تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


(هنا دمشق) بنكهــــة واقعيــــة محلـيــــة..!!

فضائيات
الأربعاء 7-3-2012
سلوان حاتم

منذ فترة ليست بالطويلة كانت البرامج التلفزيونية المحلية تحتل مرتبة متأخرة بين البرامج العربية، وخاصة أن برامج التسلية والترفيه تستطيع جذب المشاهدين إليها

ولا نستطيع أن ننكر أن لهذه البرامج ميزات تستقطب الجمهور لمتابعتها وليست الموضوعات فقط من تجذب المشاهد، لأن لمقدم البرنامج جاذبية كبيرة للمتابعة كما حصل مع البرامج التي قدمها جورج قرداحي أو طوني بارود أو محمود سعد.‏

هذه النقطة ألا وهي جاذبية المقدم كنا قد افتقدناها صراحة، هذا إذا ما اعتبرنا أن ما كان يقدم عبر القنوات السورية أنها برامج ترفيهية حقيقية بل حتى البرامج الثقافية أو الحوارية كان يصطدم فيها الجمهور المتابع مع الإعلامي أو الإعلامية التي تقدم البرنامج في ظل فضائيات بدأت تغزو فكر الشارع العربي وكل من فيها وجوه جديدة سرعان ما ألفناها وتقبلنا منهم كل ما بثوه لنا حتى ابتعدنا عن رؤية بعض البرامج لأن ذاك الإعلامي أو تلك الإعلامية هم من يقدم هذا البرنامج.‏

هنا دمشق ليس برنامجاً ترفيهياً ولا ثقافياً ولا سياسياً، بل هو برنامج بنكهة واقعية محلية ولكن هذه المرة خفيفة الظل على المتابع وبروح مرحة من معد ومقدم البرنامج أمجد طعمة, أمجد الذي لم يلق نفسه في برامجه السابقة ولم يستطع من وجهة نظر شخصية أن يضع نفسه في مكان منافس للإعلاميين العرب الذين تحدثنا عن بعضهم ولكنه اليوم عاد أكثر قدرة ونضجاً واحترافية إعلامية وحوارية ليقدم برنامج (هنا دمشق) وأياً يكن ما قدمه وسواء كان قد لقي النجاح أم لم يلقه فإن برنامج هنا دمشق وبوجهة نظر شخصية قد يكون الشرارة التي ستضيء شعلة أمجد محلياً ثم عربياً طبعاً مع بعض النقاط التي سيعمل على تطويرها واكتسابها.‏

في الحقيقة تابعت عدة فقرات من عدة حلقات من البرنامج ولكن أعجبتني الأفكار والجرأة التي طالما تمنينا أن نراها ونسمعها عبر فضائياتنا الوطنية، ولأول مرة أرى النقد الجريء وكذلك الحوار و استنباط السؤال من الموضوع وإعداد معلومات كافية قبل الخوض في غمار النقاش لأن الهدف أن نصل إلى نتيجة، وقد أعجبتني فكرة اقتباس العناوين من الصحف المحلية المتهمة أنها لا تنقل هموم المواطن وقد أجابت العناوين التي قدمها أمجد عن ذلك ورفعت الظلم عن نفسها، كما أن أمجد برر عدم عرض فقرة (ميغا بكسل) التي تصور من المشاهدين لعرضها في البرنامج بعدم إرسال المقاطع من المتابعين وهذا نقد ذاتي وتبرير كان يستطيع لو لم يرد المصداقية أن يتفق مع عدة أشخاص على تزويده بالمقاطع كما تفعل البرامج العربية المنوعة في معظم الأحيان لكن البرنامج أراد أن يكون صلة وصل مع المتابع، وإن كانت المشاركات اليوم قليلة فبالتأكيد مع انتشار المتابعين له سيصبح بحاجة لوقت أكبر ليتمكن من نقل كل هموم الناس.‏

قد يسأل أحدهم، أين التسلية والترفيه في مثل هكذا برنامج، والجواب من حيث التسلية فالبرنامج قادر على شد المتابع حتى آخره أما الترفيه فنستطيع تركه لبرامج أخرى، فبرنامج من سيربح المليون لم يكن برنامجاً ترفيهياً لكنه كان مسلياً وفيه معلومة كذلك البرامج التي قدمها ويقدمها محمود سعد، أما إن كان المقصود استضافة فنانين ونجوم فهو ليس من هذه البرامج مع انه يستضيف بعض الفنانين ويحاورهم فالضيوف الذين يستضيفهم جاؤوا ليحاورهم في قضية يطرحها عليهم لا تخلو من الجرأة وإن كنا بحاجة في فترات قادمة لجرعة من الترفيه في البرامج، وكذلك للتعريف بالفنون وبطريقة تشابه برامج المحطات الخاصة وذلك لاستقطاب المشاهدين من جميع الشرائح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية