذبة ويصدقونها، ونحن نسألهم لماذا تصدقون وتسوّقون أن المتظاهر السلمي في بلادكم هو من يطلق النار على قوات الأمن، وتحاولون جهدكم لنفي وجود عصابات إرهابية مسلحة في سورية خرجت من سجونكم وتدربت على أراضيكم لتقتل وتخرب وتدمر بالأسلحة التي تزودوا بها من أموالكم ونفطكم وحقدكم.
لماذا يصرّ سعودكم المريض على أن السوريين لايريدون النظام الذي يقود مسيرة ملأى بالإصلاحات والإنجازات في بلادهم؟.. ومتأكد من أن السعوديين راضون بحكم الطغمة الفاسدة في بلادكم.
حقاً لقد بلغ السيل الزبى.. ولن تقووا على فعل شيء، لقد بلغ بكم العجز حدوده القصوى، عالجوا أنفسكم، واتركوا الأمر لأصحابه، وارجعوا عن سياساتكم في العقاب الجماعي على شعوبكم، فسورية في القمة وستبقى وهي بخير مادمتم بعيدون عنها.