تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


منبــــع الإبـــداع فـــي الأدب والســـياســـة

قاعدة الحدث
الخميس 29-11-2012
 إعداد: سعاد زاهر

رغم أنها ليست الحاضنة.... ابتعدوا عنها ولكن أينما ذكروا أو ذكر إبداعهم.. إنما تعود (لواء اسكندرون) حاضنتهم الوجدانية إلى البريق...يلتمعون معها... ليضيئوا سماءنا العربية بإبداع لاينطفئ...

سليمان العيسى، حنا مينة، زكي الارسوزي، صدقي اسماعيل، نعيم اسماعيل....وغيرهم كثر.‏

تميزوا بقلقهم الإبداعي... كرسوا كمفكرين أو أدباء مختلفين.. لهم بصمتهم الخاصة في عالم الأدب.... لسنا ندري إلى أي درجة تأثروا بحالة الفقدان الكبير التي عاشوها وهل هي التي جعلت منهم على ما هم عليه حيث أرادوا أن يصيغوا إبداعا يتناسب وحجم الفاجعة التي عانوها يوما...‏

سليمان العيسى أبرز المغادرين انطاكية ولكن ولد في النعيرية في انطاكية ودرس في مدارسها... - وضعه المدير في الصف الرابع مباشرة – وكانت ثورة اللواء العربية قد اشتعلت عندما أحس عرب اللواء بمؤامرة فصله عن سورية.‏

شارك بقصائده القومية في المظاهرات والنضال القومي الذي خاضه أبناء اللواء ضد الانتداب الفرنسي وهو في الصف الخامس والسادس الابتدائي.‏

غادر لواء إسكندرون بعد سلخه ليتابع مع رفاقه الكفاح ضد الانتداب الفرنسي، وواصل دراسته الثانوية في ثانويات حماة واللاذقية ودمشق. وفي هذه الفترة ذاق مرارة التشرد وعرف قيمة الكفاح في سبيل الأمة العربية ووحدتها وحريتها.‏

كان له دور كبير في تنمية الإحساس القومي والوطني الذي نراه صامدا أمام الواقع العالمي السيئ وذلك خلال قصائده التي خصها للأطفال فمازالت الأجيال تتغنى وتتذكر أناشيده التي تتضوع عطرا في خريفنا الحزين لتستنهض الهمم وتحرض على العودة والتمسك بالهوية والأصالة.‏

أما حنا مينة أبرز الأدباء الذين عاشوا رحلة اغتراب مريرة...: عاش طفولته في حي (المستنقع) في إحدى قرى لواء اسكندرون. بعد ضم اللواء لتركيا عام 1939، عاد مع عائلته إلى اللاذقية حيث عمل حلاقاً.‏

انطلق من اللاذقية إلى سهل أرسوز قرب أنطاكية، مروراً باسكندرون، ثم اللاذقية من جديد، وبيروت، ودمشق، وبعد ذلك تزوج، وتشرد مع عائلته لظروف قاهرة، عبر أوروبا وصولاً إلى الصين، حيث أقام خمس سنوات، وكان هذا هو المنفى الاضطراري الثالث، وقد دام عشرة أعوام..‏

تنقل بين مهن عديدة إلى أن عانق الأدب واستقر معه في رحلة وان استقرت ابداعيا إلا أنها بقيت تتشظى بغربة لايدركها الا من يعرف مأساة فقدان الأوطان...‏

يقول عن نفسه‏

(أنا كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين) فالكفاح له فرحه، له سعادته، له لذّته القصوى، عندما تعرف أنك تمنح حياتك فداء لحيوات الآخرين، هؤلاء الذين قد لا تعرف لبعضهم وجهاً، لكنك تؤمن في أعماقك، أن إنقاذهم من براثن الخوف والمرض والجوع والذل، جدير بأن يضحى في سبيله، ليس بالهناءة وحدها، بل بالمفاداة حتى الموت معها أيضاً.‏

صدقي اسماعيل الذي ولد أيضا في مدينة انطاكية...انطلق في مختلف الأنواع الأدبية التي عمل بها من مبادئ حياته التي هي الحرية والحب والثورة والتقدم والتجدد والوفاء للقيم الإنسانية النبيلة والحداثة والرغبة في تغيير الواقع والسعي نحو آفاق رحبة للإنسان العربي التواق للخلاص من نير التخلف والفقر فجاءت كتاباته تحمل مصداقية عالية وتقدم إرثاً أدبياً للأجيال من بعده.‏

وأدرك اسماعيل في كتاباته الروائية والمسرحية والصحفية أن للكلمة الدور الأساسي في تكوين الوعي الجمعي وتصوير الواقع والتنبيه للمخاطر بشتى أنواعها فهي خلاص الشعوب من واقعها المظلم وهي الأيقونة الإنسانية التي ترقى بالفرد وتجسد وجدان الأمة.‏

حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في انطاكية لينتقل فيما بعد إلى حماة وحلب ثم يستقر به المطاف في دمشق حيث تخرج من دار المعلمين بدمشق عام 1948 وعمل مدرساً ثم درس الفلسفة ودبلوم التربية.‏

وقدم اسماعيل في مجال الدراسات والنقد مجموعة مهمة من الكتب منها رامبو قصة شاعر متشرد ومحمد علي القابسي مؤسس النقابات التونسية والعرب وتجربة المأساة وفي مجال الرواية والقصص كتب العصاة والعطب، والله والفقر التي اشتهرت فيها شخصية أسعد الوراق التي قدمت بعملين تلفزيونيين، وفي المسرح كتب سقوط الجمرة الثالثة والأحذية وأيام سلمون وعمار يبحث عن أبيه وجمع مقالاته في الينابيع وترجم الإعصار لبوشكين.‏

عرف عن صدقي اسماعيل مجالسه في مقهى الجسر الأبيض بدمشق إلى جانب مجموعة من المفكرين والأدباء والسياسيين مثل المفكر زكي الأرسوزي والشاعر سليمان العيسى والمحامي نجاة قصاب حسن والأديب حسيب كيالي ود. وهيب الغانم والإعلامي يحيى الشهابي وغيرهم، حيث كانت المجالس بمثابة منتديات ادبية وفكرية ولدت فيما بعد جريدة الكلب التي اشتهرت في الخمسينيات بأقلام صدقي ورفاقه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية