وجاءت تحت عنوان: مختص أم إخصائي..؟! أحصى أم أخصى..؟! يقول د. الحسني: نشرت مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة بحثاً لأستاذنا سعيد الأفغاني رحمه الله دار حول كلمتي (أخصى و إخصاء) ذكر فيه أن مجلة (المقتبس) التي أصدرها في القاهرة مؤسس مجمعنا الأستاذ محمد كردعلي رحمه الله، نشرت في سنة 1908م مقالاً عنوانه (الإخصاء في العلوم) بدأه بتعريف المصطلح بقوله: (المخصي) هو الذي ينفرد بدراسة فن واحد، من (أخصى الرجل إذا تعلم علماً واحداً) ومما جاءأيضاً في القاموس المحيط: (الخصي بضمهما وكسرهما هما من أعضاء التناسل، وأخصى تعلم علماً واحداً..الخ وتأسيساً على هذا قال المحدثون: إذا كان الإخصاء هو تعلم علم واحد، فالذي يفعل هذا (إخصائي) ثم حرفت الكلمة فصارت (أخصائّي)، وازداد التحريف حتى صارت: أخصّائي وحسب د. الحسني فإن المرحوم سعيد الأفغاني رحمه االله استغرب إيراد العبارة المذكورة (أخصى الرجل) في مادة (خ ص. ي) لأن معناها المذكور لاصلة بينه و بين هذه المادة، ورأى أن ثمة خطأ- قد يكون من الناسخ الذي رسم الفعل (خصي) وأنه لو رسمه (أخصى) لكان محله الطبيعي مادة (خ.ص ص).
ويبحث الحسني في معنى (خ ص ص) في القاموس المحيط، ويضيف: أن الفيروز أبادي لم يذكر الفعل (أخصّ) الذي مصدره الاخصاص، ويضيف كرر (اللسان) ما قاله الفيروز آبادي.. وجاء في محيط المحيط: (أخصّ به إخصاصاً) ازدرأه، وفي المعجم العربي الحديث: أخص به إخصاصاً: استهان به..
ويضيف د. الحسني: الأغرب أن جميع المعاجم التي نقلت عبارة القاموس المحيط لم تذكر معنى الفعل (أخص) الذي له علاقة وثيقة بمادة (خ ص ي) وهو: أخصاه = خصاه! مع أن كتب اللغة أوردت الفعل ومصدره..
وخلاصه ما انتهى إليه د. الحسني قوله: أعود الى خطأ اخر محتمل من الناسخ - لم يشر إليه الأفغاني- حين رسم (أخصى) بدلاً من (أحصى) جاء في معجم (متين اللغة) أحصاه عده أو حفظه أو عقله، وأحصاه أحاط به علماً.. و هذا المعنى له صلة وثيقة بما نحن فيه.. ولكن لم يكتب الشيوع لهذا الفعل بهذا المعنى ، واستعمل السلف فعل: تخصص فقالوا: فلان متخصص في علم كذا، كما قالوا فلان مختص بعلم كذا، ولم يقولوا: إخصائياً ولا أخصائياً..