تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جماليات المدرسة التأملية

ثقافـــــــة
الخميس 29-11-2012
 عماد جنيدي

جئت لا أعلم من أين؟ ولا كيف؟

ولكنني أتيت‏

ولقد أبصرت قدامي طريقاً!‏

فمشيت‏

كيف جئتُ؟!‏

كيف أبصرت طريقي‏

لست أدري‏

تساؤلات فلسفية وجودية لإيليا أبو ماضي ولكنها ذات طابع طفولي وغير تشاؤمية.‏

السوريون شعب تأملي منذ آلاف السنين شاعر فينيقي من أوغاريت يخاطب جبل الأقرع منذ خمسة آلاف عام! انقباد أيها الجبل بلا نبات كرأسي التي تساقط شعرها انقباد! خذني إلى قمتك أحاور القمر والنجوم.‏

الملحمة السورية البابلية (جلجامش) منذ ستة آلاف عام تمثل رحلة الملك (جلجامش) المعرفية بحثاً عن عشبة الخلود في إطار بحثه عن صديقه المفقود (أنكيدو) ويترك الملك جلجامش مملكة (أورور) ويهيم على نفسه في شتى أنحاء بلاد الشام بحثاً عن أنكيدو دون أن يصل إلى نتيجة فيعتصره الألم وفي رحلة العودة إلى أورور يعثر مصادفة على عشبة الخلود فتفعم أعماقه بالفرح من خلالها سيعثر على صديقه أنكيدو.‏

إن كان قد مات وافترسته الذئاب، ويضعها جلجامش على حافة بئرٍ في الطريق إلى أورو وينزل إلى البئر ليشرب وقد أنهكه العطش فتأتي أفعى سامة وتشرق عشبة الخلود وفي هذا إشارةٌ رمزية عميقة إلى قوى الشر التي تسرق أحلام الإنسان الوادع.‏

إن رحلة الشعر العربي مع التأمل تحتاج إلى مجلدات كبيرة لتعطيها حقها وأختم بالتأمل الفلسفي العميق لدى الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري:‏

غير مجدٍ في ملتي واعتقادي‏

نوح باكٍ ولا ترنم شادي‏

وشبيه صوت النعي‏

إذا قيس بصوت البشير في كل نادي‏

صاح هذي قبورنا تملأ الرحب‏

فأين القبور من عهد عاد‏

تعب كلها الحياة وما أعجب‏

إلا من راغب في ازدياد‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية