ولكن الجديد أن مسلسلات سورية البصمة أُعلن عن نية تصويرها في دول عربية أخرى ، في حين أن سورية قبلة للمبدعين وتُعتبر أماكنها وطبيعتها استديو مفتوحاً ومتنوعاً (اللوكشنات) يجدون فيه ما لا يجدونه في أي استديو آخر وبأسعار منافسة تجعل منها مكاناً مثالياً لتصوير حتى المسلسلات العربية الخالصة والأفلام العالمية .. الجديد اليوم أن أعمالاً سورية اتجهت إلى دول عربية أخرى لتُصوّر فيها ، وهنا لن نخوض في الأسباب أو الحجج التي سيقت تبريراً لذلك ، ابتداءً من القول أن أحداث العمل (بالمصادفة) تجري في بلدان أخرى وليس انتهاءً من التصريح علانية أن المحطات العربية المنتجة والعارضة كانت وراء هذا القرار .. ولكن مهما كانت التبريرات لا بد من قرع ناقوس الخطر مستغربين منبهين من هذه الخطوة التي تسحب من خلالها بعض الشركات المُنتجة والمحطات العربية البساط من تحت أقدام الدراما السورية وبأيدٍ سورية !..
سورية التي كانت ومازالت حضناً دافئاً للأعمال الدرامية والتي يجد فيها المنتجون مستلزمات التصوير كله والتي باتت تستقطب الكثيرين إليها اليوم نجد من يهجرها ، في حين يتوجب علينا أن ندافع ونصر على أهمية تصوير أعمالنا في المكان المُفترض لها ، خاصة أن الدراما السورية تمتلك من السمات والخصائص التي تجعلها من القوة بمكان تفرض فيه شروطها الإنتاجية عوضاً من أن ترضخ هي لشروط الآخرين . والخشية أن يتحول ما تقوم به المحطات اليوم (بصفة استثنائية) إلى (أمر واقع) غداً ، فما أن تنجلي الأسباب التي وضعها البعض للتصوير في بلدان أخرى حتى تجد رؤوس الأموال ، الممول الأساسي لتلك الأعمال ، مبررات جديدة لتحيي الصناعة الدرامية عندها بواسطة سمعة الدراما السورية .
تجدر الإشارة إلى أن اليوم هناك العديد من ورشات التصوير في أكثر من مدينة تصور أعمالها الجديدة تمهيداً لعرضها في الموسم الدرامي القادم ، ذلك إضافة إلى الأعمال التي انتهت من عمليات التصوير ودخلت في مرحلة العمليات الفنية .
fmassad@scs-net.org