أخاف على انتصارها ، ومقاومتها، ونبضها الفلسطيني .
أخاف أن تسرق غزة من فلسطين بذريعة الاحتضان..
انتصار غزة على العدو الصهيوني ، يذكرني بانتصار سورية ومصر في حرب تشرين التحريرية ..... مباشرة ، بعد الانتصار ، راح « كيسنجر وزير خارجية أمريكا يعمل على تدمير هذا الانتصار ، فكانت اتفاقية «كامب ديفيد» التي أخرجت مصر من جبهة الصراع ، ومن جبهة العروبة ، والمقاومة.
غزة ، أخاف عليك من كامب ديفيد جديدة..
أخاف عليك من سادات آخر يأخذك بعيداً عن فلسطين، وعن نهج المقاومة .
لم أكن في أي وقت مضى خائفاً على غزة ، كما أنا خائف عليها اليوم ..
خائف على دم شهدائها ، وعلى مقاومتها ، وعلى صمودها ..
نعم خائف من هؤلاء العربان النعاج الذين يحاولون إغراء ،وإغواء بعض قادتها بالدخول إلى زريبة النعاج ودفعها إلى الاستسلام ، والابتعاد بها كلياً عن قوى المقاومة التي شكلت في الماضي والحاضر قوتها ، وكرامتها .
غزة ..
قد يكرر التاريخ نفسه مرة أخرى..
يوم انتصرت المقاومة على العدوان الصهيوني ببيروت في أوائل ثمانينات القرن الماضي ،أغواها النظام المصري ، ودفع بها إلى ترك البندقية ، ووعد زعيم المقاومة الفلسطينية أن يكون رئيساً لدولة اسمها فلسطين ..
رحل ياسر عرفات عن دنيانا ، ولم تتحقق الدولة الفلسطينية ، ولم يتحقق السلام .
هل يفعلها الرئيس مرسي اليوم كما تقول الصحف الإسرائيلية نفسها؟!
أخاف عليك ياغزة ..
متى كانت الدوحة ، والرياض مع المقاومة ؟!
متى كانتا مع القضية الفلسطينية ، أو مع تحرير الأرض؟
غزة ، منذ سنوات وأنت تحت الحصار، فلا هم قدموا لك الطعام ، ولا السلاح ..ولا فتحوا أمامك المعابر، في يوم وليلة هدم نظام مرسي كل الأنفاق ، يقولون إن المكتوب يقرأ من عنوانه .. وربما من كلام شمعون بيريز الذي يمتدح الرئيس مرسي لتفهمه أهداف عدوان كيانه على غزة.
أخاف عليك من هذا الاحتضان اليوم ..
يعملون على إبعادك عن سورية ، وعن نهج المقاومة بلغة ما..
بإغراء ما، بإغواء ما ، بوعود كاذبة أعطيت للراحل ياسر عرفات من قبل ، ماهو أخطر اليوم ، مخطط انضمامك إلى مصر ، لتسقط الجغرافيا الفلسطينية الباقية أكثر وأكثر تحت جنازير الدبابات الصهيونية ، وأقدام المستوطنين اليهود
إن كانوا معك كما يدعون ،
إن كانوا مع فلسطين، فليقدموا لك السلاح بدلاً من سورية ..
ليحولوا السلاح المرسل لقتل السوريين ، إليك ، وإلى الضفة ..
أليسوا العتاة على سورية ، والنعاج على الصهاينة ؟!
للدوحة دور في العدوان عليك ، ودور لإسكات مقاومتك ، ودور لأخذك خارج نهج المقاومة بإغواء ما ليسهل على اليهود والأمريكيين التخلص منك .
ماالذي سيقدمه « حمد » المتصهين من أجل حريتك في مواجهة الذئاب، وهو يرفض أن نسمي الصهاينة ذئاباً؟ كيف سيقدم لك الدعم من أي نوع كان هذا الدعم، والقواعد الأمريكية تحتل نصف الأرض القطرية ، وتحتل كامل القرار السياسي القطري؟ كيف سيكون مقاوماً وهو يقاتل المقاومة ، ويدفع بالقرضاوي للإفتاء أن النبي محمداً لو كان في زماننا لأقام علاقات مع إسرائيل؟ وجعك يا «غزة»، وجعنا ..
دمك الذي نزف دمنا ،ودمك الذي سينزف في قادمات الأيام دمنا ..
لاتصدقي أنهم أوقفوا عدوانهم لأنهم كرهوا سفك دمك ..
بصمودك أوقفت العدوان ..
وبصمودك جاؤوا « كلنتون ، وبان كي مون، ووزيرا خارجية ألمانيا ، وفرنسا ، والنعاج العرب، وآخرون ، وآخرون» لوقف القتال قبل أن تتكرر هزيمتهم التي صنعتها المقاومة في لبنان عام 2006
لاتمكينيهم يا غزة من حصاد نصرك ، كما فعل» أنور السادات» بعد حرب تشرين التحريرية عام 1973، هذا الخائن لوطنه وأمته ، ولدماء شهداء حرب تشرين باع ، واشترى بدماء الشهداء ، وعقد اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة .
قد يخرج من بين أبنائك سادات آخر .
غزة ..
لترابك المندى بدم الشهادة ، وبنداءات مآذن الأقصى، وبقرع أجراس كنائس القدس وبيت لحم قداسة..... ياغزة الموجوعة بسكاكين الصهاينة ، وبأنياب ذئاب كامب ديفيد ، لك في نفوسنا هوى لايبارحنا .. وخوف عليك لايبارحنا ، سنكون معك ، وسنقدم لك اليوم وغداً كما قدمنا في الماضي الدعم والقوة ولو فتحوا علينا كل فوهات أحقادهم ، وهم يفعلون ، لن نتراجع ..لأننا معك ، مع فلسطين ، مع الأقصى ، مع الكرامة العربية ،
ياغزة هاشم : دمشق لن تفرط بذرة من ترابك ولا بذرة من الجولان ، ولن تتخلى عن عروبتها ونهجها المقاوم ، ولو ذبحوها من الوريد إلى الوريد .