نذكر على سبيل استعادة أمجاد فنانين لعب كركتر شخصيتهم دوراً في نجوميتهم .
الفنان دريد لحام الذي لاءم كركتره شخصية (غوار الطوشة) الشخصية المدعومة بالطربوش والقبقاب والشروال ودهاء المأرب والشخصية التي برعت في ابتكار مقالب كانت من قادته إلى العالمية.أيضاً (نهاد قلعي) الذي رافق بشكله وطيبته ما قدمه (حسني البورظان) الدور الذي أبداً لن يعني لنا إلا ما اعتدناه عليه من وداعة وحكمة وأيضاً اتزان..
إنهما ثنائيان شاركهما (ياسين بقوش) النجاح الذي أهداه إياه (كركتره) الخاص وكعامل في فندق كل من فيه يتعامل معه كـ «ملطشة» وهو ما جعل كل الأعمال الكوميدية التي قدمها هذا الثلاثي الفني أكثر من مدرسة.
أما أكثر من برع في تجسيد دور ابن الحارة الشامية فهو الفنان (رفيق سبيعي) الذي رسمت شخصية (أبو صياح) ملامح شخصية زعيم الحارة وبشاربيه المفتولين وعصاه وزيه الذي زاد من هيبة دوره كزعيم، الدور الذي وإن حمل صفة القبضاي إلا أن لا يشبه دور قبضاي آخر مثل (ناجي جبر) ليكون الاختلاف بأن هذا الآخر أو (أبو عنتر) تخلى له عن كرسي الزعامة ليجوب بين الأحياء مهدداً كل من يعترض هيمنته وبعضلاته المفتولة، إضافة إلى الشبرية وهو ما بات ملازماً لأدواره التي كان السبب في انتشارها ونجاحها كركتره الخاص كشخصية عنترية.
هؤلاء الفنانون وغيرهم ممن لم نذكرهم ورغم أن موهبتهم لم تدرب أو تصقل ضمن مدارس أو معاهد مختصة وأكاديمية إلا أنهم وباجتهادهم وعشقهم لفنهم بالإضافة إلى دعم ومساعدة (كركترهم) تمكنوا من تجسيد أدوار التصقت بهم ألقابها وإلى ما شاء لهم الفن ودون أن يخلعها عنهم اختلاف الأدوار التي قدموها أو منافسة البعض ممن لم يتقنوها.. أو غير ذلك من اختلاف المجتمعات وتطورها مثلما تطورت الدراما ووسائل دعمها وبثها ومنافستها عبر أكثر من فضائية.
إذاً لا يتطلب هذا التطور الاهتمام والتركيز بكركتر الفنان أكثر؟ حتماً يتطلب وخصوصاً بعد أن تفاقمت أعداد الفنانين الموهوبين ممن سطع، منهم الفنان (مصطفى الخاني) الذي تمكن ومن خلال دور (النمس) في باب الحارة أن يعيد مجد الكركتر وأهميته، مضافاً إليهما البراعة في تجسيد ما دعمه بالموهبة والفطنة ما جعل دوره وبالرغم مما فيه من شرود وغموض واحتيال يقوده إلى شهرة ابتدأت بشعبيته بحنكة وعفوية الارتجال.
ننتقل إلى الفنان محمد خير الجراح أو أبو بدر الذي تمكن أيضاً في باب الحارة من أن يخطف أبصار المشاهدين وبكركتر شخصيته المدهش والمتماهي في دور خرج عن مألوف الأحياء التي كانت تعج بزعامات القبضايات ممن كانوا صورة طبق الأداء.
نكتفي لنقول مدفوعين بالرغبة بأن يكون هناك استثمار للكركتر الاستثناء: لم لا يستفاد من هيكلية هكذا فنانين ولأعمال تختص بإلقاء البطولة عليهم وصولاً إلى دراما تترك الكثير من الأثر ونتفوق على من يحاول نعتها بالتشابه في الأدوار والمضمون من المنافسين؟
ربما يعود السبب لا نعدام نصوص ماهرة في الاعتناء بالكركتر الذي تحمله أكثر من شخصية فنية، أيضاً قد يكون السبب رفض بعض الفنانين تجسيد ما يجعلهم أسرى دور معين حتى وإن كانت النتيجة التصاقه بهم نجاحاً لا ينزعه اختلاف الأدوار والمضامين.
الأهم: عدم وجود كادر مؤهل ومهتم إلا بما تدره عليه الأعمال من تعداد الأدوار التي لا يمكن أن يطيح بأهميتها وتميزها إلا شبح الأموال..