تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعد فشل سيناريو التدخل الخارجي ... تسليح الإرهابيين إلى أين ؟

شؤون سياسية
الأربعاء 7-3-2012
حكمت العلي

تتواصل دعوات بعض الدول العربية والإقليمية المحمومة إلى تسليح (المعارضة السورية) وبشكل علني وسافر يدل على أن هذه الجهات تمضي ضمن سياق المشروع الهادف إلى سفك المزيد من الدم السوري وزيادة تأجيج الأوضاع في سورية ومحاولة ضرب استقرارها وأمنها بدلاً من المساعدة على دعوة مختلف الأطراف السورية للاحتكام إلى لغة العقل وانتهاج الحوار.

تصاعد هذه الدعوات جاء في وقت كشف فيه موقع (فورين بوليسي ) الاميركي عن قيام السعودية بإرسال الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية وأذرعها العاملة في الأراضي السورية وذلك عن طريق وسطاء في لبنان والعراق بالتزامن مع تأكيد آخر لجوناثان شانزر العمل في مجال الأبحاث الاستخباراتية في الولايات المتحدة الأميركية عن بدء تدفق فعلي للأسلحة من السعودية إلى سورية .‏

وليس خافياً على احد ما جرى في مؤتمر ما سمي بأصدقاء سورية وانسحاب سعود الفيصل وامتعاضه عن مجرد الحديث عن تقديم مساعدات إنسانية حيث قال إن المطلوب أكثر من ذلك وتحدث صراحة عن ضرورة تسليح المعارضة ناهيك عن دعوات الجهاد المتلاحقة التي يطلقها علماء دين سعوديون وخليجيون والتي تزايدت في الآونة الأخيرة وخرجت عن كل سياق عقلاني ومتناسية ان هذه الدعوات هي بحق أبناء الشعب السوري وهدفها تشجيع الاقتتال والفتنة بينهم ولا يمكن أن تدرج إلا تحت هذا السياق .‏

إذاً هناك استراتيجية جديدة بدأ أصحاب مشاريع الفتنة في المنطقة باعتمادها وانتهاجها وهي الدعم والتمويل العلني للمجموعات الإرهابية المسلحة بعد أن أنكروا وجودها في السابق ، هاهم يعودون ويقرون بضرورة دعمها على مختلف الأصعدة وذلك بعد الفشل الذريع الذي تلقته هذه الجهات في استجلاب التدخل الخارجي عبر مجلس الأمن .‏

هذا الواقع المؤسف دفع بوزارة الخارجية الروسية لدعوة الامم المتحدة لإعطاء تقييم قانوني لمثل هذه التصريحات التي يواصل مسؤولو بعض الدول التبجح بها عبر الدعوة لتسليح المجموعات الإرهابية وتوضيح حقيقة نيات هذه الدول تجاه سورية وتساءل لوكاشيفيتش كيف تتوافق مثل هذه التصريحات مع قرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي بشكل عام وخاصة بعد التأكد من وجود عناصر تنظيم القاعدة بين صفوف المجموعات المسلحة غير القانونية على الأراضي السورية .‏

والذي بات واضحاً أن الهدف من هذه الدعوات السافرة هو دفع الوضع الداخلي في سورية إلى المزيد من التأزم وإحداث الفرقة والانقسام بين أطياف الشعب السوري ودفعها للتقاتل والتناحر وبالتالي إضعاف سورية وإخراجها من الخارطة المقاومة في المنطقة .‏

ما يثير الاستغراب والسخرية بذات الوقت هو محاولة هذه الدول إلباس دعوات التدخل ثوب الدعوات الإنسانية وكلنا يعرف التدخلات التي قامت بها الدول الاستعمارية القديمة الجديدة التي عادت لتجدد دورها في المنطقة فقتلت وشردت ملايين العراقيين وجعلت من الليبيين المدنيين أهدافاً لطائراتها والأمثلة الأخرى أكثر من أن تحصى وتقوم السعودية وقطر بدور المنسق والمروّج لمثل هذه التدخلات بالاستناد إلى إمكاناتهما النفطية والغازية‏

وهو مادعى الكاتب في صحيفة لوموند الفرنسية ( نبجامان بارت) لوصف قطر (بالدويلة القزم ) التي تحاول القفز فوق امكاناتها الجغرافية والتاريخية والبشرية للعب دور جديد في المنطقة عبر تأدية دور الخادم المطيع للسيد الغربي تنفيذ المشيئة التي يريدها للمنطقة وشعوبها .‏

السعي المسعور لبعض الدول الخليجية والإقليمية لتأجيج الوضع في سورية وضع واشنطن بموقف المتردد فتارة تشجع تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة عبر هيلاري كلينتون وتارة تعترف هيلاري بعجز المعارضة السورية وعدم فهم طبيعتها وان السلاح قد يصل ليد تنظيم القاعدة .ان دعوات تسليح المعارضة السافرة جاءت بعد الفشل الذريع الذي تلقته بعض الدول التي تحاول تأجيج الوضع في سورية في مؤتمر تونس بعد أن وصلت مساعي مخططي إحداث الفتنة إلى طريق مسدود.‏

وبالتزامن مع الدعوة لاستخدام السلاح هناك دعوات مماثلة للتدخل الأجنبي في‏

الشؤون الداخلية لسورية ما يؤكد حقيقة أن الإصلاح والحوار لم تكن من ضمن الأهداف التي وضعها هؤلاء وأسيادهم الخارجيون بل إن الواضح أن مخططاتهم تريد النيل من الشعب السوري وإرادته السياسية وسيادة واستقرار سورية .‏

وبات من الواضح ان هذه الدعوات تأتي نتيجة للنجاحات التي حققتها سورية في إدارة الأزمة التي تشهدها وهو الأمر الذي أدى إلى جنون واضعي المخطط الخارجي لضرب الاستقرار وزعزعته عبر تصعيد الأحداث من خلال العملاء والأدوات الداخليين والدعوة للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية واستجداء تسليح الإرهابيين وهو الأمر الذي يستدعي تدخل الدولة ولها كامل الحق والصلاحية في استخدام جميع الوسائل المتاحة لمواجهة هذه الحركات حفاظا على أمن الوطن واستقراره.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية